البصرة: عزوف عن إقامة وتجديد الجداريات التي تحمل صور رجال الدين

بصريون لـ«الشرق الأوسط»: هذا تعبير عن خيبة الأمل فيهم

TT

تضاءل بشكل كبير حماس الأوساط الشعبية من سكان محافظة البصرة في إقامة وتجديد الجداريات التي تحمل صورا كبيرة لرجال الدين، التي امتلأت بها الشوارع والساحات العامة وواجهات الدوائر الحكومية عقب تغيير النظام السابق عام 2003.

ولم يعد اهتمام الأوساط الشعبية واضحا بصور رجال الدين التي وضعوها على الجداريات التي كانت تحمل صور رئيس النظام السابق، والتي أصاب الكثير منها التلف والتمزق والزوال نتيجة الأحوال الجوية، رافقه فتور الإقبال على المكتبات لاقتناء صورهم التي ازدهرت في السنوات الماضية حيث انتشر ترويجها.

خلت واجهات معظم أبنية الدوائر الحكومية ومنظمات المجتمع المدني من صور كبيرة لرجال الدين كانت تعبر عن انتماء رئيس الدائرة أو المتنفذين من الموظفين للحزب أو التيار الذي يقوده صاحب الصورة.

ووصف عدد من الأهالي هذه الظاهرة بـ«الصحية»، وعدها بعضهم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بأنها تعبير عن خيبة الأمل في رجال الدين من قادة وأعضاء الأحزاب والتيارات الدينية النافذة في حكومات ما بعد التغيير، الذين فقدوا مصداقيتهم بتطوير المجتمع وانتشاله من حالة التردي، بعد أن ازدادت طوابير العاطلين والأيتام والأرامل والفقراء أمام دوائر الرعاية الاجتماعية».

ويرى عقيل البصري (رجل دين) أن صور رجال الدين في الشوارع «عبارة عن رد فعل لصور القائد الأوحد، وهي في طريقها إلى الزوال»، مستدركا: «كان حري برجال الدين من الأحياء أو من أتباعهم منع هذا التقليد لئلا يكون مصير صورهم مثلما كانت لسابقهم»، في إشارة إلى صور صدام حسين.

وقال مدير دائرة حكومية طلب عدم ذكر اسمه: «إن معظم مديري الدوائر تم تغييرهم بعد عام 2003، ونصبت الأحزاب عليها من أعضائها بغض النظر عن الكفاءة والاختصاص، ولكي يعبر المدير الجديد عن ولائه وضع صورة لقائد للحزب الذي ينتمي إليه، بل تحولت الدائرة إلى ما يشبه الجامع والحسينية لكثرة اللافتات السوداء التي تعزي في المناسبات الدينية وما أكثرها، والصور الصغيرة في الممرات والقاعات، وبقي المديرون القدماء مغلوبين على أمرهم، إذ يتولى قسم العلاقات هذه المهمة دون العودة إليهم». وأضاف: «إن المتغير الجديد هو عزوف الدوائر عن تجديد الصور ووضع اللافتات، بل لجأ البعض إلى إزالتها كي لا تكون عنوانا لانتماء المدير أو الموظفين إلى هذا التيار أو ذاك، واتخاذ المراجعين صاحب الصورة سببا بعدم إنجاز معاملاتهم أو ابتزازهم بتعاطي الرشوة التي باتت شائعة بين موظفي الدوائر».