«مجهول» يوقع نائبا لبنانيا وصحيفة في فخ «كتاب مفتوح»

طعمة: يستهدف العلاقات بين رئيس الجمهورية وجنبلاط

TT

اللبناني نعمة طعمة، وصحيفة «السفير» المحلية في «فخ» مقال نسب إلى الأول ونشر في الأخيرة، فيه «ملاحظات» على أداء رئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان، وانتقادات لمواقف مفتي جبل لبنان الشيخ محمد على الجوزو، وقد نفى طعمة أن يكون هو صاحب «الكتاب المفتوح» الذي نشرته الصحيفة في صفحتها الثالثة، ونوهت به في صفحتها الأولى، أمس، ليتبين أن مجهولا قد زور توقيع طعمة وبعث برسالته إلى «السفير»، التي لم تتمكن من الاتصال به لوجوده خارج البلاد.

غير أن هذا «الفخ» لا يخلو من الإشارات السياسية، باعتبار أن طعمة من المقربين جدا من رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، الذي دأب منذ فترة على إطلاق إشارات «تململ» من الوضع السياسي الداخلي، وذلك على الرغم من «الطبع المتحفظ» لطعمة واعتماده دائما «الخطاب الهادئ البعيد عن التجريح»، كما قال.

وأوضح ناشر «السفير» ورئيس تحريرها، طلال سلمان، لـ«الشرق الأوسط»، أن الصحيفة تسلمت كتابا رسميا موقعا من النائب طعمة، وعليه اسمه في أعلى الصفحة، مشيرا إلى أن «السفير اتصلت بهاتف طعمة الجوال وكذلك بمكتبه للاستفسار، إلا أن الأخير لم يعاود الرد حتى المساء فافترضنا أنه صاحب الرسالة، علما بأننا لم نجد فيها ما يثير الريبة». وشدد على أن الصحيفة «تكن كل الاحترام لنائب الشوف»، وأنه على «صداقة شخصية» به، معتبرا أنه إذا «كان ثمة فخ، فقد نصب لنا وله». وأكد أن الصحيفة «ستقوم بواجبها المهني في هذا المجال كاملا، وتحتفظ بحقها في ملاحقة الفاعل قضائيا».

وفي اتصال بطعمة الموجود في مكتبه بمدينة جدة في السعودية، أبلغ الأخير «الشرق الأوسط» أنه بادر فور تبليغه النص المذكور بالاتصال برئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان، ثم بالمفتي الجوزو، كاشفا أنه سيعقد مؤتمرا صحافيا من القصر الجمهوري يوم غد لهذه الغاية أيضا، مشددا على «ما يكنه من احترام وتقدير للجميع»، ومستغربا ما حصل، ومتهما مجهولين بالسعي لإحداث بلبلة. وأوضح طعمة أن «السفير» بعثت إليه بنسخة من النص فوجد أن التوقيع الممهور به ليس توقيعه ولا يشبهه من قريب أو من بعيد. وأعلن أنه سيقيم دعوى ضد مجهول للتحقيق في هذا الموضوع.

وقال طعمة إن الذين دبروا النص كانوا يستهدفون الإيقاع بين جنبلاط ورئاسة الجمهورية وقيادات دينية وسياسية، يحتفظ معها الأخير بأطيب العلاقات. وأكد أنه من غير المقبول «الدس على شخصيات معروفة بانتمائها الوطني والتزامها الصارم بالمعايير الأخلاقية والخطاب الهادئ الرصين البعيد عن التجريح والتشكيك». وأضاف: «لقد دهشت وتألمت من جرأة هذا المزور الذي انتحل شخصيتي مستهدفا الفتنة والإيقاع بيني وبين شخصيات على أعلى مستوى من الأهمية والتقدير»، معربا عن انزعاجه واستيائه الشديدين من هذا المقال «المخالف لاقتناعاتي كليا، والبعيد كل البعد عن مبادئي السياسية والأدبية في تعاطي الشأن العام». وأكد التزامه «بما يصدر عن اللقاء النيابي الديمقراطي برئاسة النائب وليد جنبلاط، بالإضافة إلى أنني مؤمن ومنذ بداياتي في العمل السياسي بالمحافظة على الخطاب الهادئ والرصين بعيدا عن التجاذبات والدسائس».

ولاحقا، صدر عن المكتب الإعلامي للنائب طعمة بيان أكد فيه بأنه لم يرسل أي كتاب مفتوح، وأن ما نشرته إحدى الصحف «هو بيان وهمي ولا توجد أي علاقة إطلاقا للنائب طعمة بهذا البيان لا من قريب ولا من بعيد»، مشيرا إلى أن «علاقة قديمة راسخة تربطه بفخامة رئيس الجمهورية، ويكن له كل احترام وتقدير، والأمر عينه لسماحة المفتي الشيخ محمد علي الجوزو، بحيث تناولهما هذا الكتاب المفتوح من زاوية التضليل والإساءة ولأهداف سياسية لا ناقة ولا جمل لنا فيها إطلاقا»، آملا من هذه الصحيفة والإعلام «توخي الدقة والمصداقية، خصوصا في هذه الظروف الحساسة لأجل مصلحة البلد وعدم إغراقه في فبركات إعلامية ونشر مقالات وهمية، كما كان الحال في الكتاب المفتوح».