أمين عام «الناتو»: علينا تغيير المسار في أفغانستان

راسموسين يلتقي بأوباما ويطالب بعدم الإساءة إلى المشاركة الأوروبية في الحرب الأفغانية

TT

وصل أمين عام حلف شمال الأطلسي «الناتو» اندريه فوغ راسموسين إلى واشنطن برسالة واضحة، وهي ضرورة تغيير المسار في أفغانستان والعمل على جعل الأفغان يقودون أمورهم بأنفسهم قبل أن يخسر التحالف دعم شعوبه. وتأتي زيارة راسموسين في وقت حساس في الولايات المتحدة حيث يحتدم النقاش حول إرسال المزيد من القوات الأميركية إلى البلاد والعمل على تطبيق توصيات القائد الأميركي في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال.

وألقى راسموسين خطابه الأول في الولايات المتحدة منذ استلامه منصبه مساء أول من أمس، قبل أن يلتقي بالرئيس الأميركي باراك اوباما أمس ليتشاورا حول الخطوات المقبلة في العمليات العسكرية للحلف في أفغانستان. وخاطب راسموسين الرأي العام الأميركي، مكرراً تصريح اوباما بان الحرب في أفغانستان «ضرورة وليست اختيارا». وشدد راسموسين في خطابه على ضرورة إحراز تغيير في نهج العمليات في أفغانستان من اجل النجاح، قائلا: «لا يمكن أن نواصل مع ما نقوم به الآن، علينا التغيير». واعتبر أن التغيير الأساسي المطلوب هو وضع الأفغان في القيادة، من الناحيتين العسكرية والسياسية لاستقرار البلاد. وأضاف: «علينا أن نظهر بان هذا الانتقال ممكن، كي تدعمنا شعوبنا، وإلا من المستحيل أن نبقي على دعم الشعوب لنا». وتقود وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين اولبرايت فريقا من 12 خبيرا لتعد تقريراً حول أفغانستان واستراتيجية نقل المسؤولية للأفغان، من المرتقب أن تنجزه الربيع المقبل. وقال راسموسين إن على الأفغان تولي المسؤولية «في المدارس والمستشفيات والحكومة»، بالإضافة إلى زيادة عدد قواتهم الأمنية وتدريبها. ولكنه نبه إلى أن «على ألا ينظر احد إلى هذه الخطط على أنها استراتيجية خروج (من أفغانستان)، سنبقى في أفغانستان للمدة المطلوبة ولكن لا يمكن لنا البقاء إلى الأبد». وصرح راسموسين في خطابه أمام معهد «المجلس الأطلسي» وسط واشنطن بأن «علينا أن ننجح في أفغانستان، ولن ننجح إذا لن نعمل معا»، المهمة التي قال إنها «تختبر حلف». وتختبر أفغانستان التحالف من جهتين، أولا من الناحية العسكرية في مواجهة المقاتلين في أفغانستان ومن ناحية سياسية من حيث العلاقات بين الدول داخل «الناتو» وتحمل مسؤوليات مشتركة في الحرب. وأثار راسموسين موضوعا يقلق أوساطا أوروبية عدة، وهي حدة الانتقادات الأميركية الموجهة إلى الحلفاء الأوروبيين في العمليات في أفغانستان، وضرورة زيادة نسبة المشاركة الأوروبية. وقال راسموسين: «أريد أن أعالج الشكوك الأميركية حول الناتو.. البعض يتساءل إذا كان لدى الأوروبيين العزيمة للحرب أو القدرة على الحرب». وبينما اقر انه يتفهم مصادر الحيرة في الولايات المتحدة، شدد على أن «كل الدول الـ28 في الناتو تساهم في المهمة في أفغانستان، وذلك يظهر التضامن الأوروبي كما أن 13 دولة، حليفة للناتو تشارك في المهمة». ولفت إلى إن 40 في المائة من القوات في أفغانستان هي من دول حليفة للولايات المتحدة في الناتو، يصل عددها إلى 35 ألف جندي. وقال إن خبر إرسال 9 آلاف جندي إضافي من دول الناتو إلى أفغانستان خلال الأشهر الأخيرة لم يحصل على التغطية المناسبة في الولايات المتحدة، مضيفاً: «لا اقبل النظرة بأن الأوروبيين لا يدفعون ثمن النجاح في أفغانستان، هذا ليس صحيحاً». وناقش راسموسين مع اوباما ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الاستراتيجية المتبعة في أفغانستان، بما في ذلك نسبة القوات والأموال المخصصة لأفغانستان. وأكد راسموسين على ضرورة «استثمار» الأميركيين والأوروبيين بشكل اكبر في أفغانستان من حيث تسليح القوات الأفغانية وتدريبها. وقال «علينا جميعا الاستثمار، علينا أن نعمل اكثر الآن إذا كنا نريد أن نقلل من عملنا هناك في المستقبل». ولفت إلى الحاجة إلى «المزيد من الصبر والمصادر ومع الأسف سنخسر المزيد من الجنود».

ويعمل راسموسين، الذي تولى منصبه يوليو (تموز) الماضي على التشاور مع الدول الاعضاء في الناتو خلال الأشهر المقبلة، بالإضافة إلى انتظار توصيات فريق اولبرايت من اجل التوصل إلى استراتيجية جديدة في أفغانستان من المرتقب الكشف عنها كاملا في قمة «الناتو» المقبلة في البرتغال.