إندونيسيون يحتفلون بالزواج أمام منازلهم المدمرة بالزلزال

تلاشي الأمل في العثور على أحياء وعدد القتلى قد يصل 3 آلاف

TT

فيما بدأ الإندونيسيون أمس استعداداتهم لدفن ضحايا الزلزال الذي ضرب مدينة بادانغ في جزيرة سومطرة أخيرا، قرر عدد منهم مواصلة خططه للاحتفال بالزواج بسبب تفاؤلهم بإقامة هذه الاحتفالات في شهر شوال.

وواصل قرويون في تلال بادانغ الحفر في الطين بالجرافات الخشبية بحثا عن مئات دفنوا نتيجة لانهيارات أرضية. وقالت فرق الإنقاذ، التي تبحث بين الأنقاض إن الأمل ضعيف في العثور على المزيد من الناجين من الكارثة التي تقول السلطات إنها ربما أودت بحياة ثلاثة آلاف شخص. ومع توغل فرق الإنقاذ في العمق وراء المدينة الساحلية، عثروا على قرى بأكملها طمستها الانهيارات الأرضية وعلى ناجين مشردين في حاجة ماسة للطعام والماء والمأوى.

وقال ذو الفهم (39 عاما)، الذي كان برفقة 36 من أفراد عائلته عندما ضرب الزلزال بقوة 6.7: «أنا الوحيد الباقي. طفلي وزوجتي وحماتي كلهم ماتوا. إنهم تحت الأرض الآن». وكان ذو الفهم يتحدث من قرية كابالو كوتو قرب بريامان على بعد 40 كيلومترا شمال باندانغ.

لكن رغم الكارثة، واصل بعض الإندونيسيين خططهم للاحتفال بالزواج، خصوصا أن الكثير من الإندونيسيين يتفاءلون بالزواج في الفترة التالية لشهر رمضان، حسبما أفادت «رويترز» في تقرير لها أمس. فروني جوستياوان، الذي دمر منزله بفعل الزلزال قبل أربعة أيام، ارتدى أمس الزي الإندونيسي التقليدي بلونيه الأحمر والذهبي ليتزوج خطيبته البالغة من العمر 25 عاما. وقال جوستياوان أمام منزله المحطم: «كنا قررنا الزواج اليوم الأحد وبعثنا بالفعل الدعوات ومن ثم كان لا يمكن تأجيله». وكان يتحدث بعد وقت قصير من عقد القران وهو يجلس في خيمة الزفاف المزينة بالزينة التقليدية باللونين الذهبي والأحمر وعروسه ايفي سوسانتي تجلس إلى جواره بملابس الزفاف التقليدية. وقال جوستياوان «حضر 200 مدعو. وجهنا الدعوة إلى 500 شخص، لكن كثيرا من الناس لم يتمكنوا من الحضور بسبب الكارثة، فهم منشغلون بإزالة الحطام وإصلاح منازلهم. دمر منزلي تماما. كنت أنام في خيمة الزفاف هذه منذ الزلزال». وتابع: «كان من المقرر أن يكون حفل الزواج الساعة الثالثة عصرا، لكن ايفي قامت بتقديم الموعد لأنها كانت تخشى حدوث زلزال آخر».

وإلى جوارهما جلس نور الدين (33 عاما)، وعروسه سوسي دامايانتي (28 عاما)، اللذان مضيا قدما في إقامة حفل زواجهما. وقال جوليوس والد العريس: «كنا نخطط لهذا الزواج منذ عام. لم يكن من الممكن تغيير الموعد بسبب زلزال. الحمد الله لم يلق أي أحد من أفراد الأسرة حتفه، لكن بعض الناس أصيبوا بجروح طفيفة».

وقالت وزيرة الصحة الإندونيسية، سيتي فضيلة سوباري، إن تقديرات الحكومة لعدد قتلى الزلزال قد تصل إلى 3 آلاف، مضيفة أن انتشار الأمراض صار مبعث قلق، خاصة في مدينة بادانغ، حيث تنبعث روائح الجثث المتحللة من المباني المدمرة. وقالت: «نحاول انتشال الناس من تحت الأنقاض، سواء كانوا موتى أو أحياء. نحاول مساعدة الناجين ليظلوا على قيد الحياة. نركز حاليا على تقليل حالات الوفاة بعد الزلزال إلى أدنى درجة».

وفي مدينة بادانغ الساحلية التي يقطنها 900 ألف نسمة وكانت في وقت من الأوقات مركزا لتجارة التوابل ما زال رجال الإنقاذ ينقبون بين المباني المنهارة بحثا عن ما يصل إلى آلاف الأشخاص الذين ما زالوا مدفونين. وقال عامل إنقاذ بريطاني يدعى بيتر أولد من فريق «رابيد يو كيه» للإغاثة: «نقوم بعمليات التحقق الأخيرة قبل أن نعلن انتهاء مرحلة الإنقاذ. نعتقد أننا بصدد نهاية مرحلة الإنقاذ. لا توجد فرصة تذكر في العثور على أحياء».