أبو مازن يستقبل أسيرات الضفة المحررات ويعد بمواصلة الجهود لإطلاق بقية المعتقلين

لدى استقباله أسيرة ونجلها.. هنية: «صفقة الحرائر» خطوة واثقة على طريق تحرير الأسرى والأسيرات

هنية يداعب الطفل الأسير المحرر يوسف لدى استقبال والدته الاسيرة المحررة فاطمة الزق في غزة امس (ا ف ب)
TT

أطقلت إسرائيل أمس سراح 19 أسيرة فلسطينية، 18 من الضفة الغربية، وواحدة وطفلها من قطاع غزة، في إطار صفقة «شريط شاليط» التي تطلق عليها حماس «صفقة الحرائر». وقبل ذلك تسلمت من الوسيط الألماني، شريط فيديو لمدة دقيقتين يُظهِر الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط بصحة جيدة.

ووصلت الأسيرات المحررات إلى رام الله وغزة، وسط استقبال شعبي ورسمي كبير، رفعت فيه صور للرئيس الراحل ياسر عرفات والأعلام الفلسطينية وعلام الفصائل. وهتف المستقبلون لحرية الأسرى والوحدة والوطنية.

وفي مقر المقاطعة برام الله، تجمعت الأسيرات عند قبر عرفات، ووضعن باقات من الورود، واحتضنت الأمهات بناتهن وسط الدموع.

وقالت الأسيرة المحررة نيفين دقة التي لم يبقَ من محكوميتها سوى شهر: «الأسيرات اللاتي يمضين أحكاما مؤبدة والأسيرات الأمهات أَولى وأحق منا بالإفراج» وطالبت الفصائل الآسرة لشاليط بمواصلة الضغط لإطلاق سراح الأسيرات اللاتي يمضين أحكاما مؤبدة. وأضافت: «فرحة الإفراج لا تكتمل ما دام في سجون الاحتلال أسرى وأسيرات». وطالبت أسيرات أخريات بتسريع إتمام صفقة شاليط، من أجل الإفراج عن زميلاتهن اللائي يعشن ظروفا صعبة.

واستقبل أبو مازن الأسيرات في مقر الرئاسة، وقال: «إن شاء الله لن تكون آخر دفعة، ولا ننسى أبدا أن 11 ألف أسير ما زالوا يقبعون في السجون، وسنواصل جهودنا وسنسعى بكل ما أوتينا لإطلاقهم جميعا». وأعرب عن سعادته لمشاهدة البسمة على وجوههن، وأضاف: «سنبقى على تواصل وإياكن، وأتمنى أن تكون حياتكن المقبلة حياة سعيدة».

وجمعت السلطات الإسرائيلية، منذ صباح أمس، أسيرات الضفة الـ18 في معتقل عوفر القريب من رام الله، أما فاطمة الزق وابنها فنقلا إلى سجن عسقلان القريب من غزة، وانتظرت إدراة السجون الضوء الأخضر من القيادة السياسية. وبعد تسلم إسرائيل شريط شاليط والتأكد منه، أعطى حجاي هداس رئيس الطاقم الإسرائيلي المفاوض، أوامر الإفراج، وجرى نقلهن بـ4 حافلات عسكرية إلى حواجز بيتونيا في رام الله وإيرز في غزة. ومن المفترض أن يتم في إطار هذه الصفقة إطلاق سراح روضة سعد حبيب من غزة غدا.

وفي غزة استُقبلت الزق التي كانت تحمل طفلها يوسف الذي أنجبته في الأسر استقبال الأبطال. وقالت وهي تقف إلى جانب رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية: «أشكر الله على هذه الفرحة، الفرحة المنقوصة، لأنني تركت أخوات عزيزات على قلبي، وأخص بالذكر ابنة أخي» معتبرة أن «الفرحة ستكتمل بتبييض كل السجون». وقالت الزق إنه لا يمكن للكلمات أن تعبّر عن مدى فرحتها ومشاعرها بعودتها لاحتضان أبنائها. ووجهت التحية لحركة حماس، وقالت:«الفضل لله أولا، ثم للجهات المعنية بتحرير كل السجون، وعساه أن يكون قريبًا». من جهته قال هنية الذي حمل يوسف الذي خرج مع أمه من السجن: «إن (صفقة الحرائر) تفتح باب الأمل لإنجاز صفقة مشرّفة بين المقاومة والاحتلال لإطلاق سراح أسرانا. وآمل أن تكون خطوة واثقة على طريق تحرير الأسرى والأسيرات». واعتبر هذا اليوم «يوم العرس الوطني الكبير، إنه يوم انتصار للإرادة والصمود الفلسطينيين».

وتابع القول: «في إطار صفقة الحرائر نستحضر أسرانا وأسيراتنا الـ11 ألفًا في سجون الاحتلال، نحن شعب لا ينسى أسراه، ونحن حكومة لن تفرط في حريتهم، ونحن مقاومة لا يمكن أن تساوم على كرامتكم». وجددت الصفقة، التي اعتبرتها السلطة الفلسطينية «مهمة لكنها صغيرة»، كما قال وزير الأوقاف محمود الهباش، «الأمل فعلا في إنجاز صفقة كبيرة، يطلق خلالها سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية».