المعلم: أمن الخليج خط أحمر وعلى طهران طمأنة دول مجلس التعاون

ساركوزي التقى الوزير السوري.. ودمشق وباريس متفقتان على مختلف الأوضاع الإقليمية

TT

توج اليوم الثاني من الزيارة التي يقوم بها وزير خارجية سورية وليد المعلم لباريس بلقاء الرئيس نيكولا ساركوزي في قصر الإليزيه. غير أن هذا اللقاء لم يكن على برنامج الرئيس الفرنسي، كذلك لم يصدر عن الرئاسة أي تعليق على اللقاء. وقال الوزير المعلم بمناسبة كلمة ألقاها في أكاديمية الدبلوماسية الدولية مساء أمس إن لقاءه ساركوزي كان «مميزا وبنّاء» ونقل إليه بهذه المناسبة رسالة شفوية من الرئيس بشار الأسد. وأردف المعلم أن الانطباع الذي خرج به هو أن ساركوزي «يتابع شخصيا» موضوع العلاقات الثنائية السوريةالفرنسية وأن وجهات نظر الجانبين كانت «متفقة حول الأوضاع الراهنة في لبنان والعراق وعملية السلام» في الشرق الأوسط.

وكرس المعلم كلمته التي استمع إليها العديد من السفراء العرب المعتمدين في باريس لتطور العلاقة بين باريس ودمشق فيما تركزت الأسئلة على تطورات المنطقة وعملية السلام والوضع اللبناني والملف النووي الإيراني. وبالنسبة إلى الموضوع الأخير اعتبر المعلم أن «أمن الخليج خط أحمر بالنسبة إلى سورية، مشددا في الوضع عينه على ضرورة أن تعمد طهران إلى «طمأنة» دول مجلس التعاون الخليجي بخصوص الطابع السلمي لبرنامجها النووي وذلك عن طريق «تكثيف الحوار» معها. وفي المقابل، حث المعلم الدول الخليجية على «استخدام علاقاتها» الدولية من أجل الدفع باتجاه حل عن طريق الحوار وبعيدا عن اللجوء إلى السلاح أو إلى فرض العقوبات. وجدد الوزير السوري التأكيد على رفض دمشق للحل العسكري مستبعدا في الوقت عينه لجوء الولايات المتحدة إلى هذا الخيار. غير أنه لم يستبعد أن يعمد رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى مغامرة عسكرية يورط فيها الجميع. وتساءل الوزير السوري: «ما مصلحة العالم في قيام مواجهة جديدة (في المنطقة)؟».

واسترسل المعلم في الحديث عن المرحلة التي تمر بها علاقات بلاده مع دمشق فوصفها بأنها «مرحلة حوار معمق»، فيما السؤال الذي يتناوله الطرفان يتناول كيفية التوصل إلى تطبيع كامل للعلاقات المذكورة. ورغم تأكيد المعلم على رغبة بلاده في تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية، فقد رد بشيء من الحدة حول موضوع تعيين سفير أميركي جديد في دمشق بقوله: «إذا أرادوا تعيين سفير فأهلا وسهلا وإن لم يريدوا فهذا شانهم».

وفي الموضوع اللبناني، شدد المعلم على اتفاق باريس ودمشق على البقاء بعيدا عن الحلبة وعدم التدخل نافيا أن يكون قد طلب منه شيء بهذا الخصوص. وقال المعلم إن البلدين «يريدان تشجيع الحوار» بين الأطراف «اللبنانية للوصول إلى حكومة صنع في لبنان» مضيفا أن «لا أحد يستطيع الحلول محل اللبنانيين». وأبدى المعلم تفهمه لاهتمام فرنسا باستقرار لبنان بينما تتقبل فرنسا أن تقوم بين لبنان وسورية علاقات مميزة. وعاد الوزير السوري إلى اعتبار أن الإدارة الأميركية لم تفشل في جهودها السلمية ولكنها فشلت في إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان. وفي رأي المعلم فإن واشنطن «تملك وسائل الضغط على إسرائيل» لحملها على وقف الاستيطان، «غير أنها لا تلجأ إلى استخدامها». وتساءل الوزير السوري: «كيف سيستطيع رئيس السلطة الفلسطينية إقناع نتنياهو بشأن مواضيع الحل النهائي مثل القدس والحدود واللاجئين إذا لم ينجح أوباما في إقناعه بوقف الاستيطان؟».