بعد مشاهدة شريط شاليط.. نتنياهو: الطريق طويل لإطلاق سراحه

فضيحة إسرائيلية مع الوسيط الألماني في مدخل وزارة الدفاع في تل أبيب

TT

حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، تبديد الآمال العريضة التي انتعشت في إسرائيل إثر بث الشريط المسجل بصورة وصوت الجندي الأسير، جلعاد شاليط، ويظهر فيها حيا يرزق. فقال نتنياهو في بيان أصدره مستشاره الإعلامي إن «البرهان على أن شاليط حي معافى، يشجعنا جميعا. لكن الطريق إلى إطلاق سراحه طويل وصعب».

وعقب المقربون من نتنياهو على ما جاء في كلمة شاليط من أنه يتمنى على حكومته أن لا تضيع الفرصة لإنهاء الصفقة بشكل إيجابي والعمل على إطلاق سراحه، بالقول إن «من الواضح أن خاطفي شاليط فرضوا عليه أن يقول تلك الكلمات».

وكانت هذه الصفقة، التي يطلق عليها الإسرائيليون اسم «صفقة شريط شاليط»، قد بدأت تنفذ في ساعات الصباح من يوم أمس. فقد وصل إلى تل أبيب، بشكل سري الوسيط الألماني مجهول الهوية حاملا شريطا مسجلا بالصوت والصورة مدته دقيقتان واثنتان وأربعون دقيقة وليس دقيقة واحدة كما أعلن سابقا، يتكلم فيه الجندي الأسير جلعاد شاليط. وفي الساعة التاسعة والنصف وصل الوسيط إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب لكي يسلم الشريط إلى حجاي هداس، ممثل رئيس الوزراء الإسرائيلي في المفاوضات مع حماس.

وكان الوسيط الألماني قد طلب أن لا يتم تصويره في أي حال وأي مكان. لكن الجنود الذين يحرسون مدخل وزارة الدفاع، لم يسمحوا لسيارته بالدخول. فراح يتصل بنظيره الإسرائيلي، للتدخل. وبعد حوالي سبع دقائق سمح له بالدخول. وخلال هذه المدة، تمكن المصور التلفزيوني في القناة التجارية المستقلة في إسرائيل من التقاط صورته. وقد بدا الأمر محرجا للطرفين. وهناك من اعتبره فضيحة إسرائيلية.

وفي الوقت الذي تسلم فيه هداس الشريط، كانت السيارات التي تقل الأسيرات الفلسطينيات المحررات، تتجه نحو معتقلين إسرائيليين أحدهما قرب قطاع غزة والثاني قرب رام الله. وقد شاهد هداس الشريط سوية مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي. وحالما شاهداه، أكدا أن شاليط يبدو بوضوح حيا وسليما معافى، رغم أنه نحيل الجسم. وظهر في الشريط أنه مسجل قبل ما يزيد على أسبوعين بقليل. ولكي يثبت أنه هو وليس ممثلا رديفا، روى قصة زيارة والديه إليه في قاعدة عسكرية في هضبة الجولان السورية المحتلة في سنة 2005 وقاموا جميعا بتناول الطعام في أحد المطاعم العربية في إحدى قرى الجولان. وإزاء هذه الإشارات، أعطيت التعليمات إلى مصلحة السجون أن تطلق سراح الأسيرات الفلسطينيات من المعتقليْن المذكورين وتسليمهن إلى منظمة الصليب الأحمر. وقامت الوزارة الإسرائيلية بطبع عدة نسخ لهذا الشريط، وأرسلتها إلى كل من رئيس الوزراء، نتنياهو، ووزير الدفاع، إيهود باراك، ورئيس جهاز المخابرات العامة، يوفال ديسكين، وكذلك إلى ذوي شاليط، ليشاهدوها. وقد سمحت العائلة ببث الشريط، وتم بثه عشرات المرات في جميع القنوات التلفزيونية ومواقع الإنترنت والإذاعات خلال بضع ساعات قليلة. وأجمع الإسرائيليون على أن هذا الشريط يحمل «حماس» مسؤولية كبيرة تجاه شاليط وضمان حياته وصحته الجيدة كما بدا ذلك في الشريط. ولكنهم في الوقت نفسه رأوا في الشريط حافزا كبيرا لممارسة الضغط على الحكومة لكي تسرع في المفاوضات وتنهي هذه الصفقة ولا تماطل فيها كما حصل مع الحكومة السابقة برئاسة إيهود أولمرت.