أوروبا تتنفس الصعداء.. بعد تصويت آيرلندا بـ«نعم» على معاهدة لشبونة

رئاسة الاتحاد الأوروبي: يوم سعيد لأوروبا

احتفالات في دبلن بعد صدور نتائج التصويت على معاهدة لشبونة (أ.ب)
TT

تنفست أوروبا الصعداء أمس، مع صدور نتائج تصويت آيرلندا على معاهدة لشبونة، التي تحل محل الدستور الموحد للاتحاد الأوروبي، وصوت الآيرلنديون بـ«نعم» على المعاهدة التي لم تكن لتدخل حيز التنفيذ لو أن جاء التصويت الآيرلندي سلبيا، مما يذلل عقبة أمام تطلعات الاتحاد لزيادة نفوذه العالمي. وصوت 67.1 في المائة من الآيرلنديين بـ«نعم» على معاهدة لشبونة، بينما رفضها 32.9 في المائة، وبلغت نسبة الإقبال على التصويت 58 في المائة، بحسب النتائج الرسمية التي صدرت عن دبلن بعد ظهر أمس. ووصفت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي يوم أمس، بعد صدور نتائج التوصيت، بأنه «يوم سعيد لأوروبا». وقال رئيس الوزراء السويدي، فردريك رينفيلد، الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) في بيان «اليوم يوم سعيد لأوروبا»، مضيفا «أن الطريق كان طويلا. والآن ستعمل الرئاسة بنشاط على الوصول إلى نهايته». وكانت آيرلندا قد رفضت المعاهدة العام الماضي، وقد أدى تصويت الآيرلنديين البالغ عددهم ثلاثة ملايين شخص بالرفض إلى وقف تطبيق المعاهدة، إلا أن السلطة وافقت على طرح المعاهدة للاستفتاء مرة جديدة بعد إعطائها ضمانات بالحفاظ على خصوصيتها في قضايا تهمها. وتؤثر موافقة الآيرلنديين بعد عام من رفضهم الميثاق على بولندا وجمهورية التشيك وتضغط عليهما لتسيران على خطى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي أيدت المعاهدة، التي تهدف إلى تسهيل عملية صنع القرار في الاتحاد الذي يضم الآن 27 دولة. وكانت آيرلندا البلد الوحيد في الاتحاد الأوروبي التي أجرت استفتاء شعبيا على المعاهدة، فيما صدقت باقي الدول عليها في برلمانها.

وقال وزير الخارجية الآيرلندي، مايكل مارتن، للإذاعة الوطنية في آيرلندا: «أنا سعيد من أجل البلد. يبدو انتصارا مقنعا للفريق المؤيد للمعاهدة هذه المرة». وقال ديكلان جانلي، زعيم مجموعة «ليبرتاس» المعارضة للمعاهدة، لصحافيين في المركز الرئيسي لفرز الأصوات في دبلن: «هذا فوز مقنع للغاية. بالطبع أشعر بخيبة أمل وأعتقد أننا ارتكبنا خطأ». وقال ريتشارد غرين، وهو متحدث باسم مجموعة «كوير»، التي تعارض المعاهدة: «يبدو أنه استفتاء بنعم. أود أن أتوجه بأسفي لكل أهلنا الذين بذلوا جهداً كبيراً، لأنهم يحبون بلدهم» . وأضاف: «نشعر بخيبة أمل كبيرة، لأن صوت الشعب لم يسمع للمرة الأولى».

وأثنى رئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروسو، على قرار الآيرلنديين، وقال إن تصويتهم الايجابي يظهر إرادتهم بأن يكونوا عضوا مخلصا للاتحاد الأوروبي. وهنأت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الآيرلنديين بموافقتهم على المعاهدة، وقالت أمام الصحافيين خلال مراسم الاحتفال الرئيسية بمناسبة يوم الوحدة الألمانية في مدينة زاربروكن غرب ألمانيا: «أريد أن أهنئ الشعب الآيرلندي بنتيجة الاستفتاء، وأهنئ زميلي براين كوين.. إنها خطوة مهمة في طريق معاهدة لشبونة، وينبغي أن أقول: ألمانيا سعيدة جداً في يوم الوحدة الألمانية بنتائج الاستفتاء».

وفي بريطانيا، رحب رئيس الوزراء، غودرن براون، بنتائج التوصيت. وقال إن التصويت الايجابي أمر «جيد لبريطانيا ولأوروبا». وسيواجه زعيم حزب المحافظين المعارض دايفيد كاميرون، الذي يتقدم حزبه باستطلاعات الرأي للفوز بالانتخابات العامة المقبلة المزمع إجراؤها قبل بداية يونيو (حزيران) المقبل، ضغوطا للتصريح في ما إذا كانت حكومة من المحافظين ستطرح المعاهدة نفسها على الاستفتاء الشعبي. ويعارض حزب المحافظين اندماج بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.