المغرب: «أخبار اليوم» تحتجب لليوم الخامس على التوالي.. والديوان الملكي يدلي بتوضيحات حول دعوات حفل زفاف أميري

وزير الإعلام: باب القضاء مفتوح أمام الصحافيين وعليهم الإقرار بوجود انحرافات

TT

احتجبت صحيفة «أخبار اليوم» المغربية المستقلة لليوم الخامس على التوالي. وقال محررون فيها إن عناصر من الأمن تطوق مقر الصحيفة بالدار البيضاء منعت أمس العاملين بها من الالتحاق بمكاتبهم، بينما أحيل توفيق بوعشرين، ناشر الصحيفة ورئيس التحرير، إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيق معه بشأن رسم كاريكاتوري اعتبرت وزارة الداخلية أنه يمس بالأمير مولاي إسماعيل، ابن عم العاهل المغربي الملك محمد السادس، وكذا بالعلم المغربي.

إلى ذلك قال خالد الناصري وزير الاتصال (الإعلام) إنه لا يجب وضع الحكومة في قفص الاتهام، لأنها قامت بتطبيق القانون، في إشارة إلى قرار وزارة الداخلية بإغلاق «أخبار اليوم». وأضاف الناصري: «إذا كان هناك من الصحافيين من لديه رأي مخالف، ولم يقتنع بوجاهة موقف الحكومة فإن باب القضاء مفتوح».

وفي غضون ذلك، قال بيان صدر مساء أول من أمس عن الديوان الملكي المغربي إن الدعوات التي وجهت إلى كافة المدعوين لحضور حفل زفاف الأمير مولاي إسماعيل تم اختيار نموذجها وطبعها وتوجيهها من طرف أسرة الأمير مولاي إسماعيل، وليس من طرف «التشريفات الملكية».

وكانت صحف مغربية قالت إن شخصيات سياسية مغربية لم تتم دعوتها لحضور حفل الزفاف، الذي جرى السبت الماضي بمقر إقامة الأمير الراحل مولاي عبد الله، عم العاهل المغربي.

وأضاف البيان أنه في ما يخص حفل عقد القران الذي أقيم بالقصر الملكي بالرباط يوم الجمعة الماضي، والذي ترأسه الملك محمد السادس، اقتصر فيه على دعوة أفراد الأسرة الملكية، وأفراد من عائلة العروس، وتمت الدعوة إليه من طرف «التشريفات الملكية».

وندد البيان بـ«الادعاءات المغرضة والزائفة، ومحاولة تسييس حفل عائلي من طرف بعض الجهات»، وأكد على «العطف والعناية اللذين ما فتئ يوليهما العاهل المغربي لكل أفراد شعبه الوفي بمختلف فئاته وشرائحه وهيئاته وأحزابه السياسية دون استثناء».

وفي موضوع ذي صلة، انتقد مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب الرسم الكاريكاتوري الذي نشرته «أخبار اليوم»، وعبر المجلس في بيان صدر الليلة قبل الماضية عن امتعاضه العميق عقب نشر «أخبار اليوم» رسما كاريكاتوريا يتعلق بحفل زفاف الأمير مولاي إسماعيل، الذي يظهر الأمير وهو يؤدي التحية النازية وخلفه العلم الوطني وعليه نجمة داود.

وقال مجلس الطوائف اليهودية: «إن للخلط المبيت بين هذين الرمزين دلالات رخيصة معادية للسامية، من شأنها التشجيع على انزلاقات عنصرية ضد الطائفة اليهودية المغربية التي تعيش منذ قرون في جو التسامح والتعايش، الذي ينعم به المغرب». وأضاف المجلس أنه: «لا يمكن قبول أن يقوم أي فرد كان بالمساس بالمكتسبات الحضارية الثمينة التي ترسخت بفضل الالتزام الدائم للملوك العلويين»، متسائلا عن «الجهة التي من مصلحتها الإساءة بهذا الشكل إلى حدث سعيد غمر بالفرحة قلوب أفراد الشعب المغربي».

وتجنب وزير الاتصال المغربي، الذي كان يتحدث أمس في لقاء صحافي روتيني عقد عقب اجتماع للحكومة، الرد بشكل مباشر على أسئلة الصحافيين التي انصبت كلها حول ما اعتبروه خروقات قانونية شابت قرار إغلاق الصحيفة.

وقال الناصري: «هناك تشنج نأسف له، لكن الحكومة لا تتحمل فيه أدنى مسؤولية»، كما أنه ليس في نية الحكومة مصادرة حق الصحف في اللجوء إلى القضاء. وزاد الناصري قائلا إن هناك تصرفات شائنة ترتكبها بعض المنابر الإعلامية، ودعا الصحافيين إلى التخلي عن «العصبية الضيقة» وأن يعترفوا بشجاعة «بوجود انحرافات في الممارسة الصحافية بالبلاد والعمل على التصدي لها».

ودعا الناصري إلى قيام صحافة مسؤولة تقوم بواجبها في حق ممارسة النقد البناء بعيدا عن «الافتراءات وكل أنواع القذف والشتم التي لا تشرف أي صحافي يحترم نفسه»، على حد تعبيره.

وبخصوص انتقاد الطائفة اليهودية للرسم الكاريكاتوري، قال الناصري إن الموضوع لا يمس الطائفة اليهودية فقط، بل جميع الوطنيين والنزهاء والأحرار، ونفى وجود أي تسييس أو تدويل للقضية بسبب إعلان الطائفة اليهودية عن موقفها.