اليمن: الحوثيون يقولون إنهم أسقطوا طائرة ميغ.. والجيش يقول إنها سقطت

قائد ميداني حوثي: أسقطنا الطائرة بمضاد طيران م ـ ط 23 ومصير قائدها لا يزال مجهولا

قوات يمنية في مناطق القتال مع الحوثيين (إ.ب.أ)
TT

أعلن المتمردون الحوثيون في شمال اليمن أمس أنهم أسقطوا طائرة ميغ 21 في محافظة صعدة، في الوقت الذي كذب الجيش اليمني ادعاءهم وقال إن الطائرة سقطت ولم تسقط. وقال المكتب الإعلامي التابع لعبد الملك الحوثي، القائد الميداني للحوثيين، إن مسلحي الجماعة تمكنوا من إسقاط الطائرة «بينما كانت تعتدي وتقصف المواطنين في القرى والأسواق»، مشيرا إلى أن قائد الطائرة هو الملازم طيار شمسان محمد عبده مفلح الذي ما زال مصيره غامضا حتى اللحظة.

ونفى الجيش اليمني مزاعم الحوثيين بإسقاط الطائرة، وقال مصدر عسكري مسؤول إن طائرة عسكرية تحطمت صباح أمس أثناء «انقضاضها على أحد أوكار العناصر الإرهابية التخريبية في محور الملاحيظ» وأن الطائرة «اصطدمت بأحد الجبال في المنطقة نتيجة تعرضها لخلل فني وأدى ذلك إلى تحطمها»، وكذب المصدر العسكري «ادعاءات العناصر الإرهابية حول إسقاطهم للطائرة وقال إن تلك الادعاءات لا أساس لها من الصحة».

ونقلت مصادر محلية في صعدة عن أحد القادة الحوثيين الميدانيين قوله إن الطائرة أسقطت في منطقة بعيدة عن الجبال، وأن إسقاطها جرى بـ «كمين محكم وعملية فدائية بطولية قام الإخوان في وحدات الدفاع الجوي بإسقاط طائرة حربية من طراز ميغ في عملية نوعية تبين مدى جهوزيتنا على كل الميادين وكافة الأصعدة».

وأضاف المصدر أن «أحد الأخوان بنصب رشاش (م ـ ط 23) على أحد المرتفعات الجبلية التي لم يتعود الطيران أن يتم استهدافه منها، حيث إنه تم انتظار الطائرة إلى أن وصلت إلى المنطقة واستعدت لضرب المدنيين ثم قام المجاهدون بإسقاطها».

ونفى القائد الحوثي، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، حصولهم على أسلحة من الخارج، وقال إن الأسلحة التي يمتلكونها استولوا عليها من المعسكرات اليمنية. وإذا ما صحت رواية الحوثيين بإسقاط الطائرة، فذلك يؤكد ادعاءاتهم السابقة والحالية بالاستيلاء على مضادات للطيران من عدد من المواقع والمعسكرات التي هاجموها أو استولوا عليها خلال الأشهر الثلاثة، تقريبا، من الحرب السادسة بينهم والجيش اليمني والتي تدور رحاها في عدد من مديريات محافظتي صعدة وعمران.

ويعد السلاح الذي تحدث القائد الحوثي الميداني بأنه استخدم في إسقاط الطائرة، هو من مضادات الطائرات المعروفة، لكنه، وبحسب مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط»، لا يمكن أن يسقط الطائرة إلا إذا كانت على ارتفاع منخفض، حيث يبلغ مداه 1500 متر فقط.

على الصعيد الميداني، اتهمت السلطات اليمنية الحوثيين بارتكاب العديد من الجرائم في الحرب الدائرة منها قتل أسرة كاملة في صعدة القديمة، وقال متحدث عسكري يمني إن «عناصر الإرهاب والتخريب أقدمت على قتل أسرة مكونة من أم وثلاثة من أبنائها وإصابة اثنين آخرين بإطلاق عشوائي لقذائف هاون على منزل الأسرة في حارة باب السلام بمدينة صعدة القديمة فأصابت إحداها منزل الأسرة»، مما أدى إلى مقتل الأم وإصابة أبنائها الثلاثة، وكذا اتهام «عناصر الإرهاب والتخريب بقصف عشوائي بإطلاق قذائف الهاون على منازل المواطنين في منطقة محضة ومدينة صعدة».

وأكد مصدر عسكري يمني أنه تم «دحر العناصر الإرهابية التخريبية التي قامت باستهداف مواطنين في منطقة دماج، وتم تكبيدها خسائر كبيرة بعد هجوم وحدات عسكرية وأمنية على أوكارها في منطقة المقاش، ودمرت معقلا لأحد قياداتها، فيما تمكنت وحدات عسكرية أخرى من تطهير بيت القحوم من العناصر الإرهابية والمزارع والمنازل التي كانت تتواجد فيها تلك العناصر، حيث قتل أربعة منهم وأصيب اثنان آخران أثناء السيطرة عليها، وضربت عددا من أوكارهم في المجزعة ونزعت وحدة هندسية متخصصة تابعة للقوات المسلحة عددا من الألغام التي زرعوها في الطريق وأبطلت مفعولها».

وأضاف حول «انتصارات» الجيش ضد الحوثيين، أن «عددا من عناصر الإرهاب لقوا مصرعهم وأصيب آخرون في الملاحيظ، وتم ضرب مجاميع لهم في مزارع غربي كمب صعدة وتدمير العديد من أوكارهم في منطقة المهاذر والخيام وشلت حركتهم جراء الضربات الدقيقة والمؤثرة التي وجهها إليهم أبطال القوات المسلحة والأمن الذين ألحقوا بتلك العناصر الإرهابية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد أثناء محاولاتها التسلل إلى جبل وهبان وقرية البسطة وقرية القرن والتباب المجاورة لها، كما تصدى أبطال القوات المسلحة والأمن الأشاوس لمحاولة تسلل شرق المنزالة من جانب عناصر الإرهاب، مما أدى إلى مصرع وجرح عدد منهم، كما تم إحباط محاولة أخرى لتلك العناصر الإرهابية للتسلل إلى طريق صعدة ـ عين بهدف التمترس في عدد من مزارع المواطنين وتنفيذ أعمال إجرامية انطلاقا من تلك المزارع، ونتج عن ذلك مصرع ستة من العناصر الإرهابية والقبض على سابع، كما أصيب عدد من الإرهابيين أثناء محاولة مجاميع منهم التسلل إلى مواقع القلعة والصنجاء ومدرسة السهلة والمجمع الحكومي في رازح».