رئيس هيئة حقوق الإنسان: مبادرات خادم الحرمين الشريفين تدعو العالم لأن يعمل على شكل فريق واحد لخدمة البشرية

ممثلة سويسرا في المقر الأوروبي للأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: المبادرة تشكل أهمية بالغة.. ونتطلع إلى دور أكبر لها

TT

أكد الدكتور بندر العيبان، رئيس هيئة حقوق الإنسان في السعودية، أن مبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومشاريعه الإنسانية والعلمية المتواصلة، أتت لتشكل دعوة واضحة إلى أن يجتمع العالم على شكل فريق واحد همه الأول خدمة البشرية، وإسعادها.

وقال العيبان في حديثه لصحافيين، أمس، في جنيف بمناسبة اختتام فعاليات مؤتمر «مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار وأثرها في إشاعة القيم الإنسانية» إن نتائج ما يدعو إليه خادم الحرمين الشريفين من خلال مشاريعه ومبادراته المتعددة على المستوى الإقليمي والعالمي، تصب في مصلحة البشرية وضمان مستقبل أكثر إشراقا، في وقت بات الجنس البشري في جميع أنحاء الأرض أكثر حاجة للحوار والانفتاح على الآخر، لتخطى الكوارث والأزمات.

ورأى العيبان، أن النتائج التي توصل إليها مؤتمر مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الأديان، الذي اختتم أعماله أول من أمس، من شأنها عقد مزيد من الاجتماعات والندوات، ودعوة المفكرين والعلماء إلى أن يجتمعوا ويعرضوا ما لديهم على كل الصعد والمجالات، وطرح ما توصلوا إليه من إنجازات، ومشاركة بعضهم البعض في الرقي بمجالات الحياة المختلفة، سواء اجتماعية أو تعليمية أو اقتصادية أو إنسانية أو بيئية، وذلك بما يحقق خدمة الجنس البشري وإسعاده على وجه المعمورة.

وأوضح رئيس هيئة حقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط» أن جميع المشاركين في المؤتمر، تحدثوا عن خصوصية هذه المبادرة، وأنهم كانوا يتحدثون بإيمان كبير على أن الحوار هو الحل، وأنه منحهم فرصة التعرف على بعضهم البعض وتقريب وجهات النظر في ما بينهم والتطرق للقضايا العالمية المختلفة التي تؤلمهم وتسعدهم في آن واحد، مثمنين جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

من جهتها أوضحت موريل بيرست، ممثلة سويسرا في المقر الأوروبي للأمم المتحدة، التي ألقت كلمة الدكتور هانس رودلف ميرز، رئيس الاتحاد السويسري خلال افتتاح المؤتمر، لـ«الشرق الأوسط» أن بلادها ترحب بمبادرة حوار الأديان والثقافات، معتبرة أن الحوار بين الأديان أمر يشكل أهمية بالغة خصوصا في الوقت الراهن.

وأعربت موريل عن أملها في أن تحقق توصيات مؤتمر«مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار وأثرها في إشاعة القيم الإنسانية» نتائج إيجابية وملموسة، وأن تتخذ المبادرة دورا أكبر في المستقبل لنشر الحوار والتعايش السلمي بين أتباع الديانات، مؤكدة دعم بلادها للمبادرات السلمية، وأن سويسرا بلد مهتم بالحقوق الإنسانية ولقاء أتباع الأديان.

وقالت موريل بيرست إن سويسرا بلد يحتضن الكثير من مبادرات الحوار سواء بين الثقافات المختلفة أو الأديان، مشيرة إلى عقد حوارات كثيرة في بلادها بين من يعيش فيها من مسلمين ومسيحيين ويهود، مضيفة أن حكومتها شاركت في تحالف الحضارات، وأنها من ضمن أعضاء جماعات أصدقاء تحالف الحضارات، مشيرة في الوقت ذاته إلى الخبرة الطويلة لبلادها في مجال التعايش الجماعي لمختلف الطوائف والثقافات على أرض واحدة على الرغم من اختلاف لغاتهم، ومذاهبهم.

وهنا عاد العيبان ليبدي أمله في أن تترجم توصيات مؤتمر جنيف، إلى مشاريع قابلة للتنفيذ ومشاريع في الإمكان التعاون حولها، والسعي إلى إقامة الندوات والمؤتمرات لكيفية تنفيذ هذه المشاريع.

