أحمدي نجاد: الإعلان عن موقع قم دليل صدق إيران.. وأوباما ارتكب خطأ كبيرا

البرادعي يبحث مع صالحي وجليلي تفتيش «قم» ومباحثات جنيف

TT

دافع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن «صدق» بلاده التي أعلنت بناء موقع تخصيب ثان لليورانيوم في «قم»، منتقدا الرئيس الأميركي باراك أوباما بدعوى استغلاله هذه القضية ضد إيران. وقال أحمدي نجاد في خطاب متلفز إن «عمل إيران يقوم على الصدق وليس لدينا أي سر في ما يخص نشاطاتنا النووية بما أننا قدمنا المعلومات (حول الموقع الجديد) مسبقا» للوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكنه أضاف أن «وسائل الإعلام الغربية تعتمد خطا سياسيا بقولها إن لدينا أسرارا. إنها تكرر حملة الأكاذيب هذه حتى يستوعبها الناس».

وانتقد أحمدي نجاد أوباما مؤكدا أنه «ارتكب خطأ كبيرا» بإعلانه أن إيران أخفت وجود هذا الموقع. وتابع أن «الرئيس الأميركي ارتكب خطأ تكبيرا وتبين بوضوح أن تلك المعلومات كانت مغلوطة وأن ليس لدينا أي أسرار». وأضاف أن «السؤال هو كيف أن الرئيس الأميركي لم يتبلغ ذلك؟». وتابع أن «الرئيس الأميركي بدأ يهاجم ويؤكد أن موقعا سريا اكتشف في إيران بينما تبين أن تلك المعلومات كانت مغلوطة».

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 25 سبتمبر (أيلول) أن إيران أبلغتها في 21 من الشهر نفسه أنها بدأت بناء موقع جديد لتخصيب اليورانيوم قرب قم (وسط).

وأثار هذا الإعلان قلقا وإدانة في العواصم الغربية لا سيما الرئيس أوباما الذي دعا إيران إلى فتح الموقع الجديد أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واعتبر المدير العام للوكالة محمد البرادعي أن تأخر إيران في إعلان موقعها الثاني يقف «عكس القانون». وأعلنت إيران بعد ذلك أنها ستفسح المجال أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفتيش الموقع. وكرر سعيد جليلي، كبير المفاوضين الإيرانيين، ذلك في تدخلاته في جنيف مع الدول الست الكبرى.

إلى ذلك وصل مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، إلى طهران في سياق محادثات جنيف، في حين يتضاعف الضغط على إيران لمزيد من التعاون في الملف النووي.

وسبق وقام البرادعي بست زيارات إلى إيران منذ 2003 من دون التوصل إلى تسوية ملف البرنامج النووي الإيراني الذي يثير مخاوف لدى الغرب. وقالت مصادر في وكالة الطاقة في فيينا لـ«الشرق الأوسط» إن البرادعي سيبدأ اليوم محادثاته مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، وسعيد جليلي كبير المفاوضين الإيرانيين، فيما لم تستبعد المصادر أن يستقبل الرئيس الإيراني الدكتور البرادعي الذي لو أكمل مهمته الأساسية من الزيارة بالحصول على موافقة إيرانية بتحديد موعد مفصل لبدء عمليات التفتيش والتحقق الدولي للمنشأة الجديدة بمنطقة قم، فقد تكون تلك زيارته الأخيرة لإيران بحكم منصبه كمدير عام للوكالة التي سيغادرها آخر الشهر المقبل. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر وثيقة أن البرادعي سيركز أساسا على مهمة تحديد جدول زمني وموعد محدد لزيارة المفتشين الدوليين للمنشأة الجديدة التي بنتها إيران بالقرب من مدينة قم. كما لم تستبعد مصادر «الشرق الأوسط» أن يتطرق البرادعي والمسؤولين الإيرانيين لما ورد على لسان خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الذي أشار لموافقة إيران على اقتراح بإرسال يورانيوم مخصب لإعادة تفعيله خارج إيران ثم إعادته للاستفادة منه في أغراض علاجية وذلك بمساعدة ورقابة من الوكالة الدولية للطاقة الذري، مما سيقلل من شكوك غربية أن إيران تسعى لمزيد من عمليات تخصيب اليورانيوم لإنتاج أسلحة نووية. وكان سولانا قد أعلن أن الأطراف المعنية ستجتمع بتاريخ 18 الجاري لبحث الأمر بحثا تقنيا. ودُعي البرادعي إلى إيران الخميس، يوم انعقاد لقاء في جنيف هو الأول منذ يوليو (تموز) 2008 بين كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي وممثلي الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا) والممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا. ووافق الإيرانيون خلال تلك المناقشات على زيارة يقوم بها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية «في غضون أسبوعين» لموقعهم الثاني لتخصيب اليورانيوم قرب قم. كذلك اتفقت إيران والدول الكبرى على «تكثيف» مفاوضاتها وعقد جولة مقبلة في نهاية أكتوبر (تشرين الأول). وبعد مباحثات جنيف دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إيران إلى اتخاذ تدابير «ملموسة» محذرا من أن صبر الأسرة الدولية «قد ينفد».

وأعلن مسؤولون أميركيون في جنيف أن البناء على ما تم تحقيقه هناك سيؤدي إلى خفض المخاوف لا سيما في الشرق الأوسط بشأن مخزون اليورانيوم المخصب الذي تملكه إيران. واتفقت الوفود في جنيف على أن تسلم إيران قسما من اليورانيوم المنضب، أي المخصب، بنسبة تصل إلى 5% إلى بلد ثالث لتخصيبه إلى نسبة 20% بهدف استعماله في مفاعلها للأبحاث في طهران تحت مراقبة كاملة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وينص الاتفاق الذي ستوضع عليه اللمسات الأخيرة في 18 أكتوبر (تشرين الأول) على إرسال مخزون اليورانيوم المنضب إلى روسيا لتخصيبه حتى نسبة 20% قبل إرساله إلى فرنسا لتحويله إلى وقود.