لبنان: الحريري يستكمل استشاراته اليوم ويصف الأجواء بـ«الجيدة»

بري مستمر في صمته ونواب نقلوا عنه تفاؤله.. وجعجع يؤكد أن لا تقدم في تشكيل الحكومة

رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري يستقبل الأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة في بيروت أمس (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

فيما يستكمل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، اليوم، المرحلة الثانية من الاستشارات غير الملزمة مع الكتل النيابية، بقي الملف الحكومي عند حدود التفاؤل الحذر، وهذا ما جعل رئيس مجلس النواب نبيه بري مستمرا في الصوم عن الكلام بانتظار مدفع إفطار الأذان الحكومي الذي يصعب التكهن بتوقيت إطلاقه في ظل المعلومات المتضاربة والأجواء التي تلفحها تارة نسمات التفاؤل وتارة أخرى رياح التشاؤم. هذا الواقع عبّرت عنه أجواء الرئيس نبيه بري، أمس، الذي لم يطلق أي موقف صريح في الموضوع الحكومي باستثناء ما مازح به الصحافيين بقوله «الأجواء مشمسة». إلا أن رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع عكس أجواء متشائمة، وقال بأن لا معطيات لديه للتفاؤل وأن لا أجواء إيجابية، معتبرا أن «عملية تشكيل الحكومة تراوح مكانها». وعلى الرغم من محاولات النواب خلال لقاء أمس الأسبوعي في ساحة النجمة «التقاط إشارات محددة» فإنهم لم يوفقوا، أولا لأن هامش اللقاء كان ضيقا نظرا لارتباطات بري بمواعيد كثيرة، لكنهم اكتفوا بإشادة تفاؤلية واحدة مفادها أن «الأجواء إيجابية وهي أفضل من الأجواء السابقة، وأن هناك تفاؤلا محسوسا وحلحلة غير منجزة». ونقل النواب عن رئيس المجلس قوله «إن الأجواء العامة إيجابية في ضوء استمرار الاتصالات، والمهم الاتصالات».

ودعا جعجع إلى «تشكيل أي حكومة بشرط أن تكون قانونية ودستورية وفاعلة»، مشددا على ضرورة أن «يقوم رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة»، مبديًا اعتقاده أن «ليس هناك أجواء إيجابية لتشكيلها بعد». وسأل جعجع عقب استقباله السفيرة الأميركية ميشيل سيسون «هل مفهوم الميثاق الوطني هو أن نوزّر جبران باسيل أو لا نوزّره؟ وهل هذا هو مفهوم الوفاق الوطني؟ وهل الميثاق الوطني هو حول مَن الذي يأخذ وزارة الاتصالات؟»، وأضاف «إذا فتحنا باب توزير الراسبين فإنه بالتالي سيُفتح على مصراعيه»، لافتًا إلى أن البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير «لم يُسبب عقدة بمعارضته لتوزير الراسبين».

وفي هذا الإطار، قال النائب محمد قباني إن أجواء بري تفاؤلية، رافضا الدخول في التفاصيل، لكنه أمل في انعكاس نتائج القمة السعودية ـ السورية إيجابا على الوضع اللبناني برمته. وقال النائب هاني قبيسي لـ«الشرق الأوسط» «علينا انتظار يومين أو ثلاثة على أبعد تقدير لنرى نتيجة الاتصالات التي تجري على أكثر من صعيد»، واصفا الأجواء بالإيجابية «انطلاقا من طريقة المشاورات بشكلها الجديد وطريقة الحوار المرن الذي ينتهجه الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري والتي خرجت كلها بانطباع إيجابي، ولعل اللقاء السوري ـ السعودي يكون عاملا مساعدا لتسريع تشكيل الحكومة، علما بأنه فيما يتعلق بالشق الداخلي فلا أرى الكثير من السلبيات، فإن إمكان حلها قائم».

وحول موعد تشكيل الحكومة أضاف قبيسي «لا نستطيع تحديد الوقت ونأمل أن تكون في موعد قريب لأن الشعب اللبناني الذي يعاني من الضائقة الاقتصادية والحياتية لم يعد يتحمل الانتظار، آملا أن تنتج الاتصالات التي تجرى شيئا ما مطلع الأسبوع المقبل».

ولفت قبيسي إلى أن «اللقاء الثاني للكتل مع الرئيس المكلف هو لاستكمال النقاش الذي بدأ الأسبوع الماضي في اللقاء الأول ولن يتم الدخول في الأسماء والحقائب والبيان الوزاري قبل إعلان انتهاء المشاورات»، خصوصا أن الرئيس المكلف «لم يعلن بعد انتهاء الاستشارات، والنقاش يدور حاليا حول المواضيع التي طرحها دولة الرئيس الحريري الأسبوع الماضي من الوضع الاقتصادي والمالي والأسباب التي أدت إلى فشل التكليف الأول وقانون الانتخابات واللامركزية الإدارية وكيفية إدارة البلاد إلى ما هنالك من مواضيع تعاني منها البلاد».

بدوره توقع النائب قاسم هاشم «تشكيل الحكومة في وقت لا يتعدى العشرة أيام». وقال لـ «الشرق الأوسط» «لا شك أن اللقاء السوري ـ السعودي يسهم مساهمة إيجابية في إضفاء المناخات الإيجابية على الواقع السياسي اللبناني لقوة حضور هاتين الدولتين وتأثيرهما على الواقع السياسي اللبناني، فضلا عن مروحة العلاقات الواسعة محليا وإقليميا ودوليا لهاتين الدولتين». وأشار إلى أن «الخطاب السياسي الهادئ والمرن للرئيس المكلف وللقوى السياسية الأساسية في البلاد تبشر بإمكان التوصل إلى التفاهم على تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن لأن هناك فرصة ثمينة على اللبنانيين استثمارها للاستفادة من هذا المناخ الإيجابي الإقليمي والعربي ـ العربي، خصوصا أن اللبنانيين باتوا في حاجة ماسة إلى حكومة الوحدة الوطنية لتتولى حل المشكلات التي يعاني منها لبنان والضائقة الاقتصادية والحياتية والمعيشية التي يئن من ثقلها الشعب اللبناني».

وكان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بدأ المرحلة الثانية من الاستشارات بلقائه كتلة «التحرير والتنمية» ثم كتلة الكتائب اللبنانية، وبعد انتهاء الاستشارات وصف الحريري الأجواء بـ «الجيدة». وأبدت الأمانة العامة لقوى «14 آذار» أسفها واستغرابها لـ «ثبات بعض القوى على موقفها غير المتعاون، لا بل المعرقل على الرغم من إيحاء الإيجابية المصطنعة والمبطنة التي تخفي عرقلة إقليمية قد تؤدي إلى انكشاف لبنان وتضعف قدرته على مواجهة الاستحقاقات الآتية، فيما تنذر الأزمات الإقليمية والدولية بعواصف كبيرة». ورأت «أن الإيجابية الحقيقية تكون من جانب 8 آذار بتسهيل تشكيل الحكومة وليس بمجرد الحملات الدعائية والإعلامية الشكلية بل باحترام نتائج الانتخابات النيابية وخيارات الرأي العام اللبناني».