هزتان قويتان في المحيط الهادئ تدمران قرى وتخلفان أكثر من ألف قتيل

البحر والأرض يهتزان مجدداً في أرخبيل ساموا وبادونغ الاندونيسية

سكان يعاينون الدمار الذي خلفه التسونامي في بلدة سيمو بغرب أرخبيل ساموا أمس (ا.ف.ب)
TT

ضرب زلزال عنيف بقوة ثماني درجات تبعه مد بحري (تسونامي) الليلة قبل الماضية أرخبيل ساموا في جنوب المحيط الهادئ ما أودى بحياة العديد من الأشخاص وتدمير قرى ساحلية وفنادق سياحية عديدة. وبعد ذلك بساعات، ضرب زلزال جديد بقوة 7.6 درجات، جزيرة سومطرة الاندونيسية، وكانت حصيلته أكبر، إذ خلف أكثر من ألف قتيل وتسبب في انهيار مبان كبيرة في مدينة بادانغ الاندونيسية الكبيرة.

وفي الزلزال الأول، اجتاحت أمواج عاتية بعلو ثمانية أمتار أرخبيل ساموا (دولة مستقلة)، حيث قضى اكثر من 100 شخص، وجزر ساموا الأميركية، حيث سجل سقوط عشرات القتلى. وضرب تسونامي أيضا أرخبيل تونغا المجاور، حيث لقي سبعة أشخاص مصرعهم.

وروى شهود عيان أنهم شاهدوا أمواجا تتدفق وتجتاح قرى وفنادق في جزر ساموا، فيما عبر مسؤولون محليون أمس عن خشيتهم من ارتفاع الحصيلة مع معلومات تشير إلى مفقودين. وروت سائحة أجنبية هربت من غرفتها على الشاطئ، أن «أمواجا هائلة وصلت وركضنا نحو سيارتنا. حاولنا فتح الباب لكن الأمواج وصلت وفي نهاية المطاف فتح الباب لكن المياه تدفقت علينا».

وأعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما وضع الكارثة في ساموا الأميركية ووعد برد «سريع وشديد»، وقال اوباما «إنني أتتبع هذه الأحداث المأسوية وأعلنت وضع الكارثة في ساموا الأميركية، ما سيسمح بنشر الوسائل الضرورية لرد كامل سريع وشديد». وعبر رئيس وزراء أرخبيل ساموا، الذي يضم 219 ألف نسمة، تويلايبا سايليلي ماليليغوي من جهته عن «حزنه الكبير»، مضيفا أن «كثيرين من الناس ماتوا، أصبت بالصدمة وأنا حزين جدا لكل هذه الخسائر».

وأفاد الصحافي المحلي جونا تويلتوفوغا، أن «قرى بكاملها دمرت. ووصلتنا معلومات تشير إلى مفقودين في المناطق الأكثر تضررا على الساحل الجنوبي والجنوبي الشرقي». كذلك، قال مندوب ساموا في الكونغرس الأميركي إن ارخبيل ساموا الأميركي (65 ألف نسمة) عمه «الخراب». وقال ايني فاليومافايغا، حسبما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، إن الزلزال «تسبب في مد بحري بلغ علو (أمواجه) 5،4 متر. وبعض المناطق تقع بالكاد فوق مستوى البحر، وبإمكانكم تصور الخراب». وأعلنت الوكالة الفيدرالية الأميركية لإدارة الأوضاع الطارئة إرسال فريقي إغاثة إلى الأرخبيل الأميركي.

كذلك ألحق الزلزال الثاني الذي ضرب منطقة بادانغ الاندونيسية أمس الكثيرة من الأضرار البشرية والمادية. وأعلن المسؤول عن خلية الأزمة في وزارة الصحة الإندونيسية رستم باكايا أن أكثر من ألف شخص قد يكونون قضوا جراء الزلزال. ونقلت وكالة «رويترز» عن شاهد عيان قوله: «لحقت أضرار بمئات المنازل على طول الطريق. هناك بعض الحرائق وكسرت بعض الجسور، وتسود حالة ذعر هنا ربما بسبب تهشم مواسير مياه، وتدفق المياه في الشوارع»، مضيفا أن خطوط الهواتف قد قطعت.

وقال نائب الرئيس الاندونيسي يوسف كالا أمس في مؤتمر صحافي، إن منازل وفنادق ومدارس ومتاجر ومباني أخرى قد انهارت.

وأفيد أن بين قتلى التسونامي، الذي ضرب أرخبيل ساموا، استراليين اثنين أحدهما طفلة في السادسة. كما قتل كوريان جنوبيان واعتبر ثالث في عداد المفقودين. وأعلنت نيوزيلندا من جانبها، أن احد رعاياها قد يكون في عداد القتلى، كما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية في لندن أن شابا بريطانيا «يعتقد أنه مات». وأكد الاتحاد الأوروبي استعداده لمد يد العون للضحايا، وقام بتحريك أول مساعدة عاجلة بقيمة 150 ألف يورو. وستدفع هذه المساعدة للجنة الدولية للصليب الأحمر وقد تستخدم للمساعدة الطبية والإمداد بالمياه وتوفير الملاجئ.

وعبر السكرتير العام للصليب الأحمر تالوتالا موالا عن تخوفه من «ارتفاع الحصيلة على الأرجح لان ثمة ضحايا آخرين لم يتم إحصاؤهم بسبب مشكلات في الاتصال».