مسؤول إيراني: أحمدي نجاد اقترح اسم «مشكاة» للمفاعل الجديد.. ومعهد غربي يعتبره مركزا لاختبار الأسلحة

قائد سلاح الجو الإيراني: «نعمل على تطوير جيل جديد من صاروخ «سجيل».. ولا تهديد للجوار».. وتظاهرات جديدة في طهران

بان كي مون لدى استقباله وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس (أ.ب)
TT

أعلنت إيران أمس، أنها شيدت مفاعلها النووي الجديد الذي كشف عنه الأسبوع الماضي، بالقرب من مدينة قم، في جبل بالقرب من قاعدة عسكرية لحمايته من أي هجوم جوي، وقالت إن الرئيس أحمدي نجاد اقترح أن يطلق عليه اسم «مشكاة»، قبل أن تعلن أيضا أنها تقوم بتطوير جيل جديد من صاروخ «سجيل» القادر على بلوغ إسرائيل، ليكون أكثر سرعة، ودقة، وأطول مدى، وأكدت في المقابل أن تلك الصواريخ «لا تمثل تهديدا لأي من دول الجوار أو الأصدقاء ولن تكون كذلك في المستقبل». وخرجت تظاهرات طلابية موالية للإصلاحيين أمس للمرة الأولى منذ تلك التي انطلقت في أواخر شهر رمضان، احتجاجا على زيارة وزير كان يشرف على الانتخابات الأخيرة، لجامعتهم في طهران.

وقال مسؤول البرنامج النووي الإيراني علي أكبر صالحي أمس إن بلاده شيدت مفاعل تخصيب اليورانيوم الجديد والمثير للجدل في جبل بالقرب من قاعدة عسكرية لحمايته من أي هجوم جوي. وقال صالحي أمام مجموعة من الصحافيين من وسائل إعلام عالمية أنه «تم اختيار الموقع عن قصد في مكان يكون محميا من أي هجوم جوي. والموقع قريب من قاعدة عسكرية، وقد نصب الجيش بالفعل أنظمة دفاع فعالة». وقال إن مفاعل تخصيب اليورانيوم الجديد يقع على طريق سريع يصل إلى مدينة قم جنوب طهران. وأضاف صالحي أن المفاعل يهدف إلى ضمان استمرار نشاطات إيران النووية. وقال: «هذا مفاعل احتياطي. ويهدف إلى إظهار تصميمنا على أننا تحت أي ظرف لن نوقف برنامجنا النووي». وقال صالحي: «علينا أن نبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميا باسم الموقع ومكان وجوده»، مضيفا أن «الرئيس (محمود) أحمدي نجاد اختار اسم مشكاة (للموقع الجديد) لكن الأمر ليس رسميا بعد». وأوضح أن الموقع «صغير مقارنة بموقع نطنز» (وسط) الذي يضم حاليا 4600 جهاز للطرد المركزي. ولفت إلى أن «نطنز له حجم صناعي» في حين أن الموقع الجديد «له حجم نصف صناعي».

وفي لندن، أوضح مركز «آي إتش إس جاينز» المتخصص في المعلومات وخصوصا العسكرية أن صورا بالأقمار الصناعية «أظهرت» أن هذا الموقع الذي يشهد «أعمال بناء وتنقيب كثيفة.. محاط بمواقع دفاعية مضادة للطائرات وقواعد عسكرية وما يمكن أن يكون مركزا لاختبار الأسلحة».

وأضاف المركز أن هذه الصور تظهر «أشغال بناء وتحصين كثيفة بواسطة الفولاذ عند المداخل، ما يوحي بأنه مشيد لتحمل هجوم جوي محتمل». وقال ألكس فاتانكا المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط لدى المركز: «يبدو أنه أُجريت أعمال تنقيب في الجبل انطلاقا من نقاط وصول تقع أمام (الموقع) وخلفه، ما يوحي بأن الموقع يتضمن منطقة تحت الأرض». وأضاف: «نلاحظ بوضوح» عبر الصور كتابة بالفارسية بأحرف عملاقة وعلى امتداد ستين مترا تقول (نحن مستعدون للتضحية بأنفسنا من أجلك يا زعيمنا)، في إشارة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

