ميركل تسعى لتشكيل ائتلاف حكومي مع شركائها الجدد خلال شهر

زعماء العالم أشادوا بفوزها رغم ضعف النتيجة.. واعتقال إسلاميين في ميونيخ بعد تهديدات القاعدة

ميركل خلال مؤتمر صحافي في برلين أمس (ا.ب)
TT

تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس بعد يوم على فوزها في الانتخابات التشريعية، بإبرام اتفاق لتشكيل ائتلاف حكومي مع شركائها الجدد خلال شهر، فيما حصلت على التهاني والإشادات من زعماء العالم، رغم ضعف النتيجة التي حصل عليها ائتلافها، مقارنة بتاريخ اليمين الألماني.

وقالت ميركل للصحافيين في برلين أمس «نريد التوصل إلى (تشكيل ائتلاف حكومي) بسرعة، لكن من الواضح أن الجودة لها الأولوية على السرعة، وان كنت أعتقد أن لألمانيا الحق في الحصول على حكومة جديدة بسرعة». من جانبه، قال رونالد بوفالا، أمين عام حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي تتزعمه ميركل، إن «هدفنا هو التوصل إلى اتفاق ائتلاف في غضون شهر على أقصى تقدير».

وفاز المحافظون (الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي) بزعامة ميركل (55 عاما)، وحلفاؤهم الليبراليون من الحزب الديمقراطي الحر بغالبية مريحة، بحصولهم على 332 مقعدا من أصل 622 في البرلمان المقبل، وفق النتائج الرسمية التي صدرت أمس. غير أن نسبة 33.8% من الأصوات التي حصل عليها حزبا الاتحاد المسيحي تعتبر أسوأ نتائجهما منذ عام 1949. وعلقت صحيفة «دي فيلت» الألمانية أمس عاكسة رأيا أجمعت عليه الصحف الألمانية «النتيجة مرة لحزبي الاتحاد المسيحي، خصوصا للمستشارة»، مشيرة إلى أن النتيجة تؤشر بالمرتبة الأولى إلى «فوز الحزب الديمقراطي الحر».

وتراجعت نسبة مشاركة الناخبين إلى أدنى مستوياتها التاريخية مسجلة 70.8% مقابل 77.7% قبل أربع سنوات. وقالت ميركل «أريد أن أكون مستشارة لجميع الألمان حتى أحسن الوضع في بلادنا».

وحصل الحزب الديمقراطي الحر على 14.6% من الأصوات، وهو أفضل أداء في تاريخه، مستعيدا بذلك دوره التقليدي كـ«صانع للملوك» بعد 11 عاما أمضاها في المعارضة. وأعرب زعيم الحزب غيدو فيسترفيلي عن ارتياحه لـ«هذه النتيجة الممتازة»، متعهدا بالعمل من اجل إحلال «نظام ضريبي عادل وتحسين الفرص على صعيد التعليم والدفاع عن الحريات الفردية» في ألمانيا.

أما الحزب الاشتراكي الاجتماعي، الذي حكم مع ميركل خلال السنوات الأربع الماضية ضمن «ائتلاف واسع» وقد رشح للمستشارية وزير الخارجية المنتهية ولايته فرانك فالتر شتاينماير، فسجل أسوأ نتائج في تاريخه لم تتخط 23% من الأصوات. واعترف شتاينماير (53 عاما) بـ «هزيمة مرة»، معتبرا أن «تحديا جديدا ينتظرنا هو تحدي المعارضة». وسجل الحزب الاشتراكي الديمقراطي تراجعا قدره عشر نقاط عن الانتخابات السابقة قبل أربع سنوات، حيث حصل على 34.2% من الأصوات. ولم يتمكن خلال الحملة الانتخابية من طرح نفسه كمنافس حقيقي للمحافظين، الذين شاركهم الحكم في الولاية المنتهية.

ورحب العديد من قادة العالم بفوز ميركل رغم أن الإعلام الألماني أبرز أن ائتلاف المحافظين حاز أسوأ نتيجة يحصل عليها اليمين الألماني منذ ستين عاما. وأعلن البيت الأبيض في بيان أن اوباما اتصل بالمستشارة الألمانية لتهنئتها بفوزها في الانتخابات. وقال البيان إن اوباما وميركل «اتفقا على أن انتخاب حكومة ألمانية سيعزز ويعمق التعاون» بين الولايات المتحدة وألمانيا. بدوره قال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، إنه يرغب في توسيع «علاقة العمل الوثيق بين البلدين»، حسبما قالت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية. كذلك، صرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن الفوز الذي حققته ميركل كان نتيجة ثقة الشعب التي اكتسبتها المستشارة خلال السنوات الأربع الماضية. أما رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني، فقد اتصل هاتفيا بميركل ليؤكد «الرؤية المشتركة والمشاركة في بناء أوروبا قوية وموحدة»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الايطالية (انسا).

ورد رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو على التلميحات، بأن الفوز الذي حققه اليمين في ألمانيا هو مؤشر جديد على تراجع اليسار في أوروبا. وقال ثاباتيرو لإذاعة كادينا سير «هل الرياح مواتية للمحافظين؟ هذا ليس صحيحا». وأضاف أن «كل بلد يصوت تبعا لظروفه الداخلية».

وفي سياق متصل، قالت متحدثة باسم الشرطة، إن قوات الأمن في مدينة ميونيخ الألمانية ألقت القبض على إسلاميين مشتبه بهما بعد أن هدد تنظيم القاعدة في سلسلة من تسجيلات الفيديو بثها الأسبوع الماضي بشن هجمات بعد انتخابات الأحد. وقالت الشرطة في المدينة الجنوبية إنها ستحتجز المشتبه بهما حتى نهاية مهرجان «أكتوبر فست» للجعة الأحد المقبل. وأوضحت المتحدثة أمس: «احتجز شخصان كإجراء وقائي، والأمر له علاقة بتهديدات الفيديو».