جليلي زامل نجاد في الجامعة وفي الحرب العراقية الإيرانية مع الحرس الثوري

كبير المفاوضين الإيرانيين يشتهر بالواقعية وولائه الشديد

TT

رغم كثافة ضوء فلاش الكاميرات، ومحاولات الصحافيين لاستفزازه بإطلاق أسئلة كالقذائف على مسمعه لعله يستجيب فيتريث قليلا للحديث معهم، فقد دلف سعيد جليلي إلى داخل الفيلا السويسرية الأنيقة في هدوء وكأنه ليس معنيا بما يدور من حوله أو أنه ليس أكثر المفاوضين جذبا للأنظار التي ظلت تتابعه لعله ينطق بجديد فيما يختص بقضية الملف النووي الإيراني.

سعيد جليلي هو كبير المفاوضين الإيرانيين، ورئيس الوفد الإيراني لأول مفاوضة مباشرة تضم كطرف رئيسي مسؤولا أميركيا ومسؤولا إيرانيا يجلسان على طاولة مشتركة وجها لوجه منذ ما يقارب 30 عاما، كان جليلي يومها مجرد طفل صغير.

ولد جليلي في اليوم السادس من شهر سبتمبر (أيلول) عام 1965 بمدينة مشهد، ثاني أكبر المدن الإيرانية المقدسة. زامل الرئيس أحمدي نجاد في الدراسة الجامعية، وتربطهما صداقة متينة قوتها ظروف الحرب التي خاضاها في صفوف الحرس الثوري ضد العراق. حاز شهادة في العلوم السياسية في أوائل العشرينات من عمره. وقطع جليلي دراسته، حيث شارك في الحرب الإيرانية العراقية وكان في الصفوف الأمامية، وعانى من إصابة بالغة في ساقه. ورغم أنه كان يخدم إبان الحرب في قوات الحرس الثوري شبه العسكرية مثل نجاد فإنه لم يكن مطلقا أحد أعضاء الحرس الثوري.

نال جليلي درجة الدكتوراه من جامعة الإمام صادق رفيعة المستوى، والتي تشتهر بأنها تخرج نخبة المجتمع الإيراني، وعمل محاضرا حتى التحاقه بالعمل الحكومي عام 1989 متدرجا من إدارة مكتب المرشد الأعلى آية الله على خامنئي عام 2001، إلى وزارة الخارجية حيث أوكلت إليه إدارة الشؤون الأوروبية والأميركية، ثم خلافة علي لاريجاني في الأمانة العامة للمجلس الوطني للأمن القومي منذ العشرين من أكتوبر (تشرين الأول) 2007، هذا بالإضافة إلى كونه يعمل كمستشار مقرب لدى الرئيس أحمدي نجاد منذ عام 2005.

وكان الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رافسنجاني الذي تولى الرئاسة خلال الفترة من 1989 إلى 1997 يعرف إمكانات جليلي السياسية وأرسله إلى الخارج كملحق وهو في سن الرابعة والعشرين، ثم أصبح جليلي نائب مدير الإدارة الإيرانية لشؤون أميركا الشمالية.

وحسب وكالة الأنباء الألمانية يشتهر جليلي في بلاده بأنه رجل واقعي مجدّ في عمله، يهتم بأدق التفاصيل وأيضا بولائه الشديد والخالص لمؤسسة للجمهورية الإسلامية وللرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.

غير أن جليلي لا يتمتع بتلك الشخصية الدبلوماسية والحضور الطاغي الذي كان سلفاه علي لاريجاني وحسن روحاني يتمتعان به، لذا يعتبره المحللون صوت أحمدي نجاد في المحادثات الدولية الخاصة ببرنامج إيران النووي وليس مجرد مفاوض مستقل.

قاد جليلي الوفد الإيراني للمفاوضات السابقة مع الاتحاد الأوروبي 19 يوليو (تموز) 2008، حيث تجنب الموفد الأميركي حينها مصافحته، إلى أن جمعهما يوم أمس نفس الفندق بمدينة جنيف، والذي قصد المنظمون أن يكون المقر الذي يضم جميع المفاوضين بمختلف جنسياتهم وأهدافهم وأجندتهم سواء كانوا إيرانيين أو أميركيين أو روسا أو صينيين أو بريطانيين أو ألمانا أو فرنسيين، كما أشارت تقارير إعلامية أنهم تناولوا وجبات مشتركة.

في لقاءات صحافية سابقة وصف جليلي العقوبات المفروضة على بلاده بأنها عامل من عوامل توحيد والتفاف الأمة الإيرانية جنبا إلى جنبا، مؤكدا أن العقوبات أضرت بمن قررها أكثر من ضررها بالشعب الإيراني الذي في نظره قد خبر مختلف أوجه الضغوط، بما في ذلك الخروج قويا من حرب استمرت 8 سنوات ليواجه بمقاطعات وعقوبات.

وردا على سؤال في حديث صحافي آخر أشار جليلي إلى أن امتلاك أسلحة الدمار لن يوفر الأمن أو القوة لأي دولة. ماضيا في الحديث لأكثر من ذلك، مبينا أن إيران تعتبر امتلاك أسلحة نووية عمل غير إنساني وغير أخلاقي وغير منطقي، كما أنه أمر غير عملي. يتحدث جليلي الفارسية بالإضافة إلى الإنجليزية والعربية.