عريقات: نريد مفاوضات الوضع النهائي والطرف المعرقل هو الاحتلال الإسرائيلي

مسؤول ملف الشرق الأوسط السابق: لن يقبل أي مسؤول وقفه 100%

TT

أنجز مبعوث السلام الأميركي في الشرق الأوسط جورج ميتشل، اجتماعاته مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين، كل على حدة، هذا الأسبوع ليعود مجددا للمنطقة الأسبوع المقبل، سعيا للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين، قبل منتصف الشهر الحالي، موعد تقديم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، تقريرا للرئيس الأميركي باراك أوباما حول القضية. وبعد لقاءاته مع الوفد الإسرائيلي، أجرى ميتشل مشاورات مطولة مع رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اختتمها صباح أمس، دون أن ينجح في إزالة العقبات أمام استئناف المفاوضات المباشرة. ورفض عريقات تحميل السلطة مسؤولية عرقلة استئناف المفاوضات بسبب مطالبتها وقف الاستيطان، قائلا إن هذا ما يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإيحاء به. وقال عريقات «نحن نريد مفاوضات الوضع النهائي، نسعى لاستئنافها ولا نقف عائقا أمامها، الطرف المعرقل هو الطرف الذي يجحف في مسار المفاوضات قبل أن تبدأ مثل المستوطنات واستملاك الأراضي وهدم البيوت وتهجير السكان، والطرف الذي يخالف القانون الدولي هو الاحتلال الإسرائيلي». وفي تصريحات للصحافيين عند خروجه من اجتماع دام أربع ساعات مع ميتشل في مقر وزارة الخارجية الأميركية امتنع عريقات عن الحديث مباشرة عن إمكانية بدء المفاوضات المباشرة من دون أن توقف إسرائيل نشاطها الاستيطاني، الأمر الذي اعتبر في السابق شرطا أميركيا وعربيا. ولكن يؤكد المسؤولون الأميركيون أن وقف النشاط الاستيطاني أمر مطلوب وأنهم لم يغيروا موقفهم من المستوطنات التي تعتبر خرقا للقانون الدولي. وردا على سؤال حول المستوطنات، قال عريقات: «تجميد الاستيطان بما فيه النمو الطبيعي بما يشمل القدس والتزام إسرائيل بخريطة الطريق، هذا ليس شرطا فلسطينيا، هذا التزام على إسرائيل وأن تعلم معنى اصطلاح التزام». واعتبر اليوت ابرمز، الذي تولى ملف الشرق الأوسط لسنوات طويلة في مجلس الأمن القومي في إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، أن «الأمور لا تسير بشكل جيد». وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «اجتماع الرئيس أوباما مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ونتنياهو أضعف عباس لأنه جاء بعد أن ربطت الإدارة الأميركية اللقاءات المباشرة بحل قضية الاستيطان ولكن غيرت موقفها وفرضت على عباس تغيير موقفه، وكان ذلك محرج له». وأضاف: «الفلسطينيون ما زالوا يقولون إنهم لن يجروا مفاوضات من دون تجميد ولكن لدينا مفاوضات حول المفاوضات، من الصعب أن يشعر أحد بالتفاؤل إزاء ذلك».

وقال ابرامز، إن «أوباما أساء فهم السياسة الإسرائيلية، فلن يكن هناك أبدا رئيس وزراء يقبل بتجميد 100 في المائة للاستيطان، وإذا سألوا دنيس روس لقال لهم ذلك، ولكن لم يستشيروه حينها». وأضاف: «خطأ أوباما في التركيز على قضية المستوطنات.. حاولت إدارة بوش العمل على تحديد النمو ومنع إسرائيل من مصادرة شبر جديد من الأرض الفلسطينية ولم تستطع». وتابع أن «الضغط على الدول العربية لاتخاذ خطوات تجاه إسرائيل كان خطأ أيضا، لأنه خلق جوا سلبيا أيضا بدلا من البناء على جو إيجابي».