أميركا تسرع وتيرة انسحابها من العراق.. وقائدها العسكري يحدد 3 مشاكل رئيسية

أوديرنو يخشى فجوة أمنية والتوتر العرقي في الشمال وعدم التزام بغداد بالجدول الزمني لدمج الصحوات

جنديان أميركيان يقتادان سجناء يلوحون لأقاربهم قبل الإفراج عنهم في منطقة الرشيد شمال بغداد، أمس (رويترز)
TT

تعتزم الولايات المتحدة الإسراع في سحب قواتها من العراق، وتتجه في هذا الإطار إلى سحب أربعة آلاف جندي بنهاية الشهر الحالي، حسبما أكد القائد العسكري الأميركي في العراق الجنرال راي أوديرنو أمس.

ويعد انحسار أعداد الجنود الأميركيين في العراق ـ من 124.000 إلى 120.000 بحلول نهاية أكتوبر (تشرين الأول) ـ أحدث الخطوات في إطار الجهود الأميركية لإنهاء تدريجي للحرب التي استمرت ست سنوات هناك. وقال أوديرنو في إطار شهادة قدمها إلى لجنة شؤون الخدمات المسلحة التابعة لمجلس النواب وحصلت وكالة «أسوشييتد برس» على نصها مسبقا «لقد شرعنا بالفعل في تقليص أعداد قواتنا عمدا ـ من دون التضحية بالأمن». وأضاف «مع مضينا قدما، سنعمد إلى الحد من كثافة خطوطنا عبر العراق بهدف تقليل المخاطر والحفاظ على الاستقرار عبر النقل المتعمد للمسؤوليات إلى قوات الأمن العراقية». وأعرب أوديرنو عن تفاؤل حذر حيال مستقبل العراق، وتوقع بروز الكثير من المشكلات مع استعداد الولايات المتحدة لإنهاء العمليات القتالية بحلول سبتمبر (أيلول) 2010 ومغادرة العراق في نهاية عام 2011. فعلى الصعيد الأمني، أبرز أوديرنو «وجود فجوة أمنية على ضوء التفجيرين بشاحنتين مفخختين في 19 أغسطس (آب) اللذين استهدفا وزارتي المالية والخارجية العراقية في بغداد، وهو ما أسفر عن مقتل 100 شخص». وعلى الصعيد السياسي، أشار أوديرنو إلى أنه لم يتم بعد الاتفاق على نظام حكم يلقى قبولا من مختلف القطاعات العرقية والطائفية والإقليمية، مشيرا إلى وجود صراع على السلطة بين مسؤولين إقليميين وبغداد، ومنوها بأن التوترات القائمة منذ أمد بعيد لا تزال مشتعلة وتعوق إحراز تقدم على صعيد العلاقات بين العرب والأكراد. ويعتبر مسؤولون عسكريون التوتر العربي ـ الكردي أحد أكبر المخاوف التي يمكن أن تنجم عنها أعمال عنف، خاصة في المناطق المتنازع عليها في الشمال الغني بالنفط.

وعلى الرغم من هذه المشاكل، فإن أوديرنو اعتبر أن أحلك الأيام في حرب العراق ولت، على ما يبدو، منذ أمد بعيد، مشيرا إلى فشل جهود المتطرفين الساعين لزعزعة استقرار البلاد. وأكد أن «الغالبية العظمى من الشعب العراقي رفضت التطرف. ولا نرى أي دلائل على العودة إلى أعمال العنف الطائفي التي عصفت بالعراق عامي 2006 و2007».

المشكلة الأخرى التي أشار إليها أوديرنو تتعلق بقوات الصحوة أو «أبناء العراق» التي حاربت إلى جانب القوات الأميركية تنظيمات «القاعدة». فعلى الرغم من تخطيط القادة العراقيين لإيجاد فرص عمل حكومية لجميع هؤلاء، قال أوديرنو «لا نعتقد أنهم سيلتزمون بالجدول الزمني القائم. ولا نزال، من جانبنا، نراقب عن كثب مستوى التقدم الذي يحرزه هذا البرنامج».

وكانت الحكومة العراقية قد وعدت بتوفير الآلاف من فرص العمل بقطاعي الشرطة والمؤسسة العسكرية، اللذين يهيمن عليهما الشيعة، لأعضاء «أبناء العراق»، الذين غالبيتهم من السنة. إلا أن الحكومة واجهت اتهامات من جانب السنة بالتباطؤ عمدا في الالتزام بهذا الوعد. من ناحيته، قال أوديرنو إن 23.000 من الأعضاء السابقين بالجماعة تقلدوا بالفعل وظائف حكومية منذ عام 2008، وسيبدأ 5.000 آخرون العمل الشهر القادم.

على صعيد الإيجابيات، ذكر أوديرنو بيانات تكشف تراجعا حادا في أعداد الهجمات الشهرية في العراق على امتداد العامين الماضيين ـ من أكثر من 4.000 هجوم في أغسطس (آب) 2007 إلى قرابة 600 الشهر الماضي. أيضا، أوضح أوديرنو أن عددا أقل من مقاتلي «القاعدة» والمقاتلين الأجانب لا يزالون في العراق، وأن معظم المتبقين هم من المجرمين والعراقيين المحرومين من ممارسة حق الانتخاب الذين تم تجنيدهم من جانب ما وصفه أوديرنو بـ«بمجموعة جوهرية أيديولوجية صغيرة» من المتمردين.