الفلسطينيون يحبطون للمرة الثانية خلال أسبوع اقتحام يهود متطرفين للمسجد الأقصى

إسرائيل تعلن المنطقة مغلقة.. وتعتقل حاتم عبد القادر وكمال الخطيب

TT

أحبط الفلسطينيون للمرة الثانية خلال أسبوع، اقتحام يهود متطرفين للمسجد الأقصى، بعد أن اعتكفوا فيه منذ يومين. وتطورت المواجهات بين المرابطين داخل الأقصى وخارجه وبين الشرطة الإسرائيلية، بعد أن حاصرت الشرطة منطقة الحرم، وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت المصلين والزوار من الدخول إلى المسجد، وعزلت المعتكفين داخله وهددت بإخراجهم بالقوة.

وإثر إغلاق المسجد الأقصى، اندلعت مواجهات عنيفة عند باب الأسباط، بين المتظاهرين والشرطة الإسرائيلية، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين. ورد الفلسطينيون بإلقاء الحجارة على عناصر الشرطة الإسرائيلية. وأصيب خلال المواجهات 10 فلسطينيين، و3 من أفراد الشرطة الإسرائيلية.

وكانت الشرطة الإسرائيلية اعتقلت فجر أمس حاتم عبد القادر، وزير شؤون القدس الأسبق، كما اعتقلت لاحقا كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل، وأخضعتهما للتحقيق بتهمة «التحريض على العنف»، كما اعتقلت 10 متظاهرين آخرين.

وزاد التوتر في المدينة المقدسة، منذ أعلنت جماعات يهودية متطرفة عن نيتها اقتحام الأقصى، أمس، بمناسبة عيد العرش اليهودي.

وتجمعت أعداد كبيرة من المستوطنين، عند باب المغاربة، الذي يفصل بين حائط البراق «المبكى» والمسجد الأقصى، في انتظار إخراج المصلين المسلمين من الأقصى، قبل اقتحامه، لكن المصلين رفضوا الخروج، وتوعدوا الجماعات اليهودية.

واعتلت الشرطة الإسرائيلية أسطح المباني القريبة من الأقصى، وعززت وجودها في البلدة القديمة. وقال الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفلد، إنه جرى إغلاق منطقة الحرم.

وأضاف: «لقد طوقنا المدخل إلى جبل الهيكل (الاسم الذي يطلقه اليهود على باحة المسجد الأقصى)، إثر عمليات تحريض على العنف بواسطة مكبرات الصوت».

وكان فلسطينيون قضوا الليلة قبل الماضية بالمسجد الأقصى استباقا لاحتمال إغلاقه، وأبقت الشرطة الإسرائيلية عليهم معزولين، بينما اعتدت على متظاهرين بينهم نسوة، حاولوا تسيير مظاهرات، وإقامة الصلاة في الشوارع الرئيسية للبلدة القديمة من القدس.

وقبل أسبوع اندلعت مواجهات مشابهة للسبب نفسه، وهو محاولة الجماعات اليهودية اقتحام الأقصى، بمناسبة عيد الغفران اليهودي، أما هذه المرة فبمناسبة عيد العرش اليهودي.

وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، إن شرطة الاحتلال الإسرائيلية منعت الكثير من الحافلات، التي تنقل المصلين من قرى ومدن الداخل إلى القدس والمسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الفجر فيه، من التوجه إلى القدس. ووجه الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، نداء بوجوب الرباط الدائم والباكر في المسجد الأقصى لحمايته من أي عدوان.

وقال الشيخ صلاح، في بيانٍ له «نعتبر أنفسنا في حالة استنفار للرباط في المسجد الأقصى، خاصة من اليوم (الأحد)، وخلال الأسبوع كله».

وأشار الشيخ صلاح إلى أن جماعات يهودية دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى على مدار الأسبوع، وحذر من مغبة قيام بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بافتتاح أنفاق جديدة أسفل الأقصى، وقال «نحذر كل عاقل من أن نتنياهو مجنون سياسي؛ وإنه هو الذي حاول نهاية عقد التسعينات من القرن الماضي إطلاق البداية العملية لبناء هيكل مزعوم، عندها سيشعل نتنياهو نارا تحرق الأخضر واليابس، وسيكون هو أول من يحترق بها».

ومن جانبه، أطلق الشيخ تيسير التميمي، قاضي قضاة فلسطين، نداء استغاثة وطلب نجدة من العالمين العربي والإسلامي، لرفع الحصار عن المسجد الأقصى وحمايته وإطلاق سراح المحاصرين فيه.

وأكد التميمي أن المسجد الأقصى يتعرض إلى هجمة شرسة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، منبها إلى المكائد التي يديرها اليهود ضد الأقصى، والتي أخطرها تقسيمه، وتحويله إلى كنيس يهودي على غرار ما حصل في الحرم الإبراهيمي الشريف بالخليل.

وفي رام الله، حذرت السلطة الفلسطينية من «إشعال برميل البارود»، في إشارة إلى ما يجري في مدينة القدس. وقال وزير الأوقاف، محمود الهباش، في مؤتمر صحافي «مهما بلغت الهجمة الشرسة بحق القدس والأقصى الشريف فلن نرفع الرايات البيض».

وخاطب الهباش جموع المسلمين في كل أصقاع الأرض قائلا: «لقد حذرنا وما زلنا نحذر، ونبهنا وما زلنا ننبه، إلى الأخطار الحقيقية المحدقة بالمسجد الأقصى والقدس، فالقول الفصل والواجب والفرض والأصل أن يكون المسجد الأقصى والقدس الشريف في سلّم أولويات الأمة العربية والإسلامية، للذود عنهما وحمايتهما من هذه الأخطار، وأنه آن الأوان لينهض الجميع بمسؤولياتهم ويصونوا أماناتهم».

وحذرت السلطة من أن «أفعال إسرائيل، وبشكل مستمر، وبصور عدة، ما هي إلا مجسات وبالونات اختبار للرأي العام العربي والإسلامي لمعرفة مدى ردة فعلهم إزاء ما يجري لتقوم بالخطوة الأكبر».