الحريري لم يحقق جديدا في الاستشارات النيابية.. وترقب لزيارة خادم الحرمين الشريفين لسورية

مصادر عربية لـ«الشرق الأوسط»: زيارة الملك عبد الله لدمشق هامة جدا وعناوينها تتخطى لبنان والعلاقات الثنائية

TT

أكدت مصادر قريبة من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، لـ«الشرق الأوسط»، أن لا جديد يُذكر بعد انتهائه من إجراء الاستشارات النيابية، يسمح له بوضع تشكيلة حكومية في القريب العاجل، نافية ما يقال عن احتمال ولادتها قبل الزيارة المحتملة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى دمشق قريبا.

واستبعدت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت إمكانية حصول هذه الزيارة في وقت قريب جدا، مشيرة إلى أن لا شيء رسميا بعد بخصوص هذه الزيارة التي «لن تكون زيارة عادية». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «هموم الأمة وقضاياها ستكون على جدول أعمال الزيارة». وأشارت إلى أن «العلاقات السعودية ـ السورية بخير، وأي زيارة يقوم بها خادم الحرمين إلى دمشق لا بد من أن يكون لها معان أكبر ولن تكون مجرد زيارة مجاملة»، مشيرة إلى وجود ملفات ترتبط بالعلاقة مع مصر وقضايا العراق وإيران ونقاط أخرى ستفرض نفسها على مواضيع البحث»، مشيرة إلى أن هذا يفرض أن «يكون هناك وقت كافٍ للإعداد لها لأنها تستحق».

وفي المقابل، كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يعاود الضغط باتجاه تسريع تأليف الحكومة. وأفاد بيان رسمي أن سليمان بحث مع زواره أمس «أجواء حركة الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة، حيث كان هناك إجماع على وجوب أن ترى التشكيلة العتيدة النور في أقرب وقت لتنطلق عجلة الملفات وأبرزها الإصلاحات وقانون الانتخابات».

ويُنتظر أن يعيد الحريري إطلاق عجلة الاتصالات بلقاءات سوف يعقدها مع رؤساء الكتل في الأكثرية والأقلية، ومنهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تكتل «الإصلاح والتغيير» ميشال عون، رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع. وقالت مصادر في الأكثرية إن هذه الاتصالات «ستتناول البحث في عمق تفاصيل التركيبة الحكومية من أسماء وحقائب».

ورأى عضو تكتّل «لبنان أولا» النائب عقاب صقر المقرب من الحريري «أن مناخا عاما إيجابيا حكم المشاورات النيابية غير الملزمة التي أجراها رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري»، موضحا أن الأخير «دخل في حوار عميق لأول مرة، وليس حول تشكيل الحكومة من أسماء وحقائب وصيغة، إنما حول كيفية التعاطي مع تشكيل الحكومة، وسبب غياب الثقة بين الأطراف اللبنانية». وأشار إلى أنه «حدّد وجهة نظره حول مجمل الأمور المطروحة، مما يؤدي إلى تعزيز الثقة عند الفريق الآخر».

وردا على سؤال حول موقف رئيس الجمهورية عن أن توزير الراسبين ليس نصا دستوريا، لفت صقر إلى أن رئيس الجمهورية حاول أن يفتح ثغرة في الجدار، ولكن هذه الفكرة كان يجب أن تكون في إطار التشاور وليس طرحها عبر الإعلام. وبالتالي عتب «14 آذار» هو أنه لم يتم التداول بها مباشرة مع الحريري، علما بأن رئيس الجمهورية نفسه لطالما تمنّى عدم توجيه الرسائل عبر الإعلام، بل طرحها مباشرة بين الأفرقاء». واعتبر أن أسلوب وطريقة طرح هذه الفكرة كانت صادمة بالنسبة إلى قوى «14 آذار» التي تؤكد على أهمية البحث في الغرف المغلقة، لأن ما يصدر عنها يكون بصيغة أفضل ولا يثير التساؤلات أو الانتقادات أحيانا. إلا أن صقر شدّد على أن رئيس الجمهورية حرّك ركودا ما، ولكن هذا التحريك يحتاج إلى أسلوب وطريقة ترضي جميع الأطراف.

وأشار أمين سر تكتل التنمية والتحرير، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري النائب أنور الخليل إلى تقدم كبير في مسار التصورات التي تسبق التأليف، لافتا إلى أن الجولة التي قام بها الرئيس المكلف دخلت في مواضيع تقرب وجهات النظر التي كان في بعض منها اختلاف كبير في الجولة الأولى. ورأى أن «المقاربة التي ينظر من خلالها الرئيس الحريري تجعلنا نشعر أن في عملية التأليف تقدما ملموسا، لأنها أصبحت الآن المرحلة الأخيرة والهامة في عملية إنهاء الجوجلة والمسار الذي بدأه الرئيس المكلّف باتجاه التأليف».