وتطلع العيبان إلى أن تقوم الجامعات في كل مدن العالم بالدعوة للتأكيد على أن المنجزات العلمية، وأنها ليست حكرا على أحد، حيث يجب أن يشترك فيها علماء العالم من جميع أنحاء الأرض، وأن تلتقي جهود العلماء على ما يخدم الإنسانية في مواجهة المرض من أبحاث ودراسات وإنجازات، سواء كان مواجهة أمراض السرطان أو الإيدز أو الأوبئة المختلفة.

وأضاف أن دعوة خادم الحرمين الشريفين للتعاون والحوار تتضمن في طياتها رسالات إنسانية تكمن في معالجة المشكلات الإنسانية المختلفة مثل الجوع والمرض والفقر والكوارث والأزمات، الأمر الذي يشكل نقطة بداية لأن تلتقي الجامعات المختلفة في العالم، وأن يتحاور علماؤها ومفكروها مع بعضهم البعض لإنقاذ البشرية من الأزمات الإنسانية ومشكلات الفقر والجوع من خلال تطوير آلياتهم ووسائلهم وعرض آخر ما توصلوا إليه وتقاسم الهم العالمي بشكل جماعي.

وذكر العيبان أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بدأ بنفسه، وأن المسؤولية الآن أصبحت مفروضة على الجميع من قادة العالم والعلماء والمفكرين بأن يحذوا حذو خادم الحرمين الشريفين، تجاه بناء عالم إنساني يسعى إلى السيطرة على الأزمات والكوارث والتخفيف من وطأة الحروب وإنهائها، والقضاء على ظاهرة التصادم واللجوء إلى التشدد، من أجل تحقيق نمو مستدام لجميع المجتمعات.

من جهة أخرى، قال الدكتور عبد الله التركي، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، إن مؤتمر «مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الأديان والثقافات وأثرها في إشاعة القيم الإنسانية»، حقق نتائج إيجابية، مؤكدا أن الجهود ماضية على قدم وساق لمتابعة توصياته والتنسيق مع الجهات المختصة والمعنية بها.

وبين التركي خلال مؤتمر صحافي احتضنته العاصمة السويسرية جنيف، أول من أمس، بمناسبة اختتام أعمال مؤتمر «مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الأديان والثقافات وأثرها في إشاعة القيم الإنسانية»، أن توصيات المؤتمرات ونتائجها مرتبطة بالأبحاث التي تقدم في موضوعات ومحاور نقاش المؤتمر وما يجري عليها من تعليقات.

وأكد أمين رابطة العالم الإسلامي حرصه على بذل الجهود الرامية لتحقيق ما يطمح إليه خادم الحرمين الشريفين في ابتعاد برامج مبادرة حوار الأديان عن القضايا السياسية، ملمحا إلى عدم رضاه عما أثاره بعض المشاركين للقضايا السياسية خلال جلسات المؤتمر، حيث أوضح أن النزاع السياسي والخلاف السياسي ينحصر بين أطرافه السياسية سواء كانت دولا أو أقليات أو جماعات، وأن ما أثير ليس بالطريقة لحل مثل تلك القضايا، في حين أن العاملين على المؤتمر يحرصون على وضع المبادئ والأسس الصحيحة وتعزيز القيم المشتركة.

وكشف الدكتور عبد الله عن أن رابطة العالم الإسلامي تعمل على إيجاد وسائل وقنوات إعلامية خاصة بها تهتم بنشر ثقافة الحوار، وجميع أنشطتها الثقافية والفكرية، مشيرا إلى أهمية التنسيق والتكامل بين وسائل الإعلام المختلفة لتوحيد القضايا وإيجاد برامج مشتركة على المستوى العالمي.

وخلص التركي إلى أن حوار الأديان يهتم وبشكل أساسي بإصلاح الإنسان فيما يتعلق بتصوراته عن الآخرين، مبينا أن صلاح الإنسان يقلل من انتشار المشاكل والحروب في العالم، والتي قال إنها مبنية على قرار أصدره الإنسان، كما أن سباق التسلح مصدره الأساسي أيضا هو قرار بشري. وزاد أن ذلك هو ما يدفعنا للتركيز على القيم والرؤية الشمولية للإنسانية بشكل عام، وأن أي ثقافة عامة ستؤثر بلا شك على أصحاب القرار، لافتا إلى أن الأكثرية في العالم أصبحت حياتهم مادية، ولا يرون وجوب التعامل مع الآخرين بمنظار العقل بل منظار المصلحة، وهو الأمر الذي أصبح يتحكم في علاقات الناس مع بعضهم البعض، بينما الأصل الصحيح الذي أكدت عليه جميع الرسالات السماوية يكمن في التعاون مع الآخرين، وإقامة والعلاقات على أساس العدل والتعايش السلمي.