المغرب: التحقيق مع ناشر «أخبار اليوم» بشأن دعوى قضائية ثانية رفعها ضده الأمير مولاي إسماعيل

إحالة بوعشرين وكدار للمحاكمة بتهمة إهانة العلم الوطني

TT

مثل توفيق بوعشرين، مدير النشر، ورئيس تحرير صحيفة «أخبار اليوم» المغربية المستقلة، وخالد كدار رسام الكاريكاتور بالصحيفة، أمس أمام النيابة العامة، وذلك للتحقيق معهما بشأن الدعوى المرفوعة ضد الصحيفة من طرف الأمير مولاي إسماعيل ابن عم العاهل المغربي الملك محمد السادس، جراء نشر الصحيفة رسما كاريكاتوريا بمناسبة زفاف الأمير، اعتبر مسيئا إليه.

وكانت النيابة العامة أحالت أول من أمس كلا من بوعشرين وخالد كدار، إلى المحاكمة بتهمة إهانة العلم المغربي، طبقا للفصل 267 من القانون الجنائي، حيث سيمثلان أمام المحكمة الابتدائية بمدينة الدار البيضاء يوم 12 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

وكانت وزارة الداخلية قررت إغلاق الصحيفة ومتابعتها قضائيا، على خلفية نشرها للرسم الكاريكاتوري نفسه. وتم أمس تشديد الحراسة الأمنية حول البناية التي يوجد بها مقر الصحيفة بالدار البيضاء، حيث منع العاملون مجددا من الالتحاق بمكاتبهم، وبقي الصحافيون والإداريون في المقاهي المجاورة للمبنى. وفي غضون ذلك، اتخذت قضية متابعة صحيفة «أخبار اليوم» أبعادا سياسية، بعد أن انتقدت أحزاب مغربية، مضمون الكاريكاتير الذي نشرته الصحيفة، ودعت إلى احترام مقدسات البلاد.

وأشار بيان صدر أول من أمس عن المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية (المشارك في الحكومة) إلى تفادي عدم استثمار أجواء الحرية التي ترسخت في المغرب في «المساس بالمقدسات، واستعمال العلم المغربي لأغراض مبيتة ومغرضة، وإهانة شعار المملكة».

واعتبر الحزب أن تحويل النجمة الخماسية التي تتوسط العلم المغربي إلى نجمة داود «ينطوي على توجهات مكشوفة لمعاداة السامية، بشكل يناقض ثوابت البلاد وتوجهاتها كبلد للتسامح والحرية والديمقراطية»، مشيرا إلى ضرورة الالتزام» باحترام مقدسات البلاد ومقوماتها الدينية والحضارية وبروح القانون في سياق العدالة والقضاء».

وبدوره، انتقد حزب «الاتحاد الدستوري» (معارضة برلمانية) بدوره الرسم الكاريكاتوري واعتبره «عملا لا معنى له ولا يشرف مهنة الصحافة». وقال الحزب إن للمغرب ثوابت لا يجب التلاعب بها، وإن «المسؤولين عن هذه الأعمال أشخاص لا يسايرون التطور الديمقراطي الذي يشهده المغرب».

من جهته، قال حزب «التجمع الوطني للأحرار» إن «نشر جزئيات لا تسهم إلا في إفساد الذوق العام، وإلقاء الأضواء على الحياة الخاصة، والتربص بالأشخاص والاعتماد على أخبار الإثارة، لا تخدم الهدف النبيل للصحافة ودورها السياسي والتربوي والتثقيفي». وأضاف بيان صدر أمس عن الحزب أنه «يشجب ويندد بمثل هذه التصرفات التي تُعتبر منافية لقواعد الحرية»، ودعا إلى الوقوف ضد «التوجهات التي تريد استغلال ما ينعم به المغاربة من فضاء كبير للحريات»، مشيرا إلى أن الحزب سيبقى مدافعا عن استقلالية الصحافة.