الهاشمي في البصرة: على إيران أن تبرهن مصداقيتها في أزمة المياه

نائب رئيس الجمهورية: لا نريد مأساة جديدة كمأساة كربلاء.. ولا أن يموت العراقيون عطشا

TT

قال طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية العراقي «لا نريد مأساة جديدة كمأساة كربلاء، ولا أن يموت العراقيون عطشا»، في إشارة إلى معركة الطف التي قتل فيها الإمام الحسين. وأكد خلال زيارته البصرة ولقائه شيوخ العشائر «أقول للإيرانيين تصرفوا معنا بمروءة، فللعراق حق في كل تلك المياه التي قطعت عنه، وإن لم تنفع الجيرة الحسنة وخلق الإسلام فهناك القانون الدولي، فليس لأي دولة الحق في قطع الأنهار وتحويلها داخل أراضيها لتحرم جيرانها من الماء».

وأضاف «إن إيران تدعي أنها تحب الشعب العراقي وأنها مع العملية السياسية في العراق، هذا الكلام الطيب نسمعه كثيرا ولا بد له من إثبات، ولا بد لإيران أن تبرهن على صداقتها بالفعل وليس بالأقوال المكررة».

وأكد الهاشمي أن «جميع عناصر الخير موجودة هنا، فتاريخ البصرة وإشعاعها ملأ العراق والعالم الإسلامي، إضافة إلى ما تمتلكه المحافظة من خيرات وثروات هائلة، إلا أن وضع البصرة مع الأسف لا يليق بأهلها، وينبغي أن يتغير الحال، ولا بد من توظيف جميع الإمكانيات من أجل إكمال النقص الحاصل في مستلزمات الحياة وتعويض أهالي البصرة عن فرص التقدم التي ضاعت عليهم».

وحول أزمة المياه أوضح «أمن العراق انطلق من محافظة البصرة، وأن الصفحة الأولى قد اكتملت، إلا أن أمامنا تحديات صعبة تتمثل في موضوع مياه الشرب وما أصاب النخيل في أبو الخصيب، وضرورة إعادة الدعم للفلاح وتنشيط القطاع الزراعي، وغير ذلك من التحديات التي تواجه المحافظة خاصة في الجانب الخدمي». وأشار «بذلت ما بوسعي مع تركيا، والجهود اليوم ينبغي أن تنصب على جيراننا في الشرق». ويعني إيران دون ذكرها بالاسم. وقال للصحافيين عقب اجتماعه بقيادة المنطقة وقادة الأجهزة الأمنية «إن الوضع يدعو إلى الاطمئنان»، مشيدا بالتنسيق والتعاون الوثيق بين إدارة المحافظة والأجهزة الأمنية. وترى أوساط سياسية أن «السياسيين يكثرون من زيارة المحافظة قبل كل حراك انتخابي، ويكيلون بالوعود، وبعد فوزهم ينسونها». وأكد عدد منهم لـ«الشرق الأوسط» أن البصرة «لا تقبل أن تتحول إلى لوحة إعلانات يخط عليها من يشاء شعاراته البراقة تمهيدا للانتخابات البرلمانية القادمة، ولا يجعل من البضاعة الطائفية الكاسدة سوقا لها». وأوضحوا أن «مقارنة الهاشمي حال أهل البصرة الآن بعطش ثورة الحسين جاءت بائسة ومثار سخرية من الحاضرين».

إلى ذلك، طالب عضو البرلمان العراقي ممثلا عن محافظة البصرة خير الله البصري رئاسات الجمهورية والوزراء ومجلس النواب النظر بصورة جدية لمشكلة شح المياه والملوحة في محافظة البصرة. وأضاف البصري في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب أمس أن «على الجهات المعنية إيجاد حلول عاجلة لمحافظة البصرة التي تحتضر نتيجة لملوحة المياه الواصلة إليها عن طريق شط العرب». وعبر البصري عن استغرابه من الإصرار على بناء مطار في كربلاء وآخر في النجف في وقت تعاني فيه محافظة البصرة من الموت بسبب عدم وجود تخصيصات مالية لحسم قضية المياه المالحة.