مقرب من المالكي: فهم دمشق الخاص لأدلة بغداد حول مسؤولية التفجيرات أفشل الحوار

الساعدي لـ«الشرق الأوسط»: سورية تريد أن يكون لها امتداد في العراق عبر أحد جناحي البعث

TT

أكد كمال الساعدي، القيادي في حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن الجانب السوري تعامل مع الأدلة العراقية المقدمة خلال الاجتماعات الأخيرة بلا مبالاة ورفض اعتبرهما «قاطعين»، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن الموقف السوري هذا «غير مرتبط بالتفجيرات التي حصلت في البلاد وإنما يرتبط بالوضع العام للعراق، سيما أن سورية لديها العديد من الاشتراطات على الجانب الأميركي والذي تريد من خلاله أن تصل إلى نتيجة حيالها، خصوصا ما يتعلق بعلاقة بإسرائيل والجولان وكذلك الموقف الدولي من سورية فضلا عن دعمها ماديا».

وأضاف الساعدي المقرب من المالكي «كذلك هناك رغبة سورية في أن يكون لها امتداد في النظام الجديد في العراق عبر أحد جناحي عبر حزب البعث (جناح عزة الدوري أو جناح محمد يونس الأحمد)»، مبينا «أن هذا الموقف السوري غير مرتبط بعرض الأدلة العراقية فحسب بل يعتمد على المشهد العام في البلاد».

وحول نية العراق تشكيل محكمة دولية تبحث تفجيرات الأربعاء الدامي وتفجيرات سامراء التي حصلت عام 2006، أوضح الساعدي «نحن لا نتحدث عن محكمة دولية بل طالبنا بتشكيل لجنة تحقيق دولية تبحث الأدلة العراقية المقدمة، وفي حال رأى مجلس الأمن أن يوسع من دائرة التحقيق يوعز بتشكيل المحكمة الدولية الذي يعد أمر تشكيلها خاصا بمجلس الأمن وحده».

وأكد الساعدي «أن القضية المطروحة للتحقيق الدولي تتعلق فقط بتفجيرات «الأربعاء الدامي» في 19 أغسطس (آب) في بغداد التي أوقعت مئات القتلى والجرحى ويقول العراق إن الضالعين فيها بعيون يقيمون في سورية ويطالب بتسليمهم». ولفت الساعدي إلى أن «الحوار مع الجانب السوري شبه متوقف بالرغم من وجود قنوات خاصة تعمل على حلحلة القضية» لكنه عاد وأكد «أن العراق متمسك بمطالبه ولم يتنازل عنها». من جانبه، وصف المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي علي الموسوي، الحوار مع سورية بـ«غير الجدي»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن العراق «لا توجد لديه خلافات مع سورية، لكن الأخيرة أبدت عدم الجدية في حواراتها مع العراق ولم تلب مطالب الحكومة بتسليم المتورطين بأحداث الأربعاء الدامي». وشدد الموسوي على أن «هناك مجموعة من الضالعين في حوادث أمنية كثيرة حصلت في العراق يتواجدون في سورية، نطالب بتسليمهم بعدما قدمت الحكومة جميع الأدلة التي تثبت تورط تلك المجموعات في العديد من التفجيرات التي طالت أبناء الشعب العراق».

إلى ذلك، أكد الوكيل في وزارة الخارجية، لبيد عباوي، عدم فشل الحوار مع سورية أو توقفه، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يمكن القول إن الحوارات فشلت أو توقفت، لكن يمكن أن نقول إن الجلسات لم تفض إلى أي نتيجة سيما أن اللقاءات الأربعة التي جرت شهدت رفضا من قبل الجانب السوري لكل ما قدمه العراق من أدلة وقرائن على تورط عناصر من البعثيين المتواجدين في سورية»، مبينا «أن الجانب العراقي يرى أن تبحث الحوارات القضايا الجوهرية لا أن يتحول الحوار إلى مجرد حوار». وأضاف «لقد طرحنا وجهة نظرنا على الوسطاء وطالبنا بأن يكون لهم دور إيجابي بتحريك الحوار باتجاه أن يفضي إلى نتائج ملموسة». وشدد عباوي على «أن الجانب العراقي لم يتوقف عن الحوار ويرحب بأي مبادرة وبحث جدي لمطالب العراق، وفي الوقت ذاته نحن ماضون في موضوع تشكيل لجنة تحقيق دولية من قبل مجلس الأمن والذي بدوره سيعين مبعوثا متخصصا قديرا ببحث وتقصي الأدلة التي قدمها العراق كذلك التحقيق في حجم التدخلات في الشأن العراقي». وعقد العراق وسورية اجتماعات في القاهرة واسطنبول ونيويورك تحت رعاية تركيا والجامعة العربية.