البرادعي في طهران: تفتيش منشأة قم 25 أكتوبر.. وعلاقة إيران مع الغرب انتقلت من «التآمر» إلى «التعاون»

أحمدي نجاد: لم تبق نقاط غامضة مع الوكالة الذرية * صالحي: 19 أكتوبر سنناقش قضية التخصيب في الخارج

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يرحب بالبرادعي خلال لقائهما أمس في طهران (رويترز)
TT

قال محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، إن مفتشي الوكالة سيتمكنون اعتبارا من 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، من تفتيش المنشأة الجديدة لتخصيب اليورانيوم في مدينة قم بإيران، مؤكدا خلال مؤتمر صحافي عقده مع علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، في طهران، أنه «ليس هناك دليل ملموس على سعي إيران لتصنيع أسلحة نووية»، قبل أن يشير أيضا إلى أن علاقات إيران مع الغرب تتحرك من «التآمر» إلى «التعاون»، وأن النزاع النووي يمكن حله عبر الدبلوماسية. في وقت أكد فيه الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، أنه لم تبق أي نقطة غامضة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الملف النووي بفضل «تعاون جيد» بين الطرفين.

وقال البرادعي في ختام زيارة ليومين هي السابعة إلى الجمهورية الإسلامية منذ عام 2003: «مفتشونا سيزورون المنشأة الجديدة التي يجري إنشاؤها في قم، في 25 أكتوبر.. من المهم بالنسبة لنا أن نرسل مفتشينا لنتأكد بأنفسنا أن هذه المنشأة للأغراض السلمية»، مكررا تأنيبه لإيران لأنها لم تبلغ الوكالة الدولية للطاقة بشأن منشأة قم عندما قررت إقامة الموقع. وشدد المسؤول الدولي على أن زيارة المفتشين للموقع الجديد تكتسب أهمية قصوى للتأكد مما يدور في تلك المنشأة، والتيقن من أن الأنشطة النووية الإيرانية للأغراض السلمية. داعيا إيران لمزيد من التعاون الشفاف خاصة أن قضية ملفها النووي تمر بمرحلة صعبة. وأضاف «من المهم بالنسبة لنا أن يكون هناك تعاون شامل بشأن المنشأة في قم. كان هناك حوار وأجرينا محادثات بخصوص توضيح وضع المنشأة في قم وهي منشأة تجريبية للتخصيب». وقال إن صالحي سيزور مقر الوكالة في فيينا في 19 أكتوبر قبيل زيارة المفتشين لإيران.

من جهته، وصف علي أكبر صالحي محادثاته مع البرادعي بأنها كانت مفيدة للغاية، معلنا أن الوكالة ستقوم بتفتيش منشآت «فوردو» قرب قم خلال الشهر الجاري. وقال صالحي إن الموضوع النووي الإيراني قد تم حله تماما، معربا عن أمله أن يشهد الموضوع النووي مسارا تهديئيا في المراحل اللاحقة. وتابع أن «طهران قامت بإجراءات جيدة للغاية بشأن التعاون المستقبلي مع الوكالة، وتم اتخاذ قرارات جيدة». وقال إنه تقرر أن تقوم إيران بتسليم يورانيوم مخصب بنسبة 3.5 بالمائة، وتحصل على يورانيوم مخصب بدرجة 20 بالمائة، وأن هذا الموضوع ستناقش تفاصيله في اجتماع بفيينا في 19 أكتوبر الجاري.

وأكد البرادعي هذا الاتجاه، وقال إن الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا ستجتمع في 19 أكتوبر في فيينا لمناقشة إمكانية تخصيب اليورانيوم الإيراني في بلد آخر. وأوضح «سنعقد اجتماعا لمناقشة التفاصيل التقنية، ونأمل أن نخرج باتفاق في أقرب وقت ممكن»، موضحا أن الاجتماع سيعقد تحت رعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتخذ من فيينا مقرا لها. وأضاف أن إيران طلبت تعاون الوكالة لضمان الوقود الضروري لمفاعل الأبحاث في طهران. وقال «استشرت عددا من المزودين وسعدت برد إيجابي.. أن المفاعل يهدف إلى إنتاج نظير مشع (ايزوتوب) طبي لمرضى مصابين بالسرطان».

من جهة ثانية أكد البرادعي، الذي التقى الرئيس الإيراني أمس، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تمتلك دليلا ملموسا يؤكد بالدليل القاطع أن للبرنامج الإيراني شقا عسكريا لإنتاج أسلحة نووية. إلا أنه أشار إلى أن الوكالة الدولية ما زالت تشعر بالقلق إزاء هذا الاحتمال. وأضاف «ما زلت أقول اليوم إن الوكالة لا تملك دليلا ملموسا على أن هناك برنامجا جاريا في إيران لتصنيع أسلحة. هناك مزاعم بأن إيران قامت بدراسات متعلقة بالتسليح، إلا أن هذه قضايا ما زلنا ندرسها». وأضاف «هناك قلق حول نوايا إيران المستقبلية وهذا ليس أمرا للتحقق. إنه مسألة بناء ثقة، ولذلك نجري الآن محادثات سداسية». وتابع قائلا إن «إيران تمتلك تكنولوجيا التخصيب، وتقوم بدورة وقود، ولديها منشآت أبحاث، وسيكون لديها مصنع نووي. لكن لا تزال هناك بعض الأسئلة حول نوايا إيران، وبالتالي فإن عمليات التفتيش مستمرة».

من جهته، اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أنه لم تبق أي نقطة غامضة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الملف النووي، بفضل «تعاون جيد» بين الطرفين. وقال أحمدي نجاد بعد محادثاته مع البرادعي «بفضل التعاون الجيد بين إيران والوكالة، تم حل مسائل مهمة، ولم تعد هناك أي نقطة غامضة بين إيران والوكالة».

وحسب وكالة «فارس» فإن الرئيس أحمدي نجاد قدم مقترحا لحوار يجمع قادة الدول المعنية بالحوار حول الملف النووي وفق خطة تنفيذية للتوصل إلى أطروحات محددة.

من جانبه أشار رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إلى أن الاجتماع الأخير بين إيران ودول مجموعة «5+1» في جنيف، أحدث تحولا كبيرا، مشيرا إلى أن الدول الكبرى «کانوا في السابق يمارسون التهكم والمساومة، لكن المحادثات حاليا باتت تسلك مسارا منطقيا». وأکد لاريجاني في تصريح صحافي بطهران على أهمية المباحثات بين إيران ودول مجموعة الست، وحق طهران الطبيعي في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. وقال إن «نبذ التسلح النووي من مبادئ الجمهورية الإسلامية». وأشار إلى أداء البرادعي، وقال «يمكن توجيه النقد إليه.. لأنه لم يفلح في إجبار الكثير من الدول على التوقيع على معاهده نزع الأسلحة النووية». وأضاف لاريجاني «لقد لمسنا مواقف إيجابية تارة من البرادعي.. ولكن لديه مواقف سلبية تارة أخرى، خاصة عندما کان الغربيون يمررون مواقفهم من خلال الوکالة الدولية للطاقة الذرية».