من جهته أعلن الجنرال حسين سلامي قائد سلاح الجو الإيراني في حرس الثورة، إن بلاده ستنتج نسخة محسنة من صاروخها من طراز سجيل القادر على بلوغ إسرائيل، قبل أن يؤكد أن تلك الصواريخ «لا تمثل تهديدا لأي من دول الجوار أو الأصدقاء ولن تكون كذلك في المستقبل». ونقلت وكالة «إرنا» أمس عن الجنرال سلامي قائد القوات الجوية التابعة للحرس الثوري، قوله إن «جيلا جديدا محسنا وحديثا جدا سيتم إنتاجه» دون مزيد من التوضيحات. وأضاف أن «(سجيل) له مدى مناسب وقوة تدمير ودقة كافية، ويعتبر من أكثر الأنظمة الباليستية تطورا. إنه أفضل سلاح تملكه القوات المسلحة الإيرانية». وتابع القائد العسكري أن «قدرة البلاد الباليستية بلا حدود. والصواريخ من إنتاج إيراني وعدد الصواريخ يزداد يوميا». وأعلن سلامي أيضا عن التوصل إلى تقنية جديدة تتمثل في القدرة على إطلاق الصواريخ من قواعد متحركة حديثة.

وأشار في حديث لوكالة أنباء «فارس» إلى أن التجارب الصاروخية «لا تمثل تهديدا لأي من دول الجوار أو الأصدقاء ولن تكون كذلك في المستقبل.. لكن الهدف من هذه المناورات هو إيصال رسالة إلى الدول التي تسعى لإثارة الرعب ليعلموا ما لدينا من قدرات كبيره لمواجهة أي أفعال يمكن أن تصدر من الأعداء». وأضاف سلامي أن السعي لزيادة دقة إصابة الأهداف يتمثل في تطوير رؤوس تلك الصواريخ مع زيادة في سرعتها عبر الاستفادة من تقنيات جديدة.

وأكد الجنرال سلامي أن «صواريخنا الآن لها قابلية الاستفادة من رؤوس متعددة والتعامل مع إطلاق عدة صواريخ من قواعد متحركة تجاه أهداف يتم تحديدها مسبقا وبذلك فإن لدينا القدرة على مواجهة أي نوع من التهديد خلال مدة قصيرة». وفي معرض رده على التهديدات الأخيرة للكيان الصهيوني أكد سلامي أن «النظام الذي عجز عن مواجهة مجاميع غير مسلحة خلال حرب غزة من الأفضل له أن يتجه إلى حل مشكلاته وبذلك يمكن القول إن التهديدات لا تستحق حتى الرد عليها». وأعلنت إيران الأحد والاثنين أنها قامت بتمارين بالستية وأطلقت صواريخ من طراز «شهاب ـ 3» الذي يبلغ مداه 1800 كلم وسجيل المتكون من طابقين ومحرك ويبلغ مداه ألفي كلم. وتبعد إسرائيل عن إيران ألف كلم. واعتبرت الولايات المتحدة الاثنين أن إطلاق تلك الصواريخ عمليات استفزاز معتادة لا تسهم إلا في تعزيز الانسجام الدولي في وجه الجمهورية الإسلامية قبل المناقشات الحاسمة المقررة الخميس في جنيف. وأعلنت عدة دول أوروبية وبخاصة فرنسا وبريطانيا أن تلك التجارب مثيرة للقلق كما أعربت موسكو عن «قلقها» من التجارب الباليستية الإيرانية.

من جهة ثانية خرجت تظاهرات طلابية موالية للإصلاحيين أمس للمرة الأولى منذ تلك التي انطلقت في أواخر شهر رمضان، احتجاجا على زيارة وزير كان يشرف على الانتخابات الأخيرة، لجامعتهم في طهران. وقال موقع إلكتروني إيراني موال للإصلاحيين إن طلابا إيرانيين رددوا شعارات مناهضة للحكومة احتجاجا على زيارة وزير لجامعتهم في طهران أمس. وقال موقع «موج كامب دوت كوم» الإلكتروني إن ما لا يقل عن ألف شخص شاركوا في التجمع بجامعة شريف بطهران بعدما علموا بزيارة وزير العلوم كامران دانشجو الذي تتولى وزارته شؤون التعليم العالي. وكان دانشجو يدير مقر الانتخابات بوزارة الداخلية في أثناء الانتخابات الرئاسية الإيرانية المتنازع على نتائجها والتي جرت في يونيو (حزيران)، وعُيّن وزيرا للعلوم في وقت سابق الشهر الجاري في حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد الجديدة.

ووضعت الانتخابات التي أعقبها احتجاجات معارضة ضخمة إيران في أكبر أزمة داخلية منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وتقول المعارضة الإصلاحية إنه جرى التلاعب في الانتخابات لضمان إعادة انتخاب أحمدي نجاد. وينفي مسؤولون هذا الاتهام.