واشنطن تتجه لاجتماع جنيف مع إيران من دون شروط مسبقة.. وتريد «تواصلا جديا»

خبراء يقولون إن مناورات طهران العسكرية جزء من تحركاتها السياسية قبل اجتماع الغد

TT

تنتظر الولايات المتحدة نتائج اجتماع يوم غد لممثلي الدول الست الكبرى مع ممثل إيران لمعرفة جدية طهران في التفاوض. ويشدد مسؤولون في الولايات المتحدة على أن اللقاء يعقد من دون شروط مسبقة ولكن في الوقت نفسه يشددون على أن نجاح الاجتماع يعتمد على التزام إيران بـ«حوار جدي» وإظهار رغبة في التفاوض البناء.

وصرح مساعد وزيرة الخارجية الأميركية فيليب كرولي بأن الاجتماع «فرصة لإيران ولكن في السابق لقد فشلت في استغلال فرص مثل هذه». وأضاف: «إننا لا ندخل (الاجتماع) مع أي شروط مسبقة ولكننا أيضا لا ندخله مع أي تصورات مسبقة»، موضحاً: «إيران راوغت في السابق وقد تفعل ذلك مجدداً». وتعتبر واشنطن اجتماع يوم غد اختبارا لمعرفة إذا «كان الإيرانيون مستعدون لتواصل جدي، وإذا كانوا مستعدون لدخول عملية وإذا كانوا مستعدون لفتح برامجهم لتفتيش دول ذات معنى وتزويد المعلومات بموجب التزاماتهم حسب اتفاق منع الانتشار كي نتعلم بعض الأمور ونواجه القلق لدينا ونجيب عن الأسئلة المطروحة». وقال كرولي انه في حال تم ذلك، سيكون أمام إيران «أعمال ايجابية ممكنة» من المجتمع الدولي، ولكن في حال رفضت «سيكون هناك تداعيات». وتشاور الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون مع حلفاء خلال الأسابيع الماضية للتوصل إلى موقف موحد بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا إزاء إيران. وسيكون أمام تلك الدول اختبار للعمل معا لمواجهة إيران في حال رفضت الكشف عن برنامجها النووي التي تزداد التساؤلات حوله بعد الكشف عن منشأة نووية سرية جديدة قرب مدينة قم. وتوتر الجو بين إيران والدول الست مع الكشف عن المنشأة النووية وإجراء إيران مناورات عسكرية أطلقت خلالها صاروخين بعيدي المدى متطورين، ويأتي ذلك ضمن تحركات إيران السياسية قبل اجتماع يوم الغد واثبات قدرتها على التصدي للضغوط الدولية لها. واعتبر الباحث في الشؤون الإيرانية والمسؤول السابق بمجلس الأمن القومي الأميركي المسؤول عن إيران، غاري سيك، أن «هذه المناورات لا تغير شيئاً» من حيث إطار المفاوضات. وأضاف سيك لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المناورات مخطط لها مسبقاً... لم يكن هناك شيء في المناورات، من حيث الصواريخ أو أي أمر آخر، لم نعرفه مسبقاً». ولكنه أردف قائلاً إن «التوقيت، إذا كان صدفة أو متعمداً، كان يثير الاستفزاز وقد ينظر إليه على أنه يدفع الدول الست بطرح عرض جيد لإيران بطريقة أسرع».

واتفق الخبير في الشؤون العسكرية في معهد «مركز العلاقات الاستراتيجية والدولية» غاي بن ـ اري مع أن المناورات الإيرانية العسكرية لا تغير من الإطار العام للمفاوضات والاستعدادات له. ولكن في الوقت نفسه شدد على أن «توقيت المناورات لم يكن صدفة». وأضاف: «اختبار الصواريخ ليس جديداً، هو جزء مهم من التحركات الإيرانية السياسية... وكان جزءا من مناسبات وطنية إيرانية عدة هذا العام». ولفت إلى أن المسؤولين الإيرانيين «خبراء في استخدام الإعلام للحديث عن خبراتهم العسكرية وقد رأينا ذلك في السابق». ويذكر أن إيران أعلنت أول من أمس إطلاق صواريخ بالستية وأطلقت صواريخ من طراز شهاب-3 الذي يبلغ مداه 1800 كيلومتر وصاروخ «سجيل» المكون من طابقين ومحرك ويبلغ مداه ألفي كيلومتر. وشرح بن ـ اري أن «هذه ليست المرة الأولى التي أطلقت فيها صواريخ مثل هذه وقد رأينا ذلك العام الماضي»، لكنه اعتبر أن أهمية هذه المناورات هي «إظهار قدرة إيران على تجربة هذه الصواريخ مرات عدة يعني قدرتها على إنتاجها على نطاق أوسع». وأضاف أن تحميل الصواريخ بالوقود السائل يعني أنها تحتاج إلى وقت أقل لإطلاق الصواريخ مما يعني قدرة عسكرية أكبر لإيران. وعلى الرغم من أن الصواريخ التي أطلقت غير مرتبطة مباشرة بالبرنامج النووي، إلا أن بن ـ اري قال إن إطلاقها قبل أيام من اجتماع جنيف مهم. وأوضح أن إيران تريد أن «توصل رسالة على قدرتها للرد على أي هجوم عليها».