الأمير خالد الفيصل: حركة التأليف والنشر تطلب النجدة

افتتاح مؤتمر «كتاب يصدر.. أمة تتقدم» في بيروت

الأمير خالد الفيصل وممثلو الرؤساء الثلاثة في لبنان خلال الافتتاح الرسمي لمؤتمر «كتاب يصدر.. أمة تتقدم» في بيروت أمس («الشرق الأوسط»)
TT

«كتاب يصدر... أمة تتقدم»، هو عنوان المؤتمر الذي بدأ أعماله أمس في بيروت بدعوة من «مؤسسة الفكر العربي»، وبرعاية رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان. وقد احتشد عدد كبير من الكتاب والباحثين والمثقفين الآتين من مختلف الدول العربية، في فندق فينيسيا صباح أمس، وافتتح المؤتمر بجلسة حضرها رئيس «مؤسسة الفكر العربي» الأمير خالد الفيصل، ووزير الثقافة اللبناني تمام سلام ممثلا رئيس الجمهورية. واعتبر الأمير خالد الفيصل أن هذا المؤتمر نابع من حرص «مؤسسة الفكر» على مشاركة بيروت احتفاليتها كعاصمة عالمية للكتاب، هذا العام. كما شرح الأمير أن مؤتمرا عن حركة التأليف والنشر «يأتي بالنظر إلى أهمية العنوان في صناعة المشروع النهضوي العربي المأمول». وأضاف الفيصل أأأأن «ما رصده التقرير الذي أصدرته المؤسسة عن حالة الحراك الثقافي العربي عام 2008 من أرقام وتحليلات، يؤكد حالة التدني المخيف الذي تشهده حركة التأليف والنشر على الساحة العربية، مما يتطلب النجدة لتداول الوضع». وقال إن «حصة ما يزيد على المائة ألف مواطن عربي نسخة واحدة من كل كتاب مطبوع». واعتبر أن المؤتمر يطرح «قضية مصيرية طرحا موضوعيا».

وفي الجلسة الافتتاحية أيضا تحدث وزير الثقافة تمام سلام، ممثلا رئيس الجمهورية، عن «أرقام تصفع الواقع الثقافي العربي» بحيث «يصدر كتاب لكل 12 ألف مواطن، بينما هناك كتاب لكل 500 شخص في بريطانيا، وكتاب لكل 900 شخص في ألمانيا، أي إن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 40% من معدل القراءة في بريطانيا». كما تحدث في جلسة الافتتاح أمين عام «مؤسسة الفكر العربي» سليمان عبد المنعم عن الآفاق التي يطرحها المؤتمر، حيث يتواصل التساؤل: «كيف السبيل إلى سوق عربية مشتركة للكتاب؟ وكيف يمكن أن نصل إلى الحد الأدنى لمبادرة مشتركة من أجل كتاب عربي؟».

وهذا المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين يناقش عددا من المحاور ويطرح أسئلة من نوع: ما القضايا والإشكاليات التي تواكب حركة التأليف؟ وهل أسهمت حركة التأليف في صياغة مشروع نهضوي عربي؟ وحول أي الموضوعات يكتب العرب؟ وهل نحن أمام أزمة قراءة أم أمام أزمة كتاب؟

وشهد اليوم الأول انعقاد أربع جلسات استمرت حتى السابعة مساء. وربما كانت الجلسة الأولى هي الأكثر إثارة للجدل نظرا لموضوعها الشائك حول مدى إسهام التأليف في رفد مشروع النهضة العربية، حيث بدا أن هناك أكثر من توجه بين المتحدثين، فبينما اعتبر رئيس تحرير جريدة «الوطن» السعودية، جمال خاشقجي أن المشروع النهضوي العربي تحول إلى مشروعات إقليمية بحيث أصبح لكل دولة عربية مشروعها الخاص، رأى الكاتب عبد الإله بلقزيز أن هذه المشروعات المتعددة لن تصل إلى أفق إن لم تسع إلى الربط في ما بينها. وقال: «لا أرى أن بلدا قوامه 5 ملايين شخص بمقدوره أن يحقق نهضة حقيقية. أما الخطاب المعادي للنهضة بالعموم فهو مصفّح بالدعم الخارجي، وبعض الدعم الداخلي، ويستفيد من الفراغ».

الباحث مسعود ضاهر تساءل بعد أن تباينت الآراء، «إذا لم يكن المشروع النهضوي فما البديل؟ هناك فقر وتصحر وأمية في أماكن كثيرة من العالم، لكن لم تعِقْها عن التقدم. ثمة من يجد العلة في الإنترنت الذي أضعف الكتاب، لكن اليابان هي البلد الأول في استخدام الإنترنت ومع ذلك فالكتب تطبع كثيرا وثمة رواية طبعت مؤخرا مليون نسخة». وتساءل: «لماذا نكرم المبدعين والمكرسين بدل أن نصرف جهودنا لاكتشاف وتوجيه المواهب الشابة؟». وإذ اعتبر ضاهر أن الدولة العربية غير مؤهلة لدعم المشروعات الثقافية، وأن المؤسسات الخاصة هي الأكثر أهلية لذلك، رأى متحدثون آخرون مثل عبد الإلة بلقزيز أن النهضة التي تقوم على الثقافة هي مشروع تدعمه الدولة. هذا ما حدث تاريخيا من أيام محمد علي باشا وكذلك في الخمسينات والستينات. أيام الحكم الناصري، وبدا أن هذه الفترة الناصرية قد تباين الحكم عليها بين المتحدثين حتى إن ثمة من اعتبرها دكتاتورية واستبدادية مثل رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري، مصطفى الفقي، فيما اعتبرها عبد الإله بلقزيز مرحلة إيجابية ونهضوية الطابع.

تنوعت موضوعات الجلسات والمحاور، ومن بين الموضوعات التي نوقشت موضوع كتاب الطفل، وهنا بدا أن المشكلة تحتاج لكثير من الجهد حسبما قال الكاتب عبد التواب يوسف، صاحب «السيرة المحمدية» للأطفال التي باعت ثلاثة ملايين نسخة.