إحسان أوغلي: الوقت يضيق لتحقيق مبادئ خطاب أوباما للعالم الإسلامي

الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي يحذر من تكرار الأخطاء الأميركية في العراق في إيران

TT

حذر أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي من أن الوقت يضيق لتطبيق الإدارة الأميركية المبادئ والوعود التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه للعالم الإسلامي في القاهرة في يونيو (حزيران) الماضي. ويزور إحسان أوغلي واشنطن من أجل التشديد على ضرورة تحسين العلاقات بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة، والإبقاء على الخطوات التي اتخذتها الإدارة الأميركية تجاه العالم الإسلامي.

وفي خطاب في «معهد الولايات المتحدة للسلام»، وهو الخطاب الأول لإحسان أوغلي في هذه الزيارة إلى واشنطن التي تشمل لقاءات مع مسؤولين أميركيين ولقاءات في مراكز فكرية عدة، قال إحسان أوغلي: «خطاب الرئيس أوباما كان تاريخيا وكنت حاضرا شخصياً للاستماع إليه»، مضيفاً: «كانت المرة الأولى التي يتحدث فيها أي رئيس أميركي بهذه اللغة الايجابية للعالم الإسلامي». ولكنه أردف قائلاً إن «الوقت يضيق لتحقيق مبادئ خطاب القاهرة» التي تقدم بها أوباما. وأضاف: «نحن نرحب بروح الخطاب ونتطلع إلى التطبيق». وعبر إحسان أوغلي عن استعداد منظمته لمساعدة أوباما في المجالات ذات المصالح المشتركة، موضحاً: «يمكن لمنظمة المؤتمر الإسلامي المساعدة في الشؤون السياسية في دول مثل العراق والصومال وأفغانستان وبناء السلام في مناطق النزاع». وأضاف أن هذه المساعدة يجب أن تكون «مبنية على مبدأين، الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ولو اعتمدناها فإن الأمور ستسير بشكل ممتاز». وحث إحسان أوغلي الرئيس الأميركي على تعيين مندوب لمنظمة المؤتمر الإسلامي، بعد أن انتهت ولاية المندوب الأميركي السابق صدى قنبر مع انتهاء ولاية الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وبعد 8 أشهر من تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة لم يعلن أوباما عن مرشح لهذا المنصب الذي استحدثه بوش ولكن تم تعيين مندوبة أميركية للعالم الإسلام وهي فرح بانديث. ورداً على سؤال حول برنامج إيران النووي وموقف المنظمة منه، عبر إحسان أوغلي عن أهمية التعامل بدقة مع هذا الملف، وشدد على رغبته في أن يكون العالم كله خاليا من أسلحة الدمار والأسلحة النووية. وحذر إحسان أوغلي من أهمية «عدم تكرار أخطاء العراق» في إيران، مشيراً إلى الأدلة الأميركية التي ادعت وجود أسلحة دمار شامل في العراق التي أدت إلى حرب عام 2003. وقال: «كلنا شاهدنا جلسة مجلس الأمن حول العراق حول العالم» التي عرض فيها وزير الخارجية الأميركي حينها كولن باول معلومات حول برنامج العراق النووي ليظهر لاحقاً عدم وجود أسلحة نووية عراقية. ولفت إلى نقطة ثانية مهمة في التعامل مع الملف النووي الإيراني وهي قضية العمل بمعيارين. وقال: «يجب أن يكون هناك معيار واحد في التعامل مع هذه المشكلة، وليس معيار معين مع الهند ومعيار آخر مع باكستان أو معيار مع إسرائيل وآخر مع باقي الدول»، موضحاً: «عندما تخلق استثناءات، سيجادل العالم جدوى عملك، فيجب أن نكون واضحين». ووضع إحسان أوغلي ثلاث نقاط واضحة على إدارة أوباما معالجتها من أجل تحسين العلاقات مع العالم الإسلامي، وهي القضية الفلسطينية والأوضاع في أفغانستان والعراق. ورد على الانتقادات للعالم الإسلامي بسبب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، قائلا إنها «جرائم شنيعة أدانها العالم الإسلامي». وقال إحسان أوغلي انه «من الممكن أن تكون منظمة المؤتمر الإسلامي حليفا قويا للولايات المتحدة»، مؤكداً أنها لا تمثل تهديداً إذ «المؤتمر ليس تحالفا موجها ضد احد بل تسعى لرعاية مصالح الدول الـ57 العضوة فيها». ولفت إلى أن هناك «جذورا مشتركة» تقرب بين العالمين الإسلامي والغربي وهي الأديان السماوية الثلاثة، «التي تمثل أساس إيمان وثقافة الشعوب فيها». وقال إن الشخص الغربي يشارك المسلم بثقافة مبنية تاريخيا على الأديان السماوية عكس سكان الصين أو الهند أو غيرها. ولكنه أضاف أن ذلك لا يمنع من التوتر بين شعوب الدول الإسلامية والولايات المتحدة بسبب «سياسيات الولايات المتحدة التي أخذت الدور الامبريالي التي كانت تقوم به بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية وخاصة بعد حرب عام 1967 التي شهدت انتقالا كبيرا في موقف الولايات المتحدة»، في إشارة إلى دعم الولايات المتحدة لإسرائيل. ولفت إلى «المعاناة الفلسطينية منذ 60 عاما والتي يساهم فيها الدعم غير المحدود من الولايات المتحدة لإسرائيل خرقا للقانون الدولي». وتابع أن السياسات في العراق وأفغانستان زادت من التوتر، معتبراً أن تلك السياسات «تخلق مشاعر سلبية كبيرة حول العلاقات مع الولايات المتحدة».