أبو الغيط: العرب سيجدون أنفسهم «عرايا» تحت السيفين الإيراني والإسرائيلي

وزير خارجية مصر: الأسابيع القادمة حاسمة لمستقبل القضية الفلسطينية كلها

TT

في تصريحات ساخنة ومثيرة حول القدرات النووية الإسرائيلية والإيرانية، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط مساء أمس في القاهرة «إن العالم العربي سيجد أن القدرة النووية الإيرانية، والقدرة النووية الإسرائيلية تفرضان ثقلهما على القرار السياسي العربي». وأضاف «سيجد العرب أنفسهم عرايا.. وبالتالي فلنسعى لتجريد إسرائيل وإقناعها بالتخلي عن السلاح النووي.. ولتتوقف الشقيقة إيران عن السعي للحصول على هذا السلاح النووي.. وهذه هي وجهة النظر المصرية بأكبر قدر من الوضوح».

وأضاف أبو الغيط، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البولندي رادوسلاف سيكورسكي، أمس: «العالم العربي سيجد أنه تحت سيفين.. السيف الإيراني والسيف الإسرائيلي، وسنحتاج إلى درع، ولن تكون درعا غربية». وتابع معلقا: «نقول لهؤلاء الذين يتحدثون عن مظلة من العالم الغربي وحلف الأطلسي إننا لن نقبل بهذا».

وحرص أبو الغيط على تأكيد أن «إيران ليست دولة معادية لمصر ولكنها دولة صديقة وإسلامية، ونحن نهتم بالشأن الإيراني.. ولنا مطالب محددة في ما يتعلق بالقدرات النووية، حيث تطالب مصر بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.. ونحن نرى على الجانب الآخر أن هناك دولة مسماة بإسرائيل لديها قدرات نووية عسكرية.. وهذه الدولة لا يتحدث الجميع عن قدراتها.. ونحن نقول إننا إذا ما عالجنا ما يسمى بالملف النووي الإيراني فعلينا أيضا أن نتحدث عن الملف النووي الإسرائيلي والقدرات النووية الإسرائيلية».

وأشار إلى أن هذا هو التفكير الأساسي الذي يحرك صاحب القرار المصري، «وعندما تدخل دولة شقيقة أو صديقة مثل إيران إلى المسرح النووي وتمتلك القدرة النووية العسكرية فهذا سيعطي شرعية للقدرة النووية الإسرائيلية.. وهذا عنصر أول، أما العنصر الثاني فإننا عندما نقرر أن نقيم منطقة خالية من السلاح النووي فإن إسرائيل لن تقبل لأنها لن تثق في النوايا الإيرانية، وستزعم وتدعي أن هناك قدرات نووية إيرانية».

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية قال أبو الغيط «إن الأسابيع القادمة حاسمة لمستقبل القضية الفلسطينية كلها»، وأضاف ردا على سؤال عما إذا كان بدء مفاوضات غير رسمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين بدون تعهد إسرائيلي بوقف الاستيطان يشكل تراجعا في الموقف العربي «لا توجد مفاوضات غير رسمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن توجد لقاءات أميركية فلسطينية ستتم اليوم في واشنطن بين وفد من السلطة الفلسطينية ومسؤولين من الإدارة الأميركية، يعقبها غدا لقاء بين وفد إسرائيلي والإدارة الأميركية لبحث عناصر يمكن أن تؤدي إلى بداية المفاوضات»، مشيرا إلى أن «الجانب الأميركي يتحدث عن استمرار سعيه لإقناع إسرائيل بالتوقف عن الاستيطان، وسيقوم جورج ميتشل بزيارة للمنطقة، وهناك تصور أميركي بأنهم سيستطيعون الحصول على التزامات في مسائل الاستيطان».

وتابع أبو الغيط «اجتمعنا مع (المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج) ميتشل في نيويورك، كما اجتمع معه بعض الوزراء العرب وأمين عام الجامعة العربية.. وهناك حديث عن مطالبة الجانب الأميركي بتقديم تأكيدات إلى الفلسطينيين بموقف أميركي يتعلق بكيف سيكون الوضع إذا ما قبلنا التفاوض مع إسرائيل.. وكيف ستمارس الولايات المتحدة مهامها لتحقيق نجاح عملية المفاوضات وليس تكرارا لما سبق من جهود على مدى سنوات ماضية بمعنى هل هناك إطار زمني لهذه المفاوضات؟.. وهل هناك إرادة أميركية للجلوس مع المتفاوضين ومساعدتهم والتحدث إليهم، وما هي الأجندة المطروحة على جدول المفاوضات، وهل هي العناصر الأربعة التي تحدث بها الرئيس الأميركي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكيف سنبدأ بالاستيطان أم سنبدأ بالحدود أم بالعلاقات أم باللاجئين، وكيف سنتحرك في جدول الأعمال لهذه المفاوضات؟».