تل أبيب تتهم روسيا بمحاربة هجرة اليهود

بعد طرد دبلوماسي إسرائيلي عمل على تهجير اليهود واتهامه بالتجسس

TT

بعد أسابيع قليلة من الزيارات المكثفة لمسؤولين إسرائيليين في موسكو، انفجرت أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين، وبلغت حد طرد دبلوماسي إسرائيلي من السفارة في موسكو بعد اتهامه بالتجسس وردت إسرائيل باتهام روسيا أنها تقيد من حرية اليهود الروس وتحارب هجرتهم إلى إسرائيل.

وتفاقمت هذه الأزمة، أول من أمس، عندما توجه مسؤول في الخارجية الروسية إلى القنصل العام في السفارة الإسرائيلية في موسكو، شموئيل بوليشوك، وأبلغه أن السلطات الروسية تشتبه بأنه يقوم بـ«أعمال تجسس ضد روسيا وغيرها من الأعمال غير القانونية التي تمس بالأمن القومي الروسي». ونصحه بأن يغادر موسكو إلى تل أبيب في أول رحلة طيران. فانصاع للأمر بعد أن تشاور مع وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس، وعاد إلى البلاد.

وحاولت الخارجية الإسرائيلية التخفيف من وطأة هذه الحادثة، فادعت أن بوليشوك لم يطرد رسميا وان هناك اتصالات بين البلدين جارية على قدم وساق لتسوية سوء التفاهم. بيد أن هذا الرد لم يقنع أحدا. وبدا منه أن وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، يحاول تضليل الرأي العام، حتى يغطي على فشله. فهو يتباهى عادة بأنه نجح في تعزيز العلاقات بين إسرائيل وروسيا وان بفضله قام الرئيس شيمعون بيريس بزيارة حميمة إلى روسيا، استقبل خلالها بحفاوة وان بفضله قام رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أيضا بزيارته السرية المشهورة في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى موسكو. واعترف مسؤول إسرائيلي، أمس، بأن هناك مشكلة كبرى. ووجه اتهاما إلى روسيا بأنها تعود إلى أساليب الحكم الشيوعي في زمن الاتحاد السوفياتي وتجدد محاربتها للهجرة اليهودية إلى إسرائيل. ويتضح أن الدبلوماسي المذكور، بوليشوك، هو رئيس تنظيم «نتيف» في روسيا، وهو تنظيم مخابراتي إسرائيلي يعمل منذ عام 1951 في جمهوريات الاتحاد السوفياتي، بغرض تحريض اليهود الروس على نظامهم وإقناعهم بالهجرة إلى إسرائيل. وجاء هذا التنظيم في حينه، ليحل محل تنظيم آخر اسمه «علياه - ب» وهو تنظيم مخابراتي رسمي استخدمته الحركة الصهيونية قبل قيام إسرائيل لتحريض يهود الدول العربية على دولهم وحثهم على الهجرة لإسرائيل، بمختلف الطرق القانونية وغير القانونية.

واعترف أحد الرؤساء السابقين لهذا التنظيم، تسفي مجين، بأن «نتيف» كان تنظيما مخابراتيا قتاليا في آن، وقال انه لم يعمل بشكل مخابراتي تقليدي، بل كان أخطر من أي جهاز مخابرات آخر. وأضاف في لقاء له مع صحيفة «هآرتس» أن المخابرات عموما تعمل على جمع المعلومات. ولكن هذا التنظيم أقدم على مهمة إضافية خطيرة، هي: «التحريض على الاتحاد السوفياتي والعمل على إسقاطه. ولهذا فإنه كان أخطر من المخابرات ودوره زاد على حد التجسس. ويكشف مجين أنه حاول تحويل «نتيف» إلى تنظيم دولي، يعمل داخل عشرات الدول التي يوجد فيها يهود ولا تستطيع إسرائيل ترحيلهم إليها. وقرر البدء بذلك في الأرجنتين، لكن الوكالة اليهودية منعت ذلك، قائلة إن هذا النشاط يخرب على جهودها في جلب اليهود إلى إسرائيل. فأجهضت الفكرة.

يذكر انه منذ انهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1989 ويدور في إسرائيل نقاش حول جدوى هذا التنظيم. وقد تم تقليص نشاطاته إلى الحد الأدنى، وبعد أن كان يشتغل فيه أكثر من ألف شخص يتلقون مرتبات مهنية جيدة، أصبح عددهم 60 شخصا فقط.