ليبيا: جدل حول قرار الحكومة إزالة سوق في طرابلس وإقامة منطقة خضراء مكانه

وسط دعوات تطالب بتدخل القذافي.. وتهديد التجار بالاعتصام في الشارع

TT

تواجه الحكومة الليبية، التي يترأسها الدكتور البغدادي المحمودي، صعوبات في تنفيذ خططها الطموحة بشأن تطوير طرابلس العاصمة، خصوصا نقل سوق الثلاثاء، الذي يعتبر أكبر وأشهر وأقدم الأسواق التجارية والصناعية في المدينة، إلى مكان آخر.

وأعلن البغدادي مؤخرا أن السوق سيتحول إلى منطقة خضراء، سيستفيد منها كل الليبيين، وستقام فيها مكتبة مركزية. واعتبر البغدادي أن تطوير المنطقة يروم تحسين مخطط المدينة عمرانيا وبيئيا وليس فقط إزالة السوق، لافتا إلى أن المنطقة الصناعية الحديثة جاهزة والبديل جاهز.

وقال البغدادي إن هناك مجموعة من الحلول ضمنها تحويل التجار إلى منطقة الكريمية، بينما سيتم نقل العاملين في المجال الصناعي إلى منطقة سيدي السائح، وتعويضهم على منشآتهم الموجودة في السوق.

لكن المئات من أصحاب المحلات التجارية التي تم البدء في إزالتها قبل يومين هددوا بالاعتصام، وطالبوا الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بالتدخل حفاظا على مصالحهم، فيما انضم إلى مطالبهم جمعة الأسطى، أمين عام اتحاد غرف التجارة والصناعة، الذي اجتمع أمس بالمتضررين، واتهم رئيس الحكومة الليبية بإطلاق تصريحات للاستهلاك الإعلامي.

ودعا الأسطى، في تصريحات أدلى بها أول من أمس، أمين مؤتمر الشعب العام (رئيس البرلمان)، إلى التدخل في هذه المسألة باعتبارها لا تتعلق بمحل أو اثنين أو أسرة، وإنما بسوق يمثل أكبر تجمع اقتصادي في البلاد. وأضاف الأسطى، وفقا لما نقله موقع «ليبيا اليوم» الإلكتروني المستقل: «لا نريد أي تشويش على استقبال العقيد القذافي بعد عودته من جولته التي شملت الولايات المتحدة وفنزويلا».

وفيما بدا أنه رسالة تحذير من إمكانية لجوء المتضررين إلى التظاهر والاعتصام، قال الأسطى: «حتى الآن نستطيع ضبط حركتهم، ولكن لا نستطيع أن نضبطها إلى ما لانهاية إذا استمر هذا العبث».

واعتبر الأسطى التعويضات والبدائل، التي تحدث عنها رئيس الحكومة الليبية، غير موجودة، بما فيها المنطقة الصناعية.

وردا على تصرفات الحرس البلدي وقوات الدعم المركزي (الشرطة المحلية)، والتي تمثلت في ضرب أصحاب المحلات وإهانتهم واعتقال بعضهم، اتهم الأسطى رئيس الحكومة بإصدار هذه الأوامر، ودعا وزير الداخلية إلى فتح تحقيق فوري حول ذلك.

وشدد أمين عام اتحاد غرف التجارة والصناعة في ليبيا على أن عمليات التطوير بغرض التحسين لا يجب أن تتم بهذه الطريقة، معتبرا أن سوق الثلاثاء يعتبر من الأماكن الأساسية الاقتصادية الكبيرة.

وحمل الأسطى رئيس الحكومة الليبية مسوؤلية كل ما يحدث، وقال: «لسنا في حاجة إلى هدر رأس المال الهام هذا في مسيرة التنمية، الذي يؤمن معيشة أكثر من 40 ألف أسرة ليبية في جميع أنحاء البلاد».

من جهتها انتقدت صحيفة «أويا»، المحسوبة على سيف الإسلام نجل العقيد القذافي، عملية تطوير سوق الثلاثاء بطرابلس، وقالت إن إجراءات الإخلاء تتم بشكل تعسفي ومفاجئ ومن دون سابق إنذار، ما أسفر عن ضياع حقوق المنتفعين في هذه المنطقة ماديا ومعنويا، وتعرض الكثير من المحلات والورش للسرقة والنهب، فضلا عن المصير المجهول الذي بات يتهدد الآلاف من الأسر الليبية.