أنباء عن مقتل حكيم الله محسود زعيم طالبان الباكستانية الجديد

انتكاسة قوية للجماعات الأصولية > باكستان تعد هجوما على طالبان وتراقب قتالا داخل الحركة

حكيم الله مسعود في مؤتمر صحافي قبل مقتله (إ ب أ)
TT

قال مسؤولون أول من أمس، إن وكالات المخابرات الأميركية تعتقد أن القائد الجديد لطالبان الباكستانية، حكيم الله محسود، قد قتل في اشتباك مسلح مع جماعة مناوئة الأسبوع الماضي.

وقدم المتشددون حكيم الله لخلافة الزعيم السابق بيت الله محسود، الذي قتله صاروخ أطلقته طائرة بلا طيار، تتحكم بها المخابرات المركزية الأميركية، في معقله في وزيرستان الجنوبية على الحدود مع أفغانستان في الخامس من أغسطس (آب) الماضي. وربما يمثّل مقتل حكيم الله، الذي يقول المسؤولون إنه لم يتأكد بعد بشكل تام انتكاسة جديدة للجماعة، التي وجهت معظم جهدها لقتال قوات الأمن الباكستانية، لكنها ترسل أيضا مقاتليها للمشاركة في الحرب ضد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان المجاورة. وقال مسؤول عسكري أميركي: «نحن واضحون تماما في أننا نعتقد أنه قتل». وقال مسؤول في مجال مكافحة الإرهاب، «مع عدم وجود تأكيد نهائي على مقتله فهو احتمال قوي». وصرح المسؤولان اللذان تحدثا، بعد أن طلبا عدم الكشف عن هويتهما، بأنه من المعتقد أن يكون حكيم الله قد أصيب بالرصاص قبل أسابيع خلال اشتباك مع جماعة مناوئة في وزيرستان الجنوبية. وما زالت وكالات المخابرات الأميركية تراجع المعلومات من أجل الإعلان النهائي عن وفاته. وألقي باللوم على بيت الله محسود، الذي قاد تحالفا من 13 جماعة متشددة، يعرف باسم حركة طالبان الباكستانية، في سلسلة من التفجيرات في باكستان، من بينها ذلك الانفجار الذي أودى بحياة رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بي نظير بوتو عام 2007. ووصف حكيم الله بأنه أكثر عدوانية من بيت الله. وتعتقد واشنطن أن طالبان ضعفت بسبب الاقتتال الداخلي فيما بين فصائلها المتنافسة على القيادة منذ مقتل محسود. وقال المسؤول الدفاعي: «الأمر هو أنه توجد أزمة خلافة الآن، هناك عدد من الفصائل في قبيلة محسود». وظلت الطائرات العسكرية والمدفعية تقصف أهداف طالبان في وزيرستان لشهور، ولم يتبين بعد إذا ما كانت القوات البرية ستتحرك نحو تلك الأهداف. وفي إطار حملة إضعاف طالبان، قال مسؤولون أميركيون، إن الجيش الباكستاني يحاول التفاوض مع عدة فصائل في محاولة لفصلها عن الجماعات المتشددة الموالية لمحسود.

وألقي القبض كذلك في الأشهر الأخيرة على أعضاء بارزين في جماعته، من بينهم أحد مساعديه والناطق الرسمي في وادي سوات. ويعتقد الجيش الباكستاني أنه أزال كل تحصينات طالبان السابقة في وادي سوات تقريبا، خلال هجوم شن في أبريل نيسان. وعلى الرغم من طرد طالبان تقريبا من سوات وباجور، إلا أنه لا يزال الآلاف من المقاتلين المسلحين بشكل جيد موجودين في وزيرستان الجنوبية وأقاليم أخرى.

الى ذلك قال متحدث باسم الجيش الباكستاني امس ان الجيش ماض في ضغطه على حركة طالبان الباكستانية في الوقت الذي يعد فيه هجوما على معقلها في وزيرستان الجنوبية، وينتظر ما سيسفر عنه اقتتال داخلي بين فصائل الحركة. وكانت الحكومة أمرت الجيش بشن هجوم على بيت الله محسود زعيم حركة طالبان الباكستانية ورجاله في وزيرستان الجنوبية قرب الحدود الافغانية في يونيو(حزيران). وقتل محسود المتهم بالمسؤولية عن كثير من هجمات القنابل في باكستان في هجوم صاروخي اميركي في أغسطس(اب). وتشن قوات الامن الباكستانية غارات جوية وترسل قواتها لتحاصر المنطقة وتحاول احداث انقسام في صفوف الفصائل. وقال الميجر جنرال أطهر عباس وهو متحدث باسم الجيش: لا يزال الهجوم مستمرا عن طريق الاستهداف من الجو والتضييق على المنطقة بإغلاق كل طرق الدخول اليها والخروج منها، وبالطبع انتظار ما سيسفر عنه اقتتال داخلي حول من سيخلف محسود. وأصاب قتل محسود حركة طالبان الباكستانية بحالة من الفوضى، اذ تتنافس فصائل للسيطرة على الحركة التي تضم 13 فصيلا متشددا. ولا يعرف على وجه التحديد من يدير شؤون الحركة. وتعتقد وكالات مخابرات اميركية أن الزعيم الذي عين مؤخرا للحركة وهو حكيم الله محسود ربما يكون قتل في اشتباك مع فصيل متناحر بعد وقت قصير من مقتل بيت الله محسود. وقال عباس ان بعض وكالات الامن الباكستانية ذكرت أن حكيم الله قتل لكن لم يرد تأكيد على ذلك. وأضاف انه أمر محير لان المنطقة مغلقة ولا توجد فيها حرية حركة ولا وجود للمخابرات يتمتع بالمصداقية. وتابع أن فرقتين تابعتين للجيش أو ما يصل الى 28 ألف جندي أرسلوا الى المنطقة لمحاربة ما يقدر بنحو عشرة الاف من مقاتلي طالبان.