4 آلاف شخص تحت الأنقاض في إندونيسيا والمساعدات الدولية بدأت بالوصول

إعصار «بارما» يصل إلى الفيليبين وقوته أخف مما كان متوقعا

TT

في وقت بدأت المساعدات الدولية تصل إلى المناطق المنكوبة في إندونيسيا، أعلن مسؤول من الأمم المتحدة في جاكرتا أمس، أن حوالي أربعة آلاف شخص ما زالوا على الأرجح مطمورين تحت الأنقاض نتيجة الهزة الأرضية القوية التي ضربت الأربعاء الماضي جزيرة سومطرة الإندونيسية. وقال المصطفى بن المليح، منسق المساعدة الإنسانية، التي تقدمها الأمم المتحدة في اندونيسيا: «نقدر أن ما بين ثلاثة إلى أربعة آلاف شخص ما زالوا عالقين أو مطمورين تحت الأنقاض».

وتحدثت السلطات الإندونيسية حتى الآن عن 777 قتيلا، لكن الأمم المتحدة قدرت عدد الضحايا بـ1100. وأضاف بن المليح «عادة ما نعتبر أن المدة القصوى التي يبقى خلالها شخص مطموراً جراء هزة أرضية، على قيد الحياة، هي خمسة أيام».

وعلى الرغم من جهود الإغاثة الضخمة لإنقاذ ضحايا الزلزال المدمر الذي هز إندونيسيا، لم يبدأ رجال الإنقاذ في الوصول إلى بعض القرى المنكوبة إلا بعد ثلاثة أيام من وقوع الزلزال. ومن المقرر وصول إمدادات جديدة إلى مطار جاكرتا الرئيسي لنقلها إلى منطقة الكارثة التي تقع على بعد 915 كيلومترا شمال غربي عاصمة جزيرة سومطرة. كما يجري أيضا شحن مساعدات من ميناء تانجونج بريوك في العاصمة.

وتدفقت جهود المساعدات الدولية على إندونيسيا أمس، وقالت وزارة الدفاع الأسترالية إن سفينة تابعة لأسطولها في طريقها إلى سومطرة وعلى متنها مستشفى متنقل يضم 40 سريرا ومزود بإمكانات جراحية إلى جانب طائرات هليكوبتر من طراز سي كينج. وقال تيستوس، وهو عامل في الصليب الأحمر الإندونيسي بمركز للمساعدات بوسط بادانغ، إنهم حصلوا الآن على نصف ما هم بحاجة إليه. وأضاف: «نحتاج أيضا لمياه شرب وملابس، لأن ملابس الكثيرين احترقت في النيران». كذلك أعلنت البحرية الأميركية إرسال مساعدة عاجلة من فرق الإغاثة والمواد الغذائية إلى ساموا الأميركية وإندونيسيا والفيليبين التي أصيبت بأضرار بليغة جراء الكوارث الطبيعية في الأيام الأخيرة. وذكر الأدميرال تيموتي كيتينغ، قائد القوات الأميركية في آسيا- المحيط الهادئ في هاواي، أن هذه المساعدة «الكبيرة» «في طريقها» إلى تلك المناطق أو أنها «وصلت». وأضاف الأدميرال كيتينغ، أن خمس طائرات سي-17 تنقل فرق إغاثة ومواد غذائية وآليات هبطت في ساموا الأميركية، وهي أرخبيل في المحيط الهادئ ضربه صباح الثلاثاء الماضي تسونامي أسفر عن 164 قتيلا، كما أفادت الحصيلة المؤقتة التي صدرت الجمعة. ووصلت إلى الأرخبيل أيضا فرقاطة للبحرية الأميركية وعلى متنها مروحيتان لنقل المساعدات وتقدير الأضرار الناجمة عن تسونامي. من جهة أخرى، ترسو سفينتان برمائيتان للبحرية الأميركية قبالة مانيلا العاصمة الفيليبينية. وقد ضرب إعصار «بارما» القوي الطرف الشمالي الشرقي للفيليبين أمس، مطيحا بأسقف المنازل ومقتلعا الأشجار، لكن لم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا. وتنقل السفينتان مئات الجنود الأميركيين المستعدين لتقديم المساعدة إلى السكان. وأعلن الأميرال كيتينغ أخيرا أن طائرة عسكرية سي-130 هبطت مع معدات الإغاثة في إندونيسيا.

