براون في معركة مع الإعلام ببلده

بعد دعم الصحيفة الأوسع انتشارا في بريطانيا لمعارضيه

TT

دخل رئيس الوزراء البريطاني في مواجهة مع الإعلام البريطاني، بعد أن أعلنت صحيفة الـ«صن»، أكثر الصحف الشعبية انتشارا في البلاد، دعمها لحزب المحافظين المعارض في الانتخابات العامة المقبلة. وجاء ذلك بعد ساعات على إلقاء براون خطابه أمام مؤتمر حزب العمال المنعقد في مدينة برايتون، الذي حاول فيه إعادة الثقة إلى الناخبين بأن الحزب يمكنه الفوز بولاية رابعة.

وصدرت الصحيفة في عددها أمس، وعلى صدر صفحتها الأولى صورة لبراون والى جانبها عبارة: «حزب العمال خسر». وتبعتها بجملة تقول: «طوال 12 عاما في السلطة، أضاعت هذه الحكومة طريقها. والآن أضاعت أيضا دعم الـ«صن» ». وكانت الصحيفة اليمينية المملوكة من إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ، قد دعمت حزب العمال بزعامة توني بلير في الانتخابات العامة منذ عام 1997. وأثارت الخطوة استياء عارما لدى حزب العمال، على الرغم من أن براون حاول التخفيف من وقع تأثيرها. إلا أن الاستياء بدا واضحا عليه في سلسلة المقابلات التي أجراها أمس، وحتى انه حاول مغادرة استوديو كان يجري فيه مقابلة ولا يزال البث حيا. ووقف بين المقدمة والشاشة، فأدى ذلك إلى انقطاع البث.

وعلى الرغم من كثرة الأسئلة، التي وجهت إليه حول قيادته وإمكانية تنحيه، بقي براون مصرا أمس على عدم التنازل عن زعامة الحزب. وقال في إحدى المقابلات إن البريطانيين هم الذين يقررون نتائج الانتخابات وليس الـ«صن». وأضاف أن الصحف يجب أن تكون لنشر الأخبار وليس البروباغاندا.

وهاجمت هارييت هارمن، نائبة زعيم حزب العمال، صحيفة الـ«صن» أيضا، وقالت في كلمة ألقتها في مؤتمر حزب العمال المنعقد في برايتون والذي ينهي أعماله اليوم: «إن صحيفة الـ«صن» لا تعرف شيئا عن المساواة. كلنا غاضبون من الصحيفة اليوم، ولكن أقول لكم لا تستاءوا بل تحسنوا، ولا تغضبوا بل تحركوا». وعبر دايفيد كاميرون، زعيم حزب المحافظين عن سروره من الخطوة، وقال في تصريح إذاعي: «بالطبع أريد أن أجمع كل التأييد الذي أستطيع جمعه لكي أغير بريطانيا. وأنا سعيد بقرار الـ«صن» ».

وعلى الرغم من أن قرار الـ«صن» دعم حزب المحافظين قد يكون له تأثير صغير، إلا أن الخطوة قد حطمت معنويات حزب العمال، الذي يكافح لإقناع مؤيديه بأن الفرصة لا تزال سانحة لقلب نتائج استطلاعات الرأي، التي تظهر تأخره عن حزب المحافظين بأكثر من 15 نقطة، والفوز بالانتخابات المقبلة المفترض أن تجري قبل يونيو (حزيران) المقبل.