رفض مجلس إدارة نادي القضاة بمصر ورؤساء نوادي القضاة الفرعية بالأقاليم، خلال اجتماعهم أمس برئاسة المستشار أحمد الزند رئيس النادي، انتقادات وجهها لهم المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض الذي تقدم باستقالته قبل أيام احتجاجا على ما وصفه بتدهور حال القضاء والتدخل في عمله، معتبرين أن ما قاله الخضيري في تصريحاته للصحف والقنوات الفضائية، يمثل مساسا بهيبة القضاء والسلطة القضائية.
وكان الخضيري وهو أحد رموز تيار الاستقلال في القضاء الذي كان يقوده المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادي القضاة السابق، قد اتهم في تصريحات له المستشار ممدوح مرعي وزير العدل المصري بأنه يتدخل في أحكام القضاء باختيار قضاة بأعينهم للنظر في قضايا محددة دون أن يكون توزيع القضايا بصورة رقمية كما ينبغي أن يكون.
ونفى القضاة المشاركون في اجتماع أمس صحة اتهام المستشار الخضيري لبعض القضاة والمستشارين بالتزوير في الانتخابات البرلمانية في السنوات الماضية، مؤكدين أنه أمر عار تماما عن الصحة، فيما رفض المؤتمرون اقتراحا من عدد من القضاة بإبلاغ النيابة العامة ضد المستشار الخضيري بتهمة السب والقذف حتى لا يتطور الأمر في نادي القضاة إلى معارك حزبية وتصفية حسابات لتيارات سياسية.
وأجمعوا على أن القضاء في مصر مستقل بشكل تام، وأن القيادة السياسية لا تتدخل في أي شأن من شؤون القضاة وتفاخر بقضاء مصر النزيه المستقل أمام المحافل العالمية والدولية.
وأعرب القضاة عن عميق أسفهم لأن بعض الصحف المستقلة والفضائيات تنزلق نحو الهجوم غير المبرر على القضاء، محذرين من خطورة الاستمرار في ذلك النهج الذي له تأثيره السلبي الضار على واقع الحياة العامة في مصر، وناشدوا نقابة الصحافيين والمجلس الأعلى للصحافة باتخاذ ما يلزم من أجل أن تؤدي الصحافة رسالتها السامية النبيلة بعيدا عن المساس بالقضاء وهيبته.