وبدأ رجال الإنقاذ، الذين ارتدى كثيرون منهم كمامات بسبب رائحة الجثث المتعفنة خلال عملهم في حرارة استوائية، في الانتشار من بادانغ إلى بعض من أسوأ المناطق المتأثرة والمحيطة بها. وأظهرت مشاهد تلفزيونية من باريامان انهيار سفح جبل بأكمله، حيث كان يوجد عدد من القرى. وفي بادانغ يعتقد أن ثمانية أشخاص ما زالوا محاصرين تحت أنقاض فندق أمباكانج المنهار الذي يعود تاريخه إلى حقبة الاستعمار الهولندي. وتقوم فرق إنقاذ دولية تضم كلابا مدربة من اليابان وسويسرا بدعم محاولة إنقاذ هؤلاء الأشخاص. وقال ضابط في الجيش يشارك في عملية الإنقاذ في مكان الفندق: «نعتقد أن هناك ثمانية أشخاص أحياء. وقد أرسل أحدهم رسالة نصية عبر الهاتف المحمول لأحد أقاربه في قريته». وقال المسؤول إن الرسالة النصية طلبت النجدة ووجهت نداء أيضا لرجال الإنقاذ مفادها: «كونوا حذرين حتى لا تسبب معدات الحفر في انهيار المبنى فوقنا».

ويعتقد أن هؤلاء الأشخاص محاصرون في الطابق السادس وتقوم فرق الإنقاذ بحفر نفق بين الأنقاض في محاولة لإنقاذهم. وتفقد الرئيس الإندونيسي، سوسيلو بامبانج يودويونو، المنطقة المنكوبة أول من أمس، وقال إنه سيتم تخصيص 10 ملايين دولار لعمليات الإغاثة على وجه السرعة. وقال يودويونو: «مبلغ المائة مليار روبية الذي جرى تخصيصه يجب أن يتدفق من دون قيود روتينية. هذه حالة طارئة والسرعة مهمة». وقالت وزيرة الصحة الإندونيسية إن حجم الدمار على ما يبدو لم يصل إلى الحد الذي كان يخشى منه في البداية، لكنها أضافت أن عدد القتلى قد يظل يقدر في الحد الأدنى من الآلاف.

وبدأ حجم الدمار يظهر في مناطق أبعد خارج بادانغ، وأظهرت صور تلفزيونية قرى طمست انهيارات أرضية معالمها وناجين يشربون عصارة حبات جوز الهند بعد تلوث مصادر المياه في المنطقة. وقالت سيتي أرمايني، وقد جلست أمام منزلها المدمر في باريامان الواقعة على بعد 40 كيلومترا شمال بادانغ والأقرب إلى مركز الزلزال، لوكالة رويترز: «لم نحصل على شيء. نحن بحاجة لغذاء وكساء وأغطية وحليب. يبدو أن الحكومة نسيتنا». وفي الفيليبين، ضرب الإعصار «بارما»، الطرف الشمالي الشرقي للبلاد، وقال مسؤولون إن الإعصار، وهو أقوى إعصار يضرب الفيليبين منذ 2006، ربما لم يكن مدمرا كما كان متوقعا منذ وصوله إلى اليابسة في مقاطعة كاجايان ذات الكثافة السكانية المنخفضة وإنه سيضعف. وجلب الإعصار بارما أمطارا على طول جزيرة لوزون الرئيسية، لكن ليس بالكمية التي كانت متوقعة، خاصة على الساحل الغربي، حيث قتلت فيضانات سببها الإعصار كتسانا الأسبوع الماضي في مانيلا وخارجها قرابة 300 شخص. ورفعت في مانيلا إشارة لهبوب عاصفة ليلة أول من أمس، لكن مسؤولين نصحوا قرابة نصف مليون شخص يعيشون في ملاجئ بعدما دمرت الفيضانات منازلهم بالبقاء في الداخل. وقالت الرئيسة الفيليبينة، جلوريا ماكاباجال أرويو، في كلمة بثها التلفزيون الوطني: «لا يزال هناك احتمال بسقوط أمطار. نطلب من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم البقاء لمدة ليلة أخرى في مركز الإيواء».