عرب اليونان: أصوات لليسار وفشل في تقديم مرشحين للبرلمان

TT

أدرجت بعض الأحزاب السياسية اليونانية في مناسبات انتخابية أسماء عربية ومسلمة ضمن قوائمها، لكن الفشل المتكرر لفوز أولئك المرشحين، جعل العديد من اليونانيين من أصل عربي يحجمون عن المشاركة في الانتخابات، وعلق أحد الصحافيين اليونانيين، لـ«الشرق الأوسط» على الظاهرة بقوله، إن الاحتلال العثماني لليونان طيلة أربعة قرون ترك آثارا سيئة في نفوس اليونانيين مما جعل كبار السن منهم خصوصاً، أي الذين عاشوا تلك الفترة، ينفرون من أصحاب الأسماء العربية والمسلمة، ويغضبون عند رؤية شخص يحمل الهوية اليونانية باسم عربي.

لكن مع ذلك، فإن أبناء الجالية العربية في اليونان تهتم بالانتخابات اليونانية، وذلك للتقارب الجغرافي والحضاري والتاريخي بين اليونان والعالم العربي ولوقوع اليونان في حوض البحر المتوسط، كما أن السياسة اليونانية تلعب بطريقة أو بأخرى دوراً في حل القضايا العربية أو مناقشتها في المحافل الدولية، خاصة في الاتحاد الأوروبي.

وفي نفس الوقت، يميل العديد من أبناء الجالية العربية في اليونان لتأييد الحزب الاشتراكي (باسوك)، لأنهم يعتقدون أن هذا الحزب يساند المهاجرين الاقتصاديين والطبقات الفقيرة في البلاد، بالإضافة إلى الصداقة الشخصية التي كانت تربط الزعيم اليوناني الرحل، أندريا باباندريو، بالزعماء العرب ومساندته العلنية للقضايا العربية.

ويتذكر المهاجرون بأسف دعوة حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ، في التسعينات، لطرد الأجانب من البلاد، والمعاملة السيئة التي يتعرض لها المهاجرون في مراكز إيوائهم من قبل الشرطة، خلال فترة حكم المحافظين.

ويوجد في اليونان أكثر من مائة ألف عربي، وهناك أعداد منهم حصلت على الجنسية ويحق لهم التصويت وخوض الانتخابات، لكن لأسباب مختلفة لم يتمكن أي عربي من دخول البرلمان اليوناني بعد. كانت هناك شخصيات عربية خاضت تجربة الانتخابات مثل الطبيب كريم هلال، وهو يوناني من أصل فلسطيني، دخل ضمن قائمة الحزب الاشتراكي في انتخابات 2004، لكنه لم يتمكن من الحصول على نسبة أصوات تسمح له بدخول البرلمان.

وبدا الكثير من العرب المقيمين في اليونان مهتمين بالانتخابات الحالية. وقال أمين حسنين، وهو مصري يعمل في مجال المعمار، لـ«الشرق الأوسط»، إنه يرغب بفوز الحزب الاشتراكي، لأن هذا الحزب يساند الأجانب والبسطاء، مضيفا أن زعيم الحزب باباندريو زارهم في أحد المباني التي كانوا يشيدونها وتحدث معهم وعن خطته لدمج الأجانب في المجتمع اليوناني، لكن هناك بعض العرب الآخرين يبدون شيئا من التعاطف مع اليمين. وقال حسن الدمنهوري، وهو صاحب محل تجاري في اثنيا، إن الحزب المحافظ بزعامة كارمنليس سانده في أن يحضر زوجته وأبناءه إلى اليونان ويحصل على تأشيرة لم الشمل العائلي، والآن يعيش مع أفراد أسرته بعد أن عانى طويلا في بداية وجوده في اليونان من دونهم.

ويبدو عرب آخرون مستائين من الوضع عموماً بسبب الأزمة الاقتصادية وليس بسبب طبيعة الحزب الحاكم. ويقول عوني عبد اللطيف أحد المهاجرين العرب في اليونان، إن حالة اليأس التام قد سيطرت على العديد من المهاجرين بسبب الأزمة الاقتصادية التي لم تستطع الحكومة بزعامة الحزب المحافظ على مواجهتها مما تسبب في مغادرة العديد من الأجانب إلى بلدانهم العربية من دون عودة.