الأدميرال سميث: الأفغان أنفسهم هم الذين سيهزمون التمرد

مدير الاتصالات في القوات الأميركية لـ«الشرق الأوسط» طالبان تلقت تدريباً في باكستان وتطور عبواتها التفجيرية من معدات بسيطة متاحة في الأسواق

الأدميرال غريغوري سميث
TT

قال الأدميرال غريغوري سميث، مدير الاتصالات في القوات الدولية والأميركية العاملة في أفغانستان، إن الوضع في أفغانستان خطير، لكن ليس في كل المجالات، فهناك تقدم في مجالات عديدة، منها إنشاء الطرق وتوفير مياه الشرب النظيفة والعناية الصحية وتعليم الأطفال في المدارس، خاصة تعليم البنات. وكل هذه المجالات تتقدم وهي توجهات إيجابية للمستقبل. ومع ذلك فهناك الكثير من التحديات، التي تتطلب علاجا سريعا ولا يمكن الانتظار عليها.

وأجاب ردا على سؤال في لقاء ضم مجموعة من الصحافيين العرب بوسط لندن، عن سبب عدم حدوث تقدم في أفغانستان بعد ثماني سنوات من الحرب، بقوله إن «التمرد يزداد، واستغرقنا وقتا أطول مما يجب في تقدير خطورة هذا التمرد. فنحن لم نوفر الموارد الكافية لقواتنا، ولم نتواصل مع الناس كقوات تحالف كما يجب. ويجب علينا أن نعمل وان نفكر بطرق مختلفة. ومن اجل النجاح لا بد من إعادة تفسير المعركة».

وأوضح أن في النهاية لا بد من القول إن الأفغان أنفسهم هم الذين سوف يهزمون التمرد. والنقاط التالية الواجب اتخاذها حيوية. فلا بد من السعي لزيادة حجم القوات الأفغانية من الشرطة والجيش. ولا بد من تحسين فاعليتهم وفاعليتنا من خلال التعامل الفعال والشراكة. ولا بد أيضا من التعامل مع قصور الحكومة في تطبيق سيادة القانون، كما يجب التعامل مع الفساد وتركيز مواردنا وأولوياتنا في المناطق، التي يواجه فيها السكان الخطر الأكبر. علينا أن نظهر عزيمة أكبر. وأضاف للإجابة على السؤال المهم، لماذا نحن في أفغانستان وهي بلد بعيد، نقول إن 11 سبتمبر (أيلول) أحضرنا إلى هنا وان خطر الإرهاب ما زال قائما. وإذا فقدنا الاستقرار في أفغانستان فإن المخاطر سوف تزداد في أن تتخذ منظمات إرهابية دولية مثل القاعدة من أفغانستان منطلقا مرة أخرى. وأفغانستان هي مفتاح الاستقرار في منطقة جنوب آسيا.

وقال ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» من يساعد طالبان؟ بقوله سكان القرى الأفغانية عليهم أن يساعدونا في حل هذه المشكلة. حل المشكلة ليس بإحضار المزيد من العتاد وإنما بتوفير الأمن للمواطنين وإقناعهم بأننا لن نرحل وأننا شركاء لهم، وهناك تدريب من طالبان في باكستان على المتفجرات، وهي معدات بسيطة تستخدم مواد متاحة في الأسواق من نترات الامنيوم أو السماد، وأدوات تفجير وأسلاك بسيطة. ومعظم التفجيرات بالمناسبة تقتل مواطنين أفغان. وعلينا أن ننظر إلى كل مراحل هذه العمليات من توريد وتدريب، ونحن نعمل على ذلك بجد. وأوضح أن الاتصالات متواصلة مع جميع فئات الشعب الأفغاني، وقال نقضي الكثير من الوقت في الجلوس مع الأفغان والاستماع إليهم حول أفضل الطرق والوسائل لحل المشكلات. وهم يقولون لنا كيف نغير من كيفية تنفيذ المهام. ونحن نستمع إلى ذلك ونغير من أسلوبنا. ونجلس ونستمع كثيرا إلى مسؤولي الحكومة وزعماء القبائل وشيوخ القرى. وهم يتفقون فيما يقولونه لنا، ولديهم إحباط من مسألتين رئيسيتين هما: الأولى هي دخول بيوتهم خصوصا أثناء الليل، والثانية هي الغارات الجوية التي تسفر عن ضحايا كثيرين. ونحن نعمل على تغيير هذه الأساليب. ويلاحظ الأفغان ذلك ويشكروننا. وأفاد: في أفغانستان لا تظهر الأمور في العادة كما هي، ونتائج الأفعال التي نقوم بها، مهما كانت بحسن نية، في الغالب ما تكون مختلفة عن توقعاتنا. وكل شيء ننجزه في أفغانستان هو جزء من منظومة معقدة بنتائج متوقعة وغير متوقعة ومرغوبة وغير مرغوبة. ولذلك يجب علينا أن نبدأ بعدم قبول أي من الأفكار المعدة سلفا. وأوضح: «الحقائق الواقعية في أفغانستان تقول، إنها بلد صعب التضاريس بالنسبة إلى الأراضي وأيضا للشعب الأفغاني. وهو مجتمع قبلي بثقافة مختلفة عن تلك التي يعرفها معظمنا. وهناك اختلافات كبيرة داخل البلد، فلا يمكن افتراض أن ما يصلح في مقاطعة يمكن أن يصلح في مقاطعة أخرى». ونقل عن احد كبار السن في أفغانستان قوله: «إن ما نراه في أفغانستان اليوم هي مشاهد من الحقبات التاريخية والنزاعات التي مرت عليه. وما نواجهه الآن في أفغانستان هو مناخ مركب، حيث توجد ثلاث مجموعات متمردة على الأقل، وتتفرع منها عدة مجموعات أخرى مع مجتمع محلي فيه صراعات على القوة، في بلد يعاني من الحروب لمدة 30 عاما». وكان الجنرال الأميركي وقائد قوات حلف الأطلسي في أفغانستان ستانلي ماكريستال دعا إلى تغيير جذري في أساليب الحرب على حركة طالبان الأفغانية. وقال الجنرال الأميركي انه من الخطأ التقليص من حجم الأهداف العسكرية هناك، على الرغم من الهزائم التي تتعرض لها الحملة العسكرية ضد طالبان. وأضاف الجنرال ماكريستال في ندوة بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أول من أمس أن الموقف في أفغانستان «صعب ومتدهور»، حيث تزداد يوما بعد يوم حدة العنف والتمرد هناك، مشيرا إلى أن قوات التحالف واجهت مشكلة كبيرة، وهي عدم قدرتها على تخصيص إمكاناتها ومواردها في إطار زمني محدد الأهداف ضد حركة طالبان.

وأوضح في هذا السياق، انه كان من الضروري أن تكون الحملة العسكرية مجهزة بكافة الموارد اللازمة لإتمام المهمة على الوجه الأكمل، مبينا أن «هناك نقصا في الموارد العسكرية بعملياتنا في بعض المناطق، وكذلك هناك أخطاء وعدم تنسيق في أداء بعض القوات الدولية في مناطق معينة». وأكد الجنرال ماكريستال وقوف قوات التحالف الدولي بجانب الشعب والحكومة الأفغانية «سواء نجحنا أم فشلنا في معركتنا مع حركة طالبان» مشيرا إلى أن قوات التحالف تعتمد على تعزيز الثقة مع الشعب الأفغاني والعمل على حمايته وتجنيب وقوع ضحايا مدنية بين أفراده.