إسرائيل تفرج عن أسيرتي غزة وأصغر أسيرة في الضفة.. واليوم إطلاق الـ17 الأخريات

الزهار: نخوض مفاوضات يومية شاقة حول اسم كل معتقل فلسطيني

والد الاسيرة المحررة براءة ملكي يحتضنها لدى وصولها الى منزلها الليلة قبل الماضية (رويترز)
TT

أفرجت إسرائيل الليلة قبل الماضية عن أولى الأسيرات الفلسطينيات وأصغرهن براءة مالكي من مخيم الجلزون قرب رام الله، في إطار صفقة «فيديو شاليط» التي بموجبها سلمت حركة حماس إسرائيل شريط فيديو مدته دقيقة واحدة يؤكد وجود الجندي الأسير على قيد الحياة، مقابل الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية.

وفي وقت لاحق أفرجت عن الأسيرتين الوحيدتين من قطاع غزة وهما فاطمة الزق مع طفلها يوسف, وروضة حبيب. ويفترض أن تكونا قد وصلتا إلى القطاع عبر معبر بيت حانون في وقت متأخر أمس.

يذكر أن الزق اعتقلت عام 2007 عندما كانت حاملا في الشهر الثاني عند معبر بيت حانون في أثناء مرافقتها لابنة أختها روضة حبيب التي كانت تتجه لإجراء عملية جراحية في أحد المستشفيات الإسرائيلية. واتهمتها السلطات الإسرائيلية بالتخطيط لتنفيذ عملية فدائية داخل إسرائيل.

وجاء الإفراج المتعجل هذا في الوقت الذي تلقت فيه حركة حماس نسخة من كتاب «سفر المزامير»، مرسل إلى شاليط من الحاخام عوفاديا يوسيف الزعيم الروحي لحزب شاس لليهود الشرقيين. وتسلمت حماس الكتاب عن طريق مصر ووعدت بإيصاله إلى شاليط. وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن الكتاب المذكور سلمه وزير الداخلية الإسرائيلي زعيم حزب شاس ايلي يشاي، إلى الرئيس المصري حسني مبارك خلال زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للقاهرة قبل أسبوعين تقريبا.

ويفترض أن يفرج عن باقي الأسيرات وجميعهن من الضفة الغربية صباح اليوم، في الوقت الذي تتسلم فيه إسرائيل شريط الفيديو عبر الوسيط الألماني. وينتمي 4 من الأسيرات المحررات إلى حماس، و5 إلى حركة فتح، و3 إلى حركة الجهاد الإسلامي، وواحدة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، و7 معتقلات مستقلات.

وأكدت مصادر في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يدرس عدم عرض شريط الفيديو على شاشات التلفاز، خشية أن يؤدي ذلك إلى زيادة الضغوط على حكومته لإبداء مرونة تجاه الملف.

وترى مصادر إسرائيلية في هذه الصفقة خطوة أولى نحو الاتفاق الشامل الذي يفرج بموجبه عن شاليط مقابل 1000 أسير فلسطيني، منهم أكثر من 350 من ذوي الأحكام العالية ومن تصفهم إسرائيل بالملوثة أيديهم بدماء يهودية.

وتتوقع مصادر إسرائيلية إنجاز الصفقة في غضون الشهرين المقبلين. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن هذه المصادر قولها: «إننا نأمل أن يتسنّى إنجاز الصفقة لإعادة الجندي شاليط إلى ذويه في غضون شهرين».

من جانبه قال الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس أن ممثلي الحركة يخوضون يوميا مفاوضات تصل إلى عدة ساعات من أجل تأمين التوصل إلى صفقة مشرفة، واصفا المفاوضات بـ«الصعبة والشاقة والمرهقة». وفي مقابلة مع فضائية «الأقصى» التابعة لحماس قال الزهار إن المفاوضين يخوضون مفاوضات حول التفاصيل الدقيقة للصفقة حول اسم كل أسير، مشددا على سعي حماس لضمان تأمين الإفراج عن معتقلين مهمين جدا. وأشار إلى أن حماس من خلال إصرارها على ضرورة إطلاق سراح عشرين معتقلة مقابل شريط الفيديو للجندي نقلت الرسالة لإسرائيل أنه «لا يوجد شيء بالمجان». وأوضح الزهار أن حركته أولت موضوع المعتقلات أهمية خاصة.

وتسود حالة من الترقب الكثير من عائلات الأسرى في ظل الحديث عن إمكانية إتمام الصفقة قريبا. وأكدت عبلة سعادات زوجة أحمد سعادات أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي يقضي حكما بالسجن ثلاثين عاما، أن عائلتها تلقت تطمينات من حماس بأن يكون زوجها ضمن قائمة الأسرى المطلوب الإفراج عنهم. وفي تصريح صحافي قالت سعادات إن زوجها يجب أن يكون ضمن المفرج عنهم، ولا سيما أن القوات الإسرائيلية اختطفته وحكمت عليه بسبب مواقفه السياسية، مؤكدة أن بقاءه في السجن من شأنه أن يضاعف من تردي وضعه الصحي.

وكان سعادات وثلاثة من كوادر الجبهة الشعبية قد اختطفوا من سجن أريحا الفلسطيني حيث كان معتقلا بتهمة المسؤولية عن اغتيال الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي، ردا على قيام إسرائيل باغتيال أبو علي مصطفى أمين عام الجبهة السابق.