السفير السعودي علي عسيري: قلب السعودية ينبض مع لبنان وأولوياتنا ترتيب البيت العربي

أبلغ السنيورة عن دعم تلاميذ المدرسة الرسمية للسنة الثالثة على التوالي

TT

أكد السفير السعودي في بيروت علي عسيري أن «لبنان يحتل منزلة خاصة لدى المملكة العربية السعودية، فقلب المملكة ينبض مع لبنان وشعبه، وهي لا توفر أي جهد في سبيل أن يستعيد عافيته الكاملة». كما قال إن «القادة السعوديين وضعوا نصب أعينهم خدمة القضايا العربية والإسلامية، وانطلقوا في ذلك من اعتبار أن هموم الأشقاء العرب واحدة وأن ما يصيب الفرد يصيب المجموع. والشواهد على ما تقدمه المملكة من المساعدات وما تتخذه من المواقف أكثر من أن تحيط بها هذه الكلمة، ولكنها تؤكد على الدوام التزام المملكة قضايا أشقائها ونصرتهم بكل ما لديها من قدرات». كلام العسيري جاء لمناسبة العيد الوطني السعودي، وأشار فيه إلى أن «الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لحوار الأديان والحضارات تعد فاتحة لمرحلة خيرة في مسيرة الإنسانية تقودها الثقة وتسودها الرغبة في خير الإنسان وتقريب وجهات النظر المختلفة والتعرف إلى الآخر، فهي دعوة إلى الانفتاح والتناصف والبعد عن الانغلاق والتصادم والى بناء عالم أفضل يسوده التفاهم لا المواجهة».

واعتبر أن «اليوم الوطني السعودي يحمل معاني سامية نتوقف عندها كل عام لنستخلص منها الدروس والعبر ولنستلهمها في إكمال المسيرة التي اختطها لبلادنا العزيزة قادتها الكبار. أول هذه المعاني أن العقيدة والأمن والنظام هي عماد الدولة ومصدر راحة المواطن، وثانيها الارتباط بأرض الوطن، وهي أغلى الغوالي، وثالثها أن التصميم والإرادة هما القاعدة الأصلب في بناء الدول».

واستعاد تاريخ تأسيس المملكة وتطورها لتصل إلى مصاف الدول الكبرى. وقال إن الدعوة إلى حوار الأديان هي «خطوة حضارية ستسجلها الإنسانية بمداد من ذهب للملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يثبت بمواقفه أنه قائد ذو رؤية إنسانية شاملة»، وأضاف: «لأن الشأن العربي من أولويات السعودية، يدأب خادم الحرمين الشريفين على لَمّ شمل العرب وترتيب البيت العربي، والمبادرة التي أطلقها خلال قمة الكويت معبّرة بدورها وتشكل رسالة أخوية إلى كل القادة العرب بضرورة تجاوز الخلافات والسعي إلى التلاقي وحل المشكلات من أجل مصلحة بلداننا العربية وشعوبها».

وتمنى أن يشهد لبنان ازدهارا على مختلف الصعد، كما تمنى على «القادة اللبنانيين توفير المناخ السياسي الملائم للازدهار عبر الانكباب على حوار جدي ومعمق يؤدي إلى التوصل إلى حلول لكل المشكلات المتنازع عليها». وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة استقبل عسيري، في حضور وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري. وتبلغ منه أنه يرغب في تخصيص ما تبقى من الهبة التي كانت قد تقدمت بها السعودية من أجل دعم المدرسة الرسمية في لبنان، لدفع الرسوم التي تتوجب على التلاميذ في مرحلة التعليم الأساسي، وذلك للسنة الثالثة على التوالي. واعتبر السنيورة أن «هذه خطوة طيبة جدا تقوم بها المملكة تجاه اللبنانيين والشعب اللبناني والتلاميذ في المدارس الرسمية في هذه الآونة. وتأتي هذه المكرمة وتخصيصها لتنضم إلى المكرمات الكبيرة التي تقدمت بها المملكة على مدى سنوات ولا سيما السنوات القليلة الماضية، حين تعرض لبنان للكثير من المشكلات ولا سيما ما نتج عن الحرب الإسرائيلية ضد لبنان. على مدى السنوات الماضية كنا نجد المملكة العربية السعودية سبّاقة في تقديم الدعم والمساعدة للبنان سياسيا واقتصاديا عبر الإسهامات الكثيرة التي قدمتها إلى لبنان لمساعدته على تخطي النتائج التي ترتبت بسبب الحرب، لا سيما في موضوع الإغاثة السريعة وما تعهدته ونفذته لجهة إعادة بناء الوحدات السكنية التي تضررت».

وأضاف: «الواقع أن المملكة العربية السعودية تعهدت بإعادة إعمار أكثر من 220 قرية وبلدة في كل الأراضي اللبنانية وإعادة بناء 36 مبنى في الضاحية الجنوبية، وهذا يشمل عمليا قرابة 56 ألف وحدة سكنية أعيد بناؤها عن طريق المكرمات التي تقدمت بها المملكة. ذلك إلى جانب ما تعهدته ويجري العمل على تنفيذه من مشروعات في عدد من المدارس سيُصار للبدء بإنشائها في الضاحية الجنوبية، وفي عدد من مشروعات البنى التحتية، وكذلك دعم تجهيز المختبر الجنائي الذي افتتح منذ فترة قصيرة».

بعد ذلك، تحدثت الوزيرة الحريري فقالت: «على مدى ثلاث سنوات على التوالي، قامت المملكة العربية السعودية بمشروع دعم المدرسة الرسمية. وفي العام الماضي تعهدت بدفع تكاليف الكتب وكل مستلزمات التعليم، إضافة إلى أجزاء لها علاقة بعملية التطوير. وبالاتفاق مع الرئيس السنيورة والسفير عسيري، فإن ما تبقى من مكرمات السنوات الثلاثة سيغطي مرحلة التعليم الأساسي لهذا العام والذي يشمل 231 ألف طالب في مرحلتَي التعليم الابتدائي والمتوسط ما عدا الثانوي».