إندونيسيا تناشد العالم مساعدتها.. وعمليات الإنقاذ بطيئة بسبب نقص المعدات

الأمم المتحدة تعلن ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 1100 شخص

إندونيسيون في بادانغ يجلسون على سطح منزل هدمه الزلزال المدمر الذي ضرب جزيرة سومطرة (أ.ب)
TT

وجهت إندونيسيا نداء للحصول على مساعدات دولية أمس، فيما تواصل فرق الإغاثة البحث عن ناجين بين أنقاض المباني وسط انتشار روائح الجثث المتحللة. وجاء ذلك في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة في نيويورك أن 1100 شخص قتلوا في الكارثة. وتقدر الحكومة عدد القتلى بنحو 777 شخصا، إلا أنها قالت إن الرقم يمكن أن يرتفع.

وفي مدينة بادانغ التي دمرها زلزال بلغت قوته 6.7 درجة يوم الأربعاء الماضي، تعمل فرق الطوارئ التي تفتقر إلى التجهيزات على مدار الساعة لانتشال جثث من بين الأنقاض. وفي القرى المحيطة بعاصمة سومطرة الغربية قال ناجون أمضوا يومين في العراء، إنهم يعانون من الجوع والخوف وما زالوا بانتظار أولى بشائر المساعدات الحكومية. وقالت وزيرة الصحة الإندونيسية، سيتي فضيلة سوباري، للصحافيين: «مشكلتنا الرئيسية هي أن الكثير من الضحايا ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض. ونحن نحاول جهدنا انتشالهم». وأضافت: «نحتاج إلى مساعدات من دول خارجية في جهود الإخلاء. نحتاجهم ليزودونا بفرق إنقاذ ذات كفاءة مجهزة بمعدات». كما طلبت من العاملين الطبيين معالجة الضحايا المصابين بجروح خطيرة ويعاني الكثير منهم من كسور في العظام.

وتعهدت العديد من الدول بتقديم المساعدة، إلا أن الطرق المغلقة وخطوط الكهرباء المقطوعة وشبكات الاتصال السيئة تعيق جهود تنظيم عملية إنقاذ واسعة النطاق. وقال سوريادي سويدارمو، الطبيب الجراح في خدمة عربات الإسعاف الطارئة في العاصمة جاكرتا، الذي وصل مع عشرة خبراء مدربين على دخول المباني المنهارة «لا تتوفر لدينا المعدات الملائمة. ليس لدينا حتى كلاب».

وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية «أن قيادة (العمليات) سيئة كذلك، وستعيق جهودنا للإنقاذ».

وسعى الرئيس الإندونيسي، سوسيلو بامبانغ يودهويونو، إلى أن يوحي بأن الحكومة مسيطرة على الوضع بعدما وجهت انتقادات إلى حكومته في استجابتها لكارثة المد البحري (تسونامي)، التي وقعت عام 2004 وأدت إلى مقتل 168 ألف شخص في ولاية اتشيه. وبدأت طائرات محملة بالمساعدات في الوصول، كما توجد العديد من المنظمات الدولية على الأرض وأرسلت حكومات أجنبية من بينها اليابان وسويسرا وألمانيا فرق إغاثة متخصصة، كما أرسلت أموالا. إلا أن العديدين من سكان القرى خارج بادانغ قالوا إنهم لم يتلقوا أي مساعدات. وقال انراليس (40 عاما)، أحد سكان باراك بوروك الواقعة على أطراف بادانغ لوكالة الصحافة الفرنسية «نحن نعيش في خوف من وقوع زلزال أكبر. ونشعر بالغضب لأنه لم تصلنا أي مساعدات... نعاني من الجوع والصدمة».

وأرسلت الولايات المتحدة مساعدة مالية إلى اندونيسيا تقدر قيمتها بنحو 3.3 مليون دولار «فورا من أجل تغطية الحاجات الطارئة». كذلك أرسلت فريقا من المسعفين إلى الجزيرة المنكوبة.

وفيما يعمل عمال الإنقاذ في درجات حرارة مرتفعة، فإن فرص العثور على أحياء من بين الإنقاذ أخذت في التناقص سريعا. وصرح الأمين العام للهلال الأحمر الإندونيسي جازولي امباري لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «بالنظر إلى الوضع الحالي، فإن فرص العثور على أحياء بين الأنقاض قليلة للغاية». وقد تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال الطالبة راتنا كورنيا ساري (20 عاما) من تحت أنقاض مدرستها، بعد 40 ساعة علقت خلالها تحت الأنقاض. وعلى بعد أمتار، تواصل امرأة في العشرين من العمر تدعى نوبا لابيانهو نداءات الاستغاثة، فهي عالقة بين قطع جدران وسقف. وقد انتهت معاناة راتنا بعد يومين من الزلزال الذي بلغت قوته 6.7 درجات ودمر مدرسة برايوغا لتعليم اللغات، حيث كانت تدرس بعد ظهر الأربعاء. وقال الجندي، علي موزر «أخرجتها من هنا، كانت واعية ومصابة بجروح في الساق فقط». ولا يخفي هذا الجندي فرحته بعد ساعات من الجهود لرفع أنقاض المدرسة. والمهمة صعبة، لأن المنقذين يجب أن يعملوا في غياب المعدات اللازمة وتحت ضغط عائلات المفقودين، إلى جانب روائح الجثث المتحللة التي تدل على وجود ضحايا تحت الأنقاض. وقال رجل الإطفاء، ماس ريزال رابيس (30 عاما)، الذي لم يغادر المكان منذ الليل، لوكالة الصحافة الفرنسية، «إن الرائحة الكريهة قوية جدا، لكن علينا أن نتجاهل ذلك. علينا أن نركز على البحث فقط».

وأضاف «اعتقد أننا سننجح في إنقاذ الفتاتين معا»، في إشارة إلى الطالبتين. وقالت ايرفينا هيراواتي (22 عاما) التي كانت تدرس اللغة في هذا المعهد، أن هناك 16 شابة بينهن مدرسة تحت الأنقاض. أما أقرباء المفقودين الذين ينتظرون بقلق، فيشكون من نقص الوسائل التي يملكها المنقذون وبطء وصول التعزيزات. وقالت ارفينا هيراواتي «إنهم بحاجة إلى كلاب ومعدات تقنية للعثور على الضحايا».