المجتمع الدولي يناقش مجدداً المناخ.. في سباق مع الزمن قبل كوبنهاغن

الأمم المتحدة تعتبر عاصفة الفلبين مؤشراً على ضرورة التوصل إلى اتفاق

طفل يقف خلف سيارة كتبت عليها بالطين كلمة «ساعدونا»، أمس، في مانيلا التي غمرتها الفيضانات (ا.ب)
TT

استؤنفت أمس في بانكوك المفاوضات حول المناخ على أمل التوصل إلى اتفاق طموح في كوبنهاغن في ديسمبر (كانون الأول) المقبل لخفض الانبعاثات العالمية للغازات المسببة للاحتباس الحراري. فقد التقى حوالي 2500 مندوب في العاصمة التايلاندية بعد مفاوضات على مستوى عالمي مخيبة للآمال في الولايات المتحدة، أملا في تسريع التوصل إلى نتائج تمنع فشلا كارثيا خلال السنوات المقبلة.

ويؤكد العلماء انه لمحاولة الحد من ارتفاع حرارة الأرض بدرجتين فقط، يجب أن تخف انبعاثات الغاز في 2015. وإذا لم يتم تحقيق هذا الهدف، فهم يخشون تكرار الكوارث الطبيعية من موجات جفاف وفيضانات وارتفاع مستوى مياه البحر بشكل لا سابق له. واعتبر مسؤول في الأمم المتحدة خلال اللقاء أن العاصفة التي ضربت مانيلا وضواحيها مسببة أسوأ فيضانات تشهدها البلاد منذ أربعين عاما، تعد مؤشراً على ضرورة التوصل إلى اتفاق. وتحدث المسؤول عن شؤون المناخ ايفو بوير على هامش المفاوضات عن «الصور المريعة» لمشاهد الفيضانات في الفلبين التي تعرضها القنوات المتلفزة من العالم بأسره.

وقال إن «احد الأسباب التي تدفع الدول للاجتماع هنا هو أن تضمن عدم تكرار مثل هذه الظواهر الطبيعية القصوى بالحدة والوتيرة نفسها من خلال سياسة طموحة». وتفيد آخر حصيلة أن الفيضانات الأخيرة في الفلبين خلفت 140 قتيلا وتسببت في نزوح 450 ألف شخص. وقال ايفو بوير أيضاً حسبما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية أمس: «نصل إلى بانكوك مع 280 صفحة من النصوص على ما اعتقد وسيكون عمليا من المستحيل العمل مع هذه النصوص. أمامنا 16 يوما من المفاوضات قبل (مؤتمر) كوبنهاغن وبالتالي فان الوقت محدود وعلينا الوصول إلى نتيجة».

وبدوره، قال رئيس الوزراء التايلاندي ابيسيت فيجاجيفا للمفاوضين إن «أبناءنا وأحفادنا لن يسامحونا أبدا ما لم نتخذ قرارات والوقت أصبح ضيقا. بقي علينا الكثير ولنستخدم هذين الأسبوعين في بانكوك لضمان مستقبلنا». وخلال قمة استثنائية للأمم المتحدة في نيويورك في 22 سبتمبر (أيلول) الحالي جاء ابرز تشجيع من الصين التي تعهد رئيسها هو جينتاو بخفض انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون في بلاده «بهامش كبير» بحلول 2020 مقارنة مع مستوياتها في 2005.

وانتهت قمة مجموعة العشرين في بيتسبرغ بخيبة أمل واضحة في هذا الصدد إذ جاء بيانها الختامي ملتبسا جداً بشأن قضايا المناخ. وعلى الرغم من التغيير الأخير في موقف اليابان بعد وصول يوكيو هاتوياما إلى السلطة، يبدو هدف خفض انبعاثات الغاز المسببة لارتفاع حرارة الأرض بين 25% وأربعين بالمائة بحلول 2020 صعب التحقيق، ويفترض أن تكون النسبة بين 15 و20%.

وفي بانكوك حيث ستتواصل المفاوضات حتى 9 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل قبل الدورة الأخيرة التي ستعقد في برشلونة من 2 إلى 6 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أدلى المسؤولون في هذا الملف في الأيام الأخيرة بتصريحات تدعو الدول إلى تقديم تنازلات. وقالت كايسا كوسونين المكلفة شؤون المناخ في منظمة «غرينبيس» إن «الحكومات يجب أن تصل إلى بانكوك وهي مستعدة للتحرك لتطبيق بعض ما ورد في خطابات قادة العالم في الأمم المتحدة». وستكون الولايات المتحدة أيضا محط أنظار الجميع إذ إن القانون المتعلق بمكافحة ارتفاع حرارة الأرض الذي كان يؤمل في إقراره قبل مؤتمر كوبنهاغن، لن يعتمد قبل 2010. وقال انطونيو هيل مسؤول المناخ في منظمة اوكسفام انترناشيونال «إما أن تبذل الولايات المتحدة جهدا أو يمكن أن يؤدي أسبوعا بانكوك إلى فشل قاتل في كوبنهاغن».