مسؤول إيراني: لم نوافق بعد على إرسال أي كمية من اليورانيوم للخارج

خبراء يتساءلون: هل يكسب الإيرانيون بعض الوقت في لعبة بغاية التعقيد؟

TT

بدت إيران مرنة بشكل كاف خلال المحادثات التي جرت مع القوى العالمية الست لتضع حدا للمطالب بفرض عقوبات أشد، إلا أنها أشارت إلى أنه ليس هناك أي تراجع عن أهدافها النووية التي تقول إنها فقط بغرض توليد الطاقة وليس لتصنيع قنابل ذرية كما يشتبه الغرب. وقال مسؤولون غربيون إن إيران وافقت من حيث المبدأ في الاجتماع الذي عقد يوم الخميس في جنيف على اتفاق ترسل بمقتضاه معظم اليورانيوم المخصب لديها إلى روسيا لإجراء المزيد من عمليات المعالجة. ثم يعاد بعد ذلك إلى طهران لكي تستخدمه إيران كوقود في مفاعل نووي ينتج النظائر المشعة اللازمة في المجال الطبي. وصرح مسؤول أميركي بارز في جنيف بأن الاتفاق سيهدئ التوترات عن طريق خفض المخزون الإيراني من اليورانيوم منخفض التخصيب.

ووصف ذلك بأنه «خطوة مؤقتة ايجابية للمساعدة في بناء الثقة حتى يكون هناك المزيد من المجال الدبلوماسي لمتابعة مدى التزام إيران بواجباتها». إلا أن مسؤولا إيرانيا بارزا أفاد بأن الاتفاق أولي وفند التقارير بأن إيران مستعدة لإرسال 1.2 طن من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب وحجمه 1.5 طن للخارج لإعادة تخصيبه إلى نسبة العشرين في المائة من النقاء اللازمة لمفاعل طهران. وتابع لـ«رويترز» أن أي شيء اتفقوا عليه في جنيف بخصوص العشرين في المائة هو من حيث المبدأ فقط مضيفا «لم نوافق على أي كمية أو أي عدد». ولم تتضح بعد درجة التزام إيران بالاقتراح الذي سيناقش في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في جنيف في 18 أكتوبر (تشرين الأول) إلا أن أحد الخبراء قال إنه لا يمكن أن تتخلى إيران بأي شكل من الأشكال عن تخصيب اليورانيوم. وقال بول انجرام مدير المجلس البريطاني الأميركي للمعلومات الأمنية «لا يمكنني تصور أن يتخلى الإيرانيون في أي اتفاق عن طموحاتهم لإتقان هذه التكنولوجيا من أجل مفاعلات الطاقة المستقبلية في إيران. الإيرانيون يكسبون بعض الوقت في لعبة في غاية التعقيد... تتضمن إطلاق صواريخ في أوقات غير مناسبة لكي يظهروا في مظهر القوة ثم يحاولون بهدوء تجنب أي خطوات ملموسة لفرض عقوبات عليهم». وكانت إيران أجرت تجارب صاروخية الأسبوع الماضي بعد أيام من الكشف عن منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم. وهذا الكشف الذي قال دبلوماسيون إن إيران قامت به فقط بعد أن أدركت أن وكالات المخابرات الغربية على علم بالمنشأة أثار ضجة دولية بسبب أنشطة إيران النووية. وتنفي طهران خرق أي قواعد بعدم الإعلان عن المنشأة مسبقا وتقول إنها ستفتح المنشأة أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال انجرام إن فتح المنشأة أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيوفر قدرا من الطمأنينة ولكنه لن يهدئ المخاوف الغربية. وتابع «سيسعى كثيرون في الغرب لاكتشاف أجزاء أخرى من دورة الوقود النووي لأن هناك شكوكا قوية للغاية بأن هذه هي مجرد قمة جبل الجليد».

واتهمت إيران القوى الغربية بالاستقواء والكيل بمكيالين فيما يتعلق بالسعي لكبح برنامجها النووي. وما زالت هناك حالة من انعدام الثقة المتبادلة ولكن الجانبين تحدثا بشكل ايجابي وإن كان بحذر عن اجتماع يوم الخميس الذي شهد أعلى مستوى من التواصل الأميركي الإيراني منذ ثلاثين عاما. ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الاجتماع «بالبداية البناءة» ولكنه أضاف «صبرنا له حدود». وإذا توقفت المفاوضات التي بدأت في جنيف مثلها مثل الكثير من المحادثات السابقة فإن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين سيسعون لفرض عقوبات أكثر صرامة على إيران ولكن من المرجح أن تحجم روسيا والصين من جديد عن تعزيز مثل هذه العقوبات.

ومن المقرر أن تجري المزيد من المحادثات بين إيران والقوى الست وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة في وقت لاحق من الشهر الحالي. وتصر إيران على أن حقها في تخصيب اليورانيوم ليس محل تفاوض رغم مطالب مجلس الأمن بتجميد مثل هذه الأنشطة.

وتريد طهران مناقشة قضايا أمنية أوسع نطاقا بدلا من ذلك. وقال انجرام إنه من غير الواقعي توقع اتفاق بشأن برنامج إيران النووي في معزل عن مخاوف أوسع نطاقا. وتابع أن التواصل الأميركي الإيراني الذي يتضمن مجموعة أخرى من القضايا من جهود تحقيق الاستقرار في العراق وأفغانستان المجاورتين لإيران إلى علاقات طهران بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس وحزب الله اللبناني قد يكون مثمرا بشكل أكبر. واستطرد «ستكون هناك أرضية مشتركة إذ أن الأمن الإقليمي والاستقرار في مصلحة إيران والولايات المتحدة وسيكون هناك أيضا مجال أكبر للتفاوض والتوصل لاتفاقات».