الصومال: مدير «إف بي آي» يحذر من هجمات تشنها حركة «الشباب» على أميركا

وزير صومالي: لا نستطيع وحدنا هزيمة المتطرفين.. مدريد تؤكد اعتقال قراصنة احتجزوا سفينة إسبانية

TT

حذر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي، روبرت مولر، من هجمات تشنها حركة الشباب المجاهدين الصومالية ـ التي تقول واشنطن إنها على صلة بتنظيم القاعدة ـ على أهداف داخل الولايات المتحدة، خلال جلسة استماع للجنة الأمن الداخلي في الكونغرس الأميركي.

وُطلب من مولر أن يوضح ما إذا كانت حركة الشباب الصومالية ستخطط لإرسال مجندين أميركيين إلى الولايات المتحدة لتنفيذ ضربات على أهداف أميركية، وقال «أعتقد أننا توصلنا إلى بعض المعلومات من أن قادة حركة الشباب في الصومال يودون القيام بعمليات خارج الصومال».

وحذر مولر للمرة الأولى من أن عناصر هذه الحركة قد يتطلعون لتنفيذ ضربات ضد أهداف أميركية. وأضاف «هناك قلق كبير من أن يتمكن الأميركيون، الذين سافروا إلى الصومال لتلقي تدريبات عسكرية في معسكرات للجماعات الإرهابية هناك، من العودة إلى الولايات المتحدة وتنفيذ هجمات». كما ذكر مسؤولون أميركيون آخرون في مكافحة الإرهاب أن «حركة الشباب كانت تحارب في البداية ضد الحكومة الصومالية والقوات الإثيوبية وقوات الاتحاد الأفريقي باعتبارهم ضد إقامة دولة إسلامية في الصومال، لكن الآن تركز المجموعة في اتجاه إقامة خلافة إسلامية، أو دولة إسلامية واسعة لا تقتصر على أفريقيا فقط، حيث لديهم طموحات أبعد من الصومال». وأوضح مسؤولو مكافحة الإرهاب الأميركيون أيضا أن هناك تطورات جديدة مثيرة للقلق، بعد أن صدر أخيرا شريط فيديو وزعه مقاتلو حركة الشباب، أكدت من خلاله ولاءها الرسمي لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إضافة إلى الهجمات والتفجيرات الانتحارية التي تستخدمها والتي أصبحت الآن «عملية مستمرة في الصومال» على حد تعبيرهم. وأضاف المسؤولون أن معسكرات التدريب للجماعات الإرهابية راسخة في الصومال، وأن ما يصل إلى 1100 من المقاتلين الأجانب انضموا إلى صفوف حركة الشباب، كما أوضح الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد أمام حشد من الجالية الصومالية وخبراء أميركيين الأربعاء الماضي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن. وتزايدت مخاوف واشنطن من هجمات إرهابية تنفذها حركة الشباب داخل الولايات المتحدة بعد ظهور أنباء بشأن سفر عدد من الشبان الصوماليين الذين يحملون الجنسية الأميركية من ولاية مينيسوتا إلى الصومال، حيث انضموا إلى حركة الشباب وتدربوا في معسكراتها في الصومال، كما أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي. وسافر نحو 20 شابا من أصول صومالية إلى القرن الأفريقي حيث انضموا إلى صفوف الجماعات المسلحة، ونفذ عدد من هؤلاء الشبان هجمات انتحارية في مناطق من الصومال، بينما عاد 3 منهم إلى الولايات المتحدة، ويجري التحقيق معهم حاليا من قبل جهاز التحقيقات الفيدرالية في تهم تتعلق بالإرهاب.

وكان الرئيس الصومالي قد حذر من أن الإرهاب في الصومال في ازدياد، وقال إن حكومته بحاجة ماسة إلى مساعدات دولية لصد هجمات الجماعات المتمردة التي تسعى إلى الإطاحة بحكومته وخاصة حركة الشباب.

من جانبه، قال عبد القادر على عمر، وزير الداخلية الصومالي، في مقابلة مع «رويترز» إن حكومة الصومال لن تتمكن من هزيمة المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة لأن قوات البلاد ضعيفة للغاية وتفويض قوات حفظ السلام الأفريقية يقتصر على المهام الدفاعية.

