تحركات لتشكيل تحالف واسع يمثل العرب السنة في الانتخابات.. وسط شكوك في قيامه

العليان لـ «الشرق الأوسط»: لا أرى جدية عند أغلبهم > الدليمي: لن أرشح نفسي.. ونتشاور مع قوى شيعية

TT

فيما تنشط الأحزاب والقوى الشيعية في الإعلان عن تحالفاتها لخوض الانتخابات النيابية المقبلة في العراق، يبدو موقف الأحزاب السنية غير واضح، فلم يتم حتى هذه اللحظة إعلان تشكيل كبير يمثل العرب السنة مماثل للائتلاف الوطني العراقي الذي يضم نخبة من الأحزاب الشيعية. وفيما شكا قادة سياسيون كبار من معوقات تعرقل قيام تحالف سني مماثل، كشف عدنان الدليمي، زعيم جبهة التوافق العراقية، عن قرب الإعلان عن تكتل لتمثيل السنة، مرجحا عدم ترشيح نفسه بسبب تراجع وضعه الصحي وكبر سنه. وتعد جبهة التوافق العراقية في البرلمان الحالي، برئاسة الدليمي، والتي تتألف من ثلاثة مكونات رئيسية هي «الحزب الإسلامي العراقي» و«مجلس الحوار الوطني» و«مؤتمر أهل العراق»، أكبر ممثل للعرب السنة. غير أن الجبهة، التي حازت في بادئ الأمر 44 مقعدا في البرلمان، شهدت انسحابات متكررة وخلافات دبت بين المكونات، ناهيك عن الاتهامات التي وجهت للحزب الإسلامي العراقي بـ«استحواذ» المناصب السيادية في الحكومة والبرلمان التي كانت من حصة العرب السنة، مما أسفر عن انخفاض عدد مقاعدها إلى أقل من 30. وقال الدليمي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من عمان إن «هناك مداولات كثيرة بين كتل سنية متعددة، وربما في الأيام القريبة العاجلة ستظهر جبهة واسعة تضم الكثير من الكتل السنية الكبيرة والصغيرة وستمثل في البرلمان أبناء السنة». مضيفا أن «هناك ميلا للتوجه نحو أن لا تكون هناك كتل سياسية تمثل طوائف معينة وإنما تمثل العراقيين أجمعهم من شيعة وكرد وتركمان وسنة، ولكنني أعتقد أن في هذه الدورة (الانتخابية) لن يكون الأمر هكذا، وأن التمثيل الطائفي سيبقى بارزا فيها». وأحجم الدليمي عن ذكر الكيانات أو الشخصيات التي ستشارك في التكتل الجديد، لكنه كشف عن تغيير اسم «مؤتمر أهل العراق»، الذي يتزعمه، إلى «التجمع الوطني لأهل العراق»، وقال إن «التجمع الوطني سيشارك في الانتخابات، وهو الآن يتشاور مع كتل سياسية متعددة وربما خلال الأسبوع القادم تظهر نتيجة هذه المشاركات». واستطرد قائلا إن التكتل الجديد سيضم «جبهة التوافق، التي ستبقى قائمة، وأن أركانها متفقة فيما بينها، كما ستنضم كيانات أخرى، وسنؤلف جبهة قوية واسعة تشمل جميع أنحاء العراق»، مشيرا إلى مشاورات مع كتل شيعية أيضا. وحول مشاركته في الانتخابات المقبلة، قال الدليمي: «لا أريد أن أشارك لأن وضعي الصحي لا يساعدني، فأنا أعالج الآن في عمان منذ أكثر من 3 أشهر، وإذا رجعت للعراق قد أفكر في ذلك، لكن على الراجح لن أشارك بسبب تقدمي في السن أيضا، الأمر الذي لا يتيح لي فرصة المشاركة بفاعلية». من جهته، شكا الشيخ خلف العليان، زعيم «مجلس الحوار الوطني» من معوقات قد لا تتيح تشكيل ائتلاف يمثل السنة في الانتخابات، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «أغلب قادة الكتل السياسية والسياسيين عموما لا يرغبون في الانضواء تحت غطاء تكتل طائفي كما كان في السابق وإنما يميلون جميعا إلى تشكيل تكتلات وطنية تضم شرائح المجتمع العراقي كافة والطوائف والمذاهب كافة»، غير أنه استدرك قائلا إن «السنة عموما ليسوا كباقي الجهات، فكل منهم يتصور نفسه أنه هو الذي يقود وهو المؤهل لقيادة الآخرين ويجد من الصعوبة أن ينضوي تحت لواء تكتل يقوده شخص غيره. وهذه مشكلة خطيرة وعلى البقية أن يتداركوا الأمر وأن يتآلفوا في كيان موحد في الانتخابات القادمة منعا لتشتيت الأصوات كما حصل في انتخابات مجالس المحافظات».

وأشار الشيخ خلف إلى لقاءات جرت أول من أمس في بغداد وعمان بين كيانات متعددة لتوحيد الصفوف. ولدى سؤاله عن أسباب تأخر هذه الكيانات في الإعلان عن تحالف، قال العليان إن «التأخير موجود، فالبعض كان ينتظر تشكيل «الائتلاف (الوطني العراقي)» وآخرون «دولة القانون» (تحالف بزعامة رئيس الوزراء العراقي)، ولكني أرى أنها حجج واهية، وشخصيا لا أرى جدية عند أغلب الموجودين في الساحة حول موضوع الائتلاف، لأنهم لا ينظرون للمصلحة الوطنية إلا من زاوية ضيقة». غير أنه عبر عن أمله في التوصل إلى نتائج حاسمة خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع القادم، داعيا الكيانات التي ترغب في الانضمام بشكل حقيقي إلى الإعلان عن موقفها. وحول إمكانية التحالف مع الحزب الإسلامي العراقي على الرغم من الخلافات والتوترات التي دبت بينهما في السابق، قال العليان: «ليس لنا خط أحمر للتحالف مع أية جهة، لكن مع ضوابط لكي لا يجري ما جرى في السابق، نأتلف مع الجميع على أن تكون أهداف هذه الجهة متطابقة مع ما نطمح له». وحتى الحزب الإسلامي العراقي كان قد شهد بدوره انقساما كبيرا لدى استقالة أمينه العام السابق، ونائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي أعلن عن تشكيل كتلة جديدة تحمل اسم «تجديد» لخوض الانتخابات. واستبعد عمر عبد الستار، القيادي السابق في الحزب الإسلامي والذي انضم لـ«تجديد»، تحالف «تجديد» مع أي كتلة تمثل العرب السنة في البرلمان القادم، وقال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد إن كتلة «(تجديد) لم تعد جزءا من مكون معين ولا تمثل مكونا بعينه لا اليوم ولا غدا، فنحن نعتقد أن المأساة التي حصلت (في العراق) هي بسبب أحزاب المكونات»، وأضاف قائلا: «نحن مشروع استراتيجي للانتقال من دولة مكونات إلى دولة مواطنة».