الاشتراكيون يفوزون في البرتغال لكن يفقدون الأغلبية

سقراطس أمام خياري تشكيل حكومة أقلية أو ائتلاف حزبي

TT

فاز الاشتراكيون في الانتخابات التشريعية التي جرت في البرتغال أول من أمس، مما يمهد لعودة رئيس الوزراء المنتهية ولايته خوزيه سقراطس، إنما محروما من الغالبية المطلقة التي كانت متوقعة. وبعد مواجهته منافسة رئيسية من الحزب الاجتماعي الديمقراطي (يمين وسط)، حصل الحزب الاشتراكي على نحو 37 في المائة من الأصوات مقابل 45 في المائة في انتخابات 2005، وهذا سيضطره إلى مواجهة مهمة دقيقة تتعلق بالخيار بين أن يحكم بمفرده في حكومة أقلية، أو يشكل ائتلافا أو يتفاوض في البرلمان على أساس كل قضية على حدة.

وأبقى سقراطس خياراته مفتوحة خلال كلمة ألقاها بمناسبة فوزه، وقال إن «الشعب صوت وتكلم بشكل واضح جدا، وتم من جديد اختيار الحزب الاشتراكي كي يحكم البرتغال». وسئل سقراطس من قبل الصحافيين بعد إعلان فوزه حول إمكانية تشكيل تحالف، فقال «إن من المبكر التحدث عن ذلك». وبعدما ذكر «بالإجراءات المؤسساتية»، أكد انه «يجب انتظار تعيين رئيس جديد للحكومة» بقرار من رئيس الدولة انيبال كافاكو سيلفا. وأضاف «بعد ذلك سأتشاور مع كل التشكيلات البرلمانية وهذا يتطابق مع إرادة الشعب البرتغالي». وتابع ان «البلاد تواجه تحديات جدية وهذا البرلمان يستحق الاستقرار».

وكان الحزب الاشتراكي انتخب في فبراير (شباط) 2005 بأغلبية مطلقة بلغت 121 مقعدا، لكنه مني بهزيمة ساحقة في الانتخابات الأوروبية التي جرت في يونيو (حزيران) الماضي، وشهدت تقدما كبيرا لليسار المناهض لليبرالية. ومنذ ذلك الحين حرص سقراطس على اعتماد خطاب يساري في محاولة لاستعادة ناخبيه الذين خاب أملهم. وقد اتهم «بالوقاحة» وحتى «التسلط»، وقد اعترف «بافتقاده الى اللباقة» في إدارة بعض الملفات.

ودافع سقراطس الذي يدعو الى اشتراكية «مجددة وبراغماتية»، عن سياسة الإصلاحات البنيوية والتقشف في الميزانية. مؤكدا أنها سمحت «بتحديث البلاد» و«بمقاومة الأزمة بشكل أفضل». وفي مواجهة الانتقادات لحصيلة أدائه على الصعيد الاجتماعي، وعد بجعل التوظيف أولوية في وقت تجاوز عدد العاطلين عن العمل في البرتغال 500 ألف شخص.

وعرفت البرتغال في السابق حكومات أقلية عدة لم تكمل ولايتها باستثناء واحدة قادها الاشتراكي انطونيو غوتيريس من 1995 إلى 1999. وتشكل نسبة الامتناع عن التصويت (39.4%) التي سجلت أول من أمس رقما قياسيا في الانتخابات التشريعية منذ إحلال الديمقراطية في البرتغال في 1974. لكن هذا الضعف في المشاركة نسبه معلقون إلى أن التسجيل على اللوائح الانتخابية أصبح منذ العام الماضي آليا ولم يعد طوعيا، مقللين من أهميته.