براون يوافق على إجراء مناظرات تلفزيونية مع زعيم المعارضة قبل الانتخابات

للمرة الأولى في تاريخها تتبع بريطانيا الطريقة الأميركية

TT

بعد تردد ورفض طويلين، وافق رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون على المشاركة في مناظرات تلفزيونية على الطريقة الأميركية، مع خصميه السياسيين الأساسيين، زعيمي حزب المحافظين دايفيد كاميرون وحزب الديمقراطيين الليبراليين نيك كليغ، قبل الانتخابات العامة المفترض إجراؤها قبل بداية يونيو (حزيران) المقبل. وبهذا تنضم بريطانيا للمرة الأولى في تاريخها إلى التقليد الأميركي المتبع بين المرشحين لرئاسة الجمهورية باعتماد مناظرات تلفزيونية. وقال براون على صفحة حزب العمال الالكترونية، إنه يريد المشاركة في مناظرات حول مواضيع مختلفة تتضمن الاقتصاد، نقطة قوته، والسياسة الخارجية. وفور موافقة براون التي طال انتظارها، تقدمت كل من الـ«بي بي سي» والـ«آي تي في» و«بي سكاي بي»، ثلاث من كبريات المحطات التلفزيونية البريطانية، بطلب مشترك لاستضافة وإدارة ثلاث مناظرات بين الزعماء الثلاثة. وكان كاميرون وكليغ قد عبرا عن موافقتهما على المشاركة في المناظرات منذ فترة. إلا أن براون الذي كان مترددا في الموافقة على المشاركة بالمناظرات، قال أمس في رسالة لأعضاء حزبه العمال: «اعتقد انه من الصحيح أن تناقش الأحزاب القضايا ليس فقط في البرلمان ولكن في أي ساحة ويمكن للشعب أن ينضم إلى المناقشات». ويحاول براون جهده لإعادة ثقة الناخبين بحزب العمال قبل الانتخابات العامة، علما بأن استطلاعات الرأي تظهر تأخره بأكثر من 15 نقطة عن حزب المحافظين. ويواجه براون منذ فترة شكوكا حول قيادته، وطالبه بعض أعضاء حزبه قبل بضعة أشهر بالتنحي للسماح بانتخاب زعيم جديد للحزب قد يحسن حظوظ الحزب للفوز بولاية رابعة في الانتخابات المقبلة.

ودائما ما يطالب قادة المعارضة في بريطانيا بإجراء مناظرات تلفزيونية قبل الانتخابات العامة، وعلى الرغم من أن هذا الأمر يعتبر تقليدا في الولايات المتحدة يجمع المرشحين للرئاسة، فإن بريطانيا لم تعتمد هذا التقليد أبدا. وكان رئيس الوزراء السابق توني بلير، وزعيم حزب العمال الذي قاد حزبه إلى ثلاثة انتصارات متتالية، قد رفض أن يشارك بمناظرات عندما كان في السلطة. وكان براون يناقش في تبريره لرفضه أن وضع الولايات المتحدة مختلف لأن الرؤساء ينتخبون مباشرة من الشعب، بينما في بريطانيا يصوت الشعب لنواب الحزب، ويتسلم زعيم الحزب الفائز حكما رئاسة الوزراء. وكان يبرر أيضا عن الحاجة لإجراء المناظرات، بأنه يخضع لجلسة أسبوعية من الاستجواب في مجلس العموم، وهو أمر كاف.