قوة أمنية قادمة من بغداد تعتقل عشرات التجار والضباط السابقين وأساتذة الجامعة في الموصل

رئيس اللجنة الأمنية في محافظة نينوى لـ «الشرق الأوسط»: طلبنا من رئاسة الوزراء توضيحا

TT

أكد مجلس محافظة نينوى أن اعتقالات تجري بحق المواطنين في المحافظة منذ ثلاثة أيام، تم خلالها اعتقال العشرات. وقال عبد الرحيم جاسم المطلك الجربا، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة، «إن قوة أمنية يرافقها قاض جاءت من بغداد وبدأت باعتقال عدد من المواطنين بينهم تجار وأساتذة جامعة وبعض الضباط في الجيش العراقي السابق، من دون علم مجلس المحافظة والحكومة المحلية فيها».

وأوضح الجربا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، أن «الاعتقالات بدأت منذ ثلاثة أيام، وقد وصل عدد المعتقلين إلى 139 معتقلا، تم ترحيل مائة منهم إلى بغداد من دون معرفة سبب اعتقالهم أو الجهة التي قامت بذلك»، لكنه أشار إلى أن «معلوماتنا من قيادة عمليات نينوى تشير إلى أن عدة وزارات أمنية شاركت في عملية الاعتقال»، مؤكدا أن طلبا بإجراء تحقيق ومعرفة الدوافع وراء هذه الاعتقالات قد تم رفعه إلى رئاسة الوزراء، وأنه يجب إعلام الحكومة المحلية ومجلس المحافظة بأي إجراء أمني يتخذ في أي محافظة من أجل التنسيق بينهم حول الأمر.

وأفادت مصادر مطلعة من داخل المحافظة لـ«الشرق الأوسط» بأن أهالي المعتقلين بدأوا بالتجمع أمام بوابة المجلس لمعرفة أسباب اعتقال أبنائهم، وأن من بين المعتقلين تجارا كبارا وشخصيات معروفة في المحافظة، وأن الاعتقالات التي استمرت أمس شملت أجزاء كبيرة من الجانبين الأيمن والأيسر لمدينة الموصل، وما زالت الاعتقالات مستمرة.

من جهته، أعلن مصدر عسكري عراقي أمس اعتقال أكثر من 150 «مطلوبا» قضائيا، بينهم عرب من تنظيم القاعدة خلال العملية. وأكد محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع لوكالة الصحافة الفرنسية «اعتقال 152 مطلوبا بينهم عرب وقياديون من فلول القاعدة وأعداء العملية السياسية»، في إشارة إلى عناصر حزب البعث المنحل. وقال إن «قوة من وزارتي الدفاع والداخلية ودائرة مكافحة الإرهاب بدأت ليل (الأربعاء ـ الخميس) عملية واسعة لمطاردة عناصر تنظيم القاعدة وبقايا حزب البعث في قطاع الموصل».

من جهته، قال اللواء حسن كريم خضير، قائد عمليات نينوى، للصحافيين إن «القوة بدأت عملية (سور نينوى) لاستهداف فلول الإرهاب داخل الموصل وخارجها» مؤكدا «اعتقال أكثر من مائة مطلوب لارتكاب جرائم، بينهم قياديون في (القاعدة) وحزب البعث المنحل». وأضاف خضير بحضور ضباط من الشرطة والجيش، أن «العملية تعد امتدادا لعمليات أم الربيعين». وكانت القوات العراقية قد شنت في مايو (أيار) 2008 حملة باسم «أم الربيعين» تيمنا بأحد ألقاب الموصل، اعتقلت خلالها أكثر من ألف مشتبه به، لكن تأثيرها لم يستمر طويلا، وسرعان ما عادت أعمال العنف إلى شوارع المدينة الشمالية. وتتعرض قوات الأمن لهجمات شبه يومية بواسطة تفجيرات أو عمليات اغتيال في الموصل (370 كلم شمال بغداد) التي تعتبر آخر معاقل تنظيم القاعدة. ويقدر عدد سكانها بـ(1.6 مليون نسمة)، وتسكنها غالبية كبرى من العرب السنة، خصوصا في قسمها الغربي المنفتح حتى الحدود مع سورية، في حين تعيش أقلية من الأكراد والمسيحيين في قسمها الشرقي.

وكان مسؤول في محافظة نينوى أعلن في وقت سابق أمس أن قوة «أمنية استخباراتية» اعتقلت خلال اليومين الماضيين ما لا يقل عن 75 شخصا في الموصل. وأوضح مسؤول الأمن في مجلس المحافظة عبد الرحيم الشمري أن «قوة أمنية استخباراتية قادمة من بغداد اعتقلت الأربعاء 60 شخصا والخميس 15 آخرين خلال حملات دهم ليلية في أحياء الرفاعي و17 تموز في غرب الموصل». وأضاف أن «عدد هذه القوة كان في حدود أربعين عنصرا». وتابع الشمري «رفعنا كتابا إلى رئيس الوزراء نوري المالكي حول تجاهل القوة سلطات المحافظة والعمل من دون ترخيص منها، ونحن ننتظر الرد».