إيران بعد إطلاق «قدر ـ 1» و«سجيل»: كل الأهداف في المنطقة داخل مدى صواريخنا

وزير الدفاع الإيراني: أي هجوم من جانب إسرائيل سيؤدي إلى زوالها.. قشقوي: الصواريخ لا علاقة لها بالنووي

صاروخ «شهاب 3» بعيد المدى لحظة أطلاقه من موقع لم يعلن عنه في إيران أمس (أ.ف.ب)
TT

واصلت إيران، تحديها للدول الغربية، وأجرت أمس، تجربة ثانية، لإطلاق صواريخ بعيدة المدى، وصفتها بأنها ناجحة، في إطار مناورات تطلق عليها اسم «مناورات الرسول الأعظم ـ 4»، قبل أن تهدد بأن ردها سيكون «مدمرا» على أي تهديدات لأراضيها وخصوصا برنامجها النووي، مؤكدة أن كل الأهداف في المنطقة، بما فيها إسرائيل والقواعد الأميركية في الخليج، ستكون داخل مدى صواريخها. وأثارت الخطوة غضب القوى العالمية قبل أيام من محادثات نادرة تجري مع طهران في جنيف حول برنامجها النووي.

وقال قائد القوات الجوية لحرس الثورة، الجنرال حسين سلامي، إن قوات الحرس الثوري الإيراني اختبرت (أمس) بنجاح صاروخ «قدر ـ 1» النسخة المعدلة من «شهاب ـ 3» ويبلغ مداه 1800 كلم، وصاروخ «سجيل»، ويبلغ مداه ألفي كيلومتر. ويتكون صاروخ «سجيل» من طبقتين، وبمحركين، ويعمل بالوقود الصلب ويتمتع بقدرات استثنائية وكبيرة جدا، حسب مسؤولين في طهران. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (فارس) أنه «للمرة الأولى اختبر حرس الثورة صاروخا من طبقتين يستخدم وقودا صلبا خلال تدريبات عسكرية». ويمكن للصاروخين بلوغ الأراضي الإسرائيلية التي تبعد نحو ألف كيلومتر.

وأعلن الحرس الثوري أن التجارب البالستية انتهت و«حققت كل أهدافها». وقال على موقعه الإلكتروني «صفانيوز» إن «المرحلة الأخيرة من المناورات البالستية (الرسول الأعظم ـ 4) تمت بنجاح هذا الصباح (الاثنين). وبذلك، تكون المناورات البالستية انتهت وحققت كل أهدافها». وأكد قائد القوات الجوية في الحرس الثوري، الجنرال حسين سلامي، في تصريحات، أمس، أن رد إيران على أي تهديد خارجي سيكون «مدمرا». وقال: «أي تهديد لسيادتنا وقيمنا سيكون مدمرا بما يجعل الفاعلين يندمون على فعلتهم». وأضاف: «نحن مستعدون لمواجهة هذه التهديدات.. وهذه التدريبات متطابقة مع التهديدات القائمة». وقال سلامي: «كل الأهداف في المنطقة، مهما كان موقعها، ستكون داخل مدى هذه الصواريخ». ولم تستبعد إسرائيل والولايات المتحدة اللجوء إلى الخيار العسكرية لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، إذا فشلت الدبلوماسية، غير أنهما متفقتان على مبدأ الحوار أولا، مع مهلة 3 أشهر. ويتهم الغربيون طهران بالسعي لإنتاج سلاح ذري لكن إيران تنفي ذلك.

وحذر أحمد وحيدي، وزير الدفاع الإيراني، إسرائيل من شن أي هجوم على بلاده قائلا إن ذلك سيعجل بزوال الدولة العبرية. وقال وحيدي للتلفزيون الإيراني: «إذا حدث ذلك وهو ما لا نتوقعه بالطبع فستكون نتيجته النهائية هي التعجيل بالأنفاس الأخيرة للنظام الصهيوني». وقال وحيدي، القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني، إنه في حالة شن إسرائيل هجوما فإن «عمرها الافتراضي، الذي يقترب الآن من نهايته، سيتم التعجيل به». وأضاف أن «النظام الصهيوني.. على حافة الدمار». وتوقع الرئيس الإيراني المحافظ، محمود أحمدي نجاد، مرارا سقوط إسرائيل.

وقال رئيس منظمة الدفاع المدني في إيران، المنبثقة عن الحرس الثوري، إن عشرة ملايين متطوع من الميليشيا الإسلامية (الباسيج) مستعدون للدفاع عن إيران ضد أي معتد. ونقل عن القائد غلام رضا جليلي قوله على موقع الحرس الثوري على الإنترنت: «هذا هو السبب في أنه لن يجرؤ أحد على شن عدوان علينا.. مليون عضو من قوة الباسيج يمكنهم الانتقال إلى حدود البلاد خلال إشعار قصير للغاية».

وقال أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي، يوم السبت، إن المنشأة النووية التي تم الكشف عنها مؤخرا في إيران هي دليل على سعي الجمهورية الإسلامية لامتلاك أسلحة نووية. وطالب العالم برد فعل «واضح».

ووصفت إسرائيل، التي يعتقد على نطاق واسع أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، تخصيب إيران لليورانيوم بأنه تهديد لوجودها. وتقول إن «جميع الخيارات» مطروحة على الطاولة لمنع طهران من صنع صواريخ نووية.

من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إنه ليست هناك أي صلة بين المناورات الصاروخية والأنشطة النووية للبلاد. وقال المتحدث حسن قشقوي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أمس: «هذا تدريب عسكري طبيعته الردع.. لا توجد أي صلة بالبرنامج النووي». وأضاف: «كما تعرفون أنها مناورات (الرسول الأعظم ـ 4)، أي أنها تجري للسنة الرابعة، وهي تدريبات دفاعية».

وقال قشقوي إن المصنع الجديد الذي يجري بناؤه قرب قم وسط إيران «لا ينتهك أي قانون دولي. الدول الغربية تدلي بتعليقات غير واقعية». وقال الناطق إن «الادعاءات.. والضجيج الإعلامي لا أساس لهما»، في إشارة إلى التصريحات الاحتجاجية للقادة الغربيين، وبينهم الرئيس باراك أوباما. وأضاف أن «إيران مستعدة لتوضيح كل جوانب المصنع النووي الجديد». وأكد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، أن طهران لا تنوي تخصيب اليورانيوم سوى بنسبة 5% في مصنعها الجديد، وهي نسبة تتلاءم مع النشاطات النووية المدنية.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن اللفتنانت جنرال نيكولاي رودينوفو، القائد السابق لقوات الصواريخ الاستراتيجية في الجيش الروسي قوله إن شبكة التحذير من الصواريخ رصدت تجربة إطلاق الصاروخ الإيراني.

وقال: «الصواريخ المتوسطة المدى التي أطلقت يوم الأحد يمكن أن تخترق الأراضي الروسية حتى بلدة ساراتوف» في جنوب روسيا.