أفغانستان: مقتل 8 جنود أميركيين في أسوأ خسائر منذ أغسطس 2008

هجوم «مركب» على القوات الدولية من مسجد وقرية بولاية نورستان

جندي من القوات الفرنسية التابعة للناتو يراقب من فوق هضبة عالية من منطقة دن ساباز خارج العاصمة كابل أي تحركات مشبوهة، ويشارك 8 آلاف جندي فرنسي ضمن قوات ايساف «رويترز»
TT

تكبد الحلف الأطلسي اكبر خسارة عسكرية منذ أكثر من سنة في أفغانستان مع مقتل ثمانية جنود أميركيين أول من أمس في معارك وقعت شرق البلاد عند حدود المناطق القبلية حيث يختبئ عناصر من «القاعدة» وطالبان. وبعيد إعلان مقتل ثمانية جنود من القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي، قال متحدث باسمها أمس لوكالة الصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي، «بوسعنا التأكيد بأنهم جميعهم أميركيون». وينتمي الجنود الأميركيون المنتشرون في ولاية نورستان الحدودية مع باكستان إلى قوة «تاسك فورس ماونتن واريور» (قوة مهمة محاربي الجبل) وهي فوج لسلاح المشاة الخفيف. وقالت ايساف إن عناصر مسلحة قبلية شنت هجمات صباح أمس على القوات الدولية من مسجد وقرية بولاية نورستان. وأوضح رئيس أجهزة الاستخبارات الأفغانية في ولاية نورستان محمد فاروق أن المعارك دارت في منطقة كامدش القريبة جدا من الحدود. وأكدت ايساف في بيان «أن قوات التحالف صدت الهجوم وألحقت خسائر فادحة في صفوف العدو فيما قتل ثمانية عناصر من ايساف وجنديان أفغانيان». وأكد طالبان من جهتهم في بيان مقتل 30 جنديا من القوات الدولية والأفغانية. وقد امتد التمرد الذي تكثف لفترة طويلة في جنوب أفغانستان، إلى كامل البلاد خصوصا في الشرق الحدودي لـ«المناطق القبلية» التي تصفها واشنطن وباكستان بـ«معاقل القاعدة». وهي اكبر خسائر تتكبدها ايساف منذ مقتل عشرة جنود فرنسيين في أغسطس (آب) 2008 في منطقة سروبي القريبة من كابل. وكان ذلك الهجوم الأكثر دموية بالنسبة لايساف منذ بدء التدخل في أفغانستان أواخر 2001. وفي 17 سبتمبر (أيلول) قتل ستة مظليين ايطاليين و10 مدنيين أفغان على إحدى الطرق الأكثر ازدحاما في كابل اثر هجوم انتحاري لطالبان على القوات الأطلسية. والجمعة قتل خمسة جنود أميركيين في هجمات مختلفة في جنوب البلاد وشرقها. وهذه السنة قتل 394 جنديا أجنبيا بينهم 236 أميركيا في أفغانستان بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى الموقع المستقل على الانترنت ايكاجواليتز. ويعتبر عام 2009 الأكثر دموية بالنسبة للقوات الدولية منذ وصولها إلى أفغانستان حيث يموت جنديان من الحلف الأطلسي يوميا. ولم تكف حركة التمرد عن التوسع والتكثف منذ نحو سنتين بحيث بلغت أعمال العنف والخسائر في صفوف المدنيين وكذلك في صفوف القوات الدولية والأفغانية في الأشهر الأخيرة مستويات قياسية منذ طرد طالبان من الحكم في 2001.

وفي سبتمبر رفع الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأميركية والأجنبية في أفغانستان إلى قياداته توصياته للأشهر المقبلة مطالبا بتعزيزات تصل إلى 40 ألف جندي إضافي لينتشروا خصوصا، بحسب مسؤول عسكري أميركي، في المناطق الشمالية والغربية المهملة حتى الآن وحيث امتدت أنشطة المتمردين. ووقع الهجوم بعد يوم واحد من مقتل خمسة جنود أميركيين في هجمات منفصلة لطالبان. وتزداد حصيلة الضحايا من الجنود الأميركيين وقوات التحالف الأخرى حيث يعزز مسلحو طالبان الهجمات على القوات الأفغانية والأجنبية هذا العام.