وقال الوزير «الصوماليون بمفردهم لا يستطيعون مواجهة هذه الجماعات. نحتاج إلى مساعدة دولية لتعزيز قوات الأمن الخاصة بنا لإعدادها للقيام بمعظم المهمة». وكان عمر نائبا لرئيس اتحاد المحاكم الإسلامية الذي أدار العاصمة مقديشو لفترة قصيرة عام 2006. وجرى الآن دمج الميليشيا الإسلامية المعتدلة التي ينتمي لها في قوات الأمن الحكومية.

وقال عمر «من المهم إدخال تعديلات على قواعد الاشتباك الخاصة بقوة الاتحاد الأفريقي حتى تستطيع لعب دور أنشط في البلاد». وناشد المانحين الدوليين الوفاء بالتزاماتهم بتقديم الدعم المالي حتى تستطيع الحكومة هزيمة المتمردين ومعالجة الكارثة الإنسانية التي تعانيها البلاد. ومضى يقول «نود أن نرى مزيدا من الدعم العملي من المجتمع الدولي وأن تتجاوز المساعدات مجرد الكلمات».

وقال عمر «نحن نعمل حقا على الوصول إلى السبيل الأمثل للاستفادة من الدخل المحلي والعثور على حل للفساد في المؤسسات المركزية والمحلية». وأضاف الوزير خلال أول جولة له في الدول المجاورة منذ تعيينه في فبراير (شباط) «لقد أنشأنا لجنة تلعب دور هيئة لمكافحة الفساد تستطيع مساءلة من يسيء استغلال أموال الدولة». وكانت الولايات المتحدة أرسلت أسلحة للحكومة لكن هناك تقارير عن أن بعض الذخائر معروضة للبيع في سوق الأسلحة بمقديشو وينتهي بها الأمر في أيدي المتمردين. كما اتهم عمر وقواته بإمداد المتمردين بمعلومات وأسلحة وأُنحي باللائمة عليهم في خطف ضابطي أمن فرنسيين هذا العام. وقال «كنت أعمل على تحقيق السلام في الصومال في الأعوام العشرة الأخيرة. كانت هذه مبادرة شخصية لإنقاذ شعبي من العصابات الوحشية التي كانت تخطف وتسرق الممتلكات». وأضاف «تطوعت بوقتي ووضعت كل جهدي من أجل تحقيق السلام في الصومال. كيف يمكن أن أمثل خطرا أمنيا على بلدي». لكن عمر قال إنه ليس مندهشا من المزاعم، قائلا إنها أكاذيب ملفقة من قبل خصومه المقتنعين بأن الزعماء في الصومال لا يستطيعون لعب دورين في الوقت نفسه. وقال «هناك خيار واضح هنا.. إما تكون عضوا بالحكومة أو متمردا.. تقديم معلومات للمتمردين لاستهدافنا يعد انتحارا».

إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية، أمس، أن فرقاطة تابعة للبحرية الإسبانية اعتقلت، ليل السبت/الأحد، اثنين من القراصنة الذين خطفوا، الجمعة، سفينة صيد التونة الإسبانية «الاكرانا» وعلى متنها 36 بحارا.

وأوضح الجنرال خايمي دومينغيث بوخ في مؤتمر صحافي إن الاعتقال تم بعيد مغادرة القرصانين سفينة الصيد وأن الفرقاطة «كنارياس» لاحقتهما ثم اعتقلتهما. لكن الجنرال لم يوضح عدد القراصنة الذين بقوا على متن السفينة، في حين رجحت صحيفة «الباييس» أن يكون عددهم 13.

وسفينة «الاكرانا» العملاقة لصيد التونة متوقفة في الساحل الصومالي تحت مراقبة فرقاطتين أرسلتا إلى المنطقة في إطار عملية «أتالنتي» الأوروبية لمكافحة القرصنة التي بدأت في ديسمبر (كانون الأول) 2008، حسب المصدر نفسه. وصرح أحد بحارة سفينة الصيد الإسبانية لإذاعة «كادينا سير» الإسبانية الخاصة، أمس، أن أفراد طاقم السفينة «بخير» وذلك أثناء مكالمة هاتفية، موضحا أن القراصنة سمحوا للبحارة باستخدام الهاتف لبضع دقائق للاتصال بأسرهم. وخطف قراصنة سفينة «الاكرانا» في المحيط الهندي بين الصومال وسيشل في هجوم ينذر باستئناف عصابات مسلحة عمليات القرصنة في هذه المنطقة مع انتهاء موسم الأمطار واغتنام فرصة هدوء البحر. وكانت السفينة خلال الهجوم تمارس الصيد بشكل غير شرعي «بعيدا» عن المنطقة المحمية.