الصومال: مسلحون يطلقون سراح 3 رهائن أجانب بينهم أميركي بعد احتجاز دام 3 أشهر

القراصنة يستولون على سفينة صيد إسبانية وعلى متنها 36 بحارا.. واغتيال أحد قادة الحزب الإسلامي

TT

أفرجت ميليشيات صومالية أمس عن ثلاثة موظفين أجانب كانوا يحتجزنهم في جنوب غربي الصومال منذ 3 شهور، فيما لم يتم الكشف بشكل رسمي عن حجم الفدية التي دفعها للميليشيات الخاطفة مقابل إطلاق سراح المخطوفين.

والموظفون الأجانب الثلاثة الذين تم الإفراج عنهم هم أميركي وباكستاني وزيمبابوي، كانوا يعملون لصالح منظمة فرنسية تدعى، آكشن أغينست هانغار، وتعمل في مجال التغذية ومكافحة الجوع في كينيا وأجزاء من الصومال. وتم اختطافهم من بلدة «مانطيرا» الواقعة على الجانب الكيني من الحدود الصومالية الكينية في 17 يوليو (تموز) الماضي، حيث تم نقلهم إلى داخل الحدود الصومالية في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، إلا أن هذه الجماعات المعارضة نفت ضلوعها في حادث اختطاف عمال الإغاثة، كما لم تعلن الميليشيات الخاطفة عن انتماءاتها.

وأكد مسؤولون من جماعة الحزب الإسلامي المعارض التي تسيطر على المناطق الحدودية بين الصومال وكينيا نبأ الإفراج عن الأجانب الثلاثة، وقال الشيخ عبد الرزاق القيادي في الحزب الإسلامي في مدينة «لوق» الواقعة على المثلث الحدودي بين الصومال وكينيا «تم الإفراج عن العمال الثلاثة، وتم نقلهم أيضا إلى نيروبي بطائرة خاصة». وأضاف: «الميليشيات الخاطفة جاءوا إلينا في مدينة لوق، وطلبوا منا استخدم مطار المدينة لنقل الرهائن إلى كينيا، وقبلت الإدارة طلبهم، وعملنا على تأمين نقل الموظفين الثلاثة إلى كينيا».

ولم يتم الكشف بشكل رسمي عن حجم الفدية التي دفعت للميليشيات الخاطفة مقابل إطلاق سراح المختطفين الثلاثة، إلا أنه يعتقد أن عملية الإفراج تمت بعد دفع مبالغ مالية إلى الخاطفين، حيث أعلنت هذه الميليشيات في وقت سابق من أغسطس (آب) الماضي أنها تطالب بفدية مالية مقابل الإفراج عن الرهائن الأجانب، من دون أن تكشف آنذاك عن حجم الفدية التي تطلبها. وعادة ما تتم عمليات الخطف التي تستهدف عمال الإغاثة التابعين لوكالات الغوث الغربية بسبب دوافع مالية.

وكانت مفاوضات سرية تجري مع الخاطفين عبر وسطاء محليين. وشهدت البلدات الواقعة على الحدود الصومالية ـ الكينية سلسلة اختطافات استهدفت موظفين أجانب تابعين لوكالات الغوث الغربية، واعتادت الميليشيات الصومالية عبور الحدود الكينية وخطف موظفين أجانب من هناك، ونقلهم إلى داخل الصومال. وكانت ميليشيات صومالية أخرى قد أطلقت في أغسطس الماضي سراح 4 من عمال هذه المنظمة نفسها بعد احتجاز دام 9 أشهر، إضافة إلى طيارين كينيين اختطفا معهما. ولا يزال أكثر من 10 من الموظفين الأجانب مختطفين لدى ميليشيات صومالية مجهولة.

على صعيد آخر، اختطف قراصنة صوماليون سفينة إسبانية لصيد الأسماك. ووقعت عملية الاختطاف على مسافة تبعد 740 كيلومترا شمال سواحل جزر سيشل، وهي منطقة بعيدة عن مناطق هجمات القرصنة الصوماليين في الفترة الأخيرة، وكان على متن هذا الزوق الإسباني الذي يدعى «الاكرانا» طاقم يبلغ عدد أفراده 36 بحارا. وأكد أحد القراصنة (مصدر في معقلهم بمدينة «حراطيري» بوسط الصومال) نبأ خطف الزورق الإسباني، وقال «خطف أصدقاؤنا زورق الصيد وطاقمه من المياه قبالة مدينة كيسمايو بأقصى جنوب الصومال، وإنهم الآن في طريقهم إلى سواحل حراطيري، ولا يمكن للسفن الحربية في مياه الصومال أن توقفنا، أو تعترض مسيرة الزوق المخطوف حتى يصل إلى منطقتنا». ويواصل القراصنة الصوماليون هجماتهم على الرغم من الدوريات التي تنفذها السفن الحربية الأجنبية المتعددة الجنسيات في المياه قبالة سواحل الصومال وخليج عدن. وكانت هجمات القرصنة قد انخفضت نسبيا خلال الشهرين الماضين بسبب هبوب موجات من الرياح الموسمية، لكن هجماتهم عادت إلى الارتفاع مرة أخرى بعد هدوء الرياح.

وفي مدينة بلدوين عاصمة إقليم هيران بوسط الصومال (350 كم شمال العاصمة مقديشو) اغتال مسلحون مجهولون أحد قادة الحزب الإسلامي في بلدوين ويدعى معلم أدم صلاد، وهو مسؤول الدعوة والتعبئة للحزب في مدينة بلدوين، وكان هذا المسؤول قد انشق أخيرا عن الحكومة الانتقالية مع رئيس سلطات المحاكم في هيران الشيخ عبد الرحمن معو، حيث انضما معا إلى الحزب الإسلامي. وتأتي عملية اغتيال القيادي من الحزب الإسلامي في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين الفصيلين المعارضين، الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين، ولم تعلن حتى الآن أي جهة مسؤولية اغتيال هذا القيادي، كما أن الحزب الإسلامي لم يوجه أصابع الاتهام إلى جهة